نعم هذا سؤال محير ، فبحسب الإجابة عليه ؛ تتكون لديك الفكرة عن دور المرور ، وعن مدى صحة ممارساته بحق المواطن ، فسيرى بعضكم أنه نظام يقوم على ترتيب السير وتنظيم الطرقات وتسهيل تنقلات الناس بوضع أنظمة خاصة " مدروسة لذلك " ، ومنكم من سيقول بل هو نظام قائم على التأديب في حق كل من يخالف الأنظمة المقررة في السير ! ومنكم من يقول أن الترتيب والتأديب يكملان بعضهما البعض .. الخ
مهما تكن إجاباتكم ، ومهما يكن اتفاقنا واختلافنا مع بعضنا البعض ، إلا أن الواقع المُشاهد يبقى في النهاية هو الذي سيجيب الإجابة الشافية ، ونظرتنا الفاحصة إليه تعطينا القرار الصائب للحكم على هذه القضية !
تأملوا معي قليلاً في أقرب شاهد وهو قضية المجتمع خلال العام المنصرم ( نظام ساهر ) مثلاً .
فبغض النظر عن كونه حد من كثير من المخالفات و حقق دورا جيدا في تنظيم السير ، أو إنه كان يترصد للناس في أماكن هي أشبه بفعل المتربصين ، وانه استزف أموالا طائلة من " شيبان " لم يعرفوا من المخالفات إلا اسمها طول عمرهم !
إلا اني اتسائل :
لماذا لم تتم حملة إعلامية للتوعية بنظام ساهر ؟
لماذا لم يتم توزيع نشرات حول هذا النظام لتبين أنواع المخالفات وقيمتها ؟
لا تحدثوني عن لقاء لمسؤول من المرور جاء في قناة ما أو برنامجا عابر تحدث عن الأمر !
أنا أتحدث عن توعية شاملة لكل مواطن ومقيم بهذا النظام ، على الأقل لو استخدم عُشر معشار قيمة المخالفات لإطلاق حملة توعوية بنظامه ؛ لغطت الشرق الأوسط كله !
والمهم الذي أريد الوصول إليه إيها السادة :
هل تعرف حقك في الطريق ( الوقوف الصائب ، الانعطاف الصحيح ، أولولية الطريق لمن ؟ هل تعرف حين تقف عند إشارات المرور متى تكون مخالفا ومتى تكون مصيباً ؟
هل تعرف أصلا أيها المواطن كيف تحدد من الذي اخطأ عند وقوع اصطدام ، بدل أن يأتي جندي المرور ليقلي ببصره في الموقع ويقوم بعمل (كروكي ) ثم يحدد نسبة الخطأ المئوية الدقيقة ( أنى له هذه الدقة ) وتحت أي نظام وبحسب أي معيار !
طُرفة : يقولون أن رجل من علية القوم اصطدم بعمود إنارة : فجاء الجندي لعمل ( الكروكي المذكور ) فوجد أن الرصيف هو المخطئ بنسبة 100% فحسبنا الله على هذا الرصيف وأمثاله !
بل أعرف أحدهم صدم حماراً فحضر جندي المرور ، فقسم نسبة الخطأ على السائق 50% وعلى الحمار 50% !
إذن ! أليس من الواجب أن تنظم إدارة المرور توعية شاملة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والنشرات المكتوبة يبين فيها للمواطن حقوقه المرورية وواجباته ، عوضاً عن تلك الممارسات السلبية التي نراها كل يوم من قبل بعض السائقين ، نظراً لأن كل واحد منهم يرى أنه يملك الطريق !
لنتفق جميعاً أن نظام المرور هو للترتيب حقاً ولكن الموجود الآن والمعمول به هو ( التأديب والله ) !
تساؤل أخير : حين يصطدم اثنان يأتي سائل لأحدهما : هاه بشّر المرور طلّع الخطأ على مين ؟
أرأيتم لو أننا نعرف حقوقنا و واجباتنا ؛ إذن لعرفنا الخطأ على من !
pv01524@pv.gov.sa