بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
ميزان الخلق في الإسلام ميزان رفيع لا يوازيه غيره ، ولا يباريه سواه ، لما لهذه الأخلاق العظيمة من أثر على نفوس أصحابها في تزكيتها ، وعلى نفوس الآخرين في الإرتياح لها ومؤانستها ، لكننا في معرض الحديث عن ذلك السمو والعلو اللذي جاء به الإسلام في جانب الأخلاق إلا أننا نفاجئ اليوم بممارسات حياتية أسقطت بعض الناس في جرف هار ومنحدر خطير حتى أصبحت مشاعر الناس وأحاسيسهم لا تعني لهؤلاء شيئا مما أورث تلكم الفجوة الكبرى والفوهة العظمى بين طبقات مجتمعنا اليوم فهذا أحدهم أراد محلا تجاريا فلم يكن له بد إلا أن يوقف سيارته معترضة سيارة أخرى دون اكتراث لموجة الغضب المصاحبة لذلك ، وذاك الاخر ضرب بمشاعر المصلين عرض الحائط حينما تعدى صفوفهم في صلاة الجمعة ، ولو أردت أن أسرد تلكم الممارسات لطال بنا الحديث .
الحقيقة أن مشاعر الناس وأحاسيسهم كانت تعني للنبي عليه الصلاة والسلام شيئا كبيرا فقد قدمها على واجب من الواجبات حين منع عليه الصلاة والسلام اكل الثوم والبصل من دخول المسجد "من أكل البصل والثوم والكرّاث فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم). " وماذاك إلا لما تستجلبه تلكم الرائحة من أثر سيء على المصلين .
بل تأمل أخي القارئ الكريم إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقف خطيبا على منبره ليدوي بتلك الصيحة المهيبة لمن تعدى صفوف المصلين في يوم الجمعة حين رءاه يتخطى الرقاب " اجلس فقد ءاذيت " فلم تشغله هذه الخطبة ولم تشغله تلك الجماهير بين يديه عن قمع تلك الظاهرة التي كان لها الأثر البالغ في مشاعر الصحابة رضي الله عنهم .
وفي مشهد من المشاهد التي هزت كيان ذلك الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما صلى بقومه العشاء فقرأ سورة البقرة وأطال بهم فشق ذلك عليهم فلما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال : يامعاذ أفتان أنت ثلاثا اقرأ : والشمس وضحاها ، وسبح اسم ربك الأعلى ونحوها .." فلم يكن ذلك الأمر بالتخفيف في الصلاة إلا مراعاة لنفوس المصلين أن يصيبها الكلل والضجر ، وأن ينتابها العنت والمشقة .
فياله من خلق رفيع وذوق عالي أن يتمثل المرء بين عينيه هذه المشاعر وأن يتحسس بين جنباته تلك المعاني ليسموا في مجتمعنا الحب والوئام والأخوة والسلام . وفقنا الله لمرضاته وجنبنا سخطه وعصيانه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
ميزان الخلق في الإسلام ميزان رفيع لا يوازيه غيره ، ولا يباريه سواه ، لما لهذه الأخلاق العظيمة من أثر على نفوس أصحابها في تزكيتها ، وعلى نفوس الآخرين في الإرتياح لها ومؤانستها ، لكننا في معرض الحديث عن ذلك السمو والعلو اللذي جاء به الإسلام في جانب الأخلاق إلا أننا نفاجئ اليوم بممارسات حياتية أسقطت بعض الناس في جرف هار ومنحدر خطير حتى أصبحت مشاعر الناس وأحاسيسهم لا تعني لهؤلاء شيئا مما أورث تلكم الفجوة الكبرى والفوهة العظمى بين طبقات مجتمعنا اليوم فهذا أحدهم أراد محلا تجاريا فلم يكن له بد إلا أن يوقف سيارته معترضة سيارة أخرى دون اكتراث لموجة الغضب المصاحبة لذلك ، وذاك الاخر ضرب بمشاعر المصلين عرض الحائط حينما تعدى صفوفهم في صلاة الجمعة ، ولو أردت أن أسرد تلكم الممارسات لطال بنا الحديث .
الحقيقة أن مشاعر الناس وأحاسيسهم كانت تعني للنبي عليه الصلاة والسلام شيئا كبيرا فقد قدمها على واجب من الواجبات حين منع عليه الصلاة والسلام اكل الثوم والبصل من دخول المسجد "من أكل البصل والثوم والكرّاث فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم). " وماذاك إلا لما تستجلبه تلكم الرائحة من أثر سيء على المصلين .
بل تأمل أخي القارئ الكريم إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقف خطيبا على منبره ليدوي بتلك الصيحة المهيبة لمن تعدى صفوف المصلين في يوم الجمعة حين رءاه يتخطى الرقاب " اجلس فقد ءاذيت " فلم تشغله هذه الخطبة ولم تشغله تلك الجماهير بين يديه عن قمع تلك الظاهرة التي كان لها الأثر البالغ في مشاعر الصحابة رضي الله عنهم .
وفي مشهد من المشاهد التي هزت كيان ذلك الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما صلى بقومه العشاء فقرأ سورة البقرة وأطال بهم فشق ذلك عليهم فلما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال : يامعاذ أفتان أنت ثلاثا اقرأ : والشمس وضحاها ، وسبح اسم ربك الأعلى ونحوها .." فلم يكن ذلك الأمر بالتخفيف في الصلاة إلا مراعاة لنفوس المصلين أن يصيبها الكلل والضجر ، وأن ينتابها العنت والمشقة .
فياله من خلق رفيع وذوق عالي أن يتمثل المرء بين عينيه هذه المشاعر وأن يتحسس بين جنباته تلك المعاني ليسموا في مجتمعنا الحب والوئام والأخوة والسلام . وفقنا الله لمرضاته وجنبنا سخطه وعصيانه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .