بعد تلك الصراعات ، وذلك الجدل المثير في صفحات التواصل الاجتماعي وفي القنوات وبعد ذلك الكم الهائل من التصريحات الصارمة والتعليقات اللاذعة بعد هذا كله ؛ماذا حصل للمشاركات في أولمبياد 2012 من فتيات بلادنا ؟ بكل سهولة هُزمن !
فلا راية رفعوا ولا هوية حفظوا ولا ديناً امتثلوا !
على كل حال لن أدلي برأيي في هذا ، ولكن الذي أهالني فعلا هو تصريح وزير التعليم حول تلك المشاركة ;كما نشر في صحيفة الشرق 248 حيث أبدى استياءه من مشاركتهن ! لا من حيث مبدأ المشاركة ! وهل هو لائق بفتاة مسلمة تمثل رأس البلدان الإسلامية ؟ بل من حيث أنهما لم يمثلا السعودية تمثيلا جيداً ( فمشكلة معاليه تكمن في عدم تمثيلهما للبلاد بشكل جيد ) ثم ماذا ؟
انتقد المشاركة لأنها في الأصل لم تقم على أصول صحيحة ! لا أقصد أصول الشريعة والدين التي تسير عليها بلادنا ؟! لا إنما
أصول ( صناعة البطل ) كما عبر هو ! ثم كيف ؟
لقد دل على الطريقة المثلى في صناعة البطل وأذكرها مرتبة كما " رتبها " في فلسفته للأمر !
أولاً : ( ماذا تريد من المشاركة ) وهذا تأصيل منه حيث أن النية تحدد مسار العمل وايضاً تحدد الهدف أي مبتغاك من المشاركة ! أهو لرفع راية التوحيد خفاقة أم لجني الميداليات أم إذعاناً للضغط على البلاد والتدخل في سياستها ! ( المهم أن الإرداة هي أول نقطة ينبغي مراعاتها في صناعة البطل ) .
ثانياً : ( السعي في إيجاد بطل ذي تركيبة خاصة ) طبعا هذا كلام عميق لا يفهمه كل أحد ، بل يحتاج لتأمل وتدبر ، لكن استطيع أن أفهم مراد معاليه من خلال متابعتي لبعض تصريحاته النيّرة أن التركيبة الخاصة التي يريدها هي sopr women ! على غرار sopr man المدرس
ثالثاً : نحتاج لمنافسات جماعية : يعني مثلا حتى نخرج بطلة للجودو بدلا عن وجدان ، لابد من عمل منافسات جماعية للجودو ، والمنافسات لابد لها من فرق ، والفرق تحتاج مقرات ، والمقرات تحتاج إلى تجهيزات والتجهيزات تحتاج إلى تكاليف والتكاليف تحتاج .. الخ إنها دوامة من الحيرة تنتابك عند سماع كلامه ، ولكن يهون عليك كل ذلك حين ترجع إلى النقطة الأولى في نظريته وهي ( ماذا تريد من المشاركة ) فإذا عرفت مرادك سيهون عليك ما تبذله لأجله !
رابعاً : التدريب ثم التدريب ثم التدريب ؛ تكرار لفظي لا يراد منه التأكيدعلى ماذكر ولا ليبقي إيقاعا للسامع ولا لتزيين الحديث كما هي استخدامات التكرار في اللغة ، بل بالنظر إلى عمق الحديث نستطيع أن نستخرج أن تكرار التدريب ثلاث يعني أننا نحتاج لثلاثة أنواع ومراحل من التدريب !
التدريب على الخروج بغير الحشمة ثم التدريب على الاختلاط ثم التدريب على اللعبة !
هذه هي نظرية صناعة الباطل !
هذه النظرية التي يحملها وزير التعليم لدينا ، لا إشكال البتة عنده في خروج المرأة متبذلة بين الناس لتركض وتباطح وتمارس ألعاب رجولية لاتليق بفتاة فضلا عن مسلمة !
وفي الحقيقة وبعد قراءتي لتصريحه المثير ؛ زادت حيرتي حين تعذر عن مشاركة ( فارسة ) سعودية أن هذه الرياضة ( مختلطة ) !
في الحقيقة سأزعم أني فهمت شيئا !