×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد دخيل الله الكبيدي

يوم توحيد المملكة
محمد دخيل الله الكبيدي

من الجميل أن نزف ، ونبتهج فرحاً في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعون للمملكة العربية السعودية.

هذه الأفراح الوطنية
هذه الرايات الخفاقة
هذه الاهازيج الرنانة
هذه المشاعر الجياشة

لا تتأتى إلا من ملك مؤسس دولة و وضع أسس البناء المتينة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية والأنظمة والقوانين والأعراف المحلية والدولية التي تتلاءم مع كل زمان ومكان ، وسار على نهجه أبناءه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان اليوم الوطني يوم توحيد المملكة الغالية على يدي المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومعه رجال الوطن.

ما قبل توحيد المملكة كانت الجزيرة العربية يتفشى بها الجهل والتخلف و الفرقى والشتات ، ويعم في أرجائها الخوف وعدم الأمن والأمان ، و كانت اقاليم ومجتمعات قبلية تتصارع من أجل البقاء تعيش في صحراء واسعة وموحشه لا يوجد بها الا قليل من الماء والعشب وبفضله ومنّه سبحانه وتعالى سخر لها عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وثله من الرجال ليجمع هذه الأقاليم والقبائل في كيان واحد على كلمه اشهد الا اله إلا الله وان محمد رسول الله لتُحّكم كتاب الله وسنة نبيه لتعيش معاً في وطن واحد يسودة الألفة والمحبة .

عندما يتحدثون عن المملكة العربية السعودية نجدهم ينظرون إليها إنها دولة فتية وحديثة متناسين أن الدولة السعودية الأولى تأسست في عام ١١٥٧ هجري/ ١٧٤٤ ميلادي اي ما يقارب ٣٠٠ عاما وانتهت في عام١٢٣٣ هجري / ١٨١٨ميلادي ، و بعد سقوطها تأسست الدولة السعودية الثانية ، و انتهت في عام ١٣٠٨ هجري / ١٨٩١ميلادي ، وفي ظل القيادة ذاتها تمكنت في عام ١٣١٩ هجري / ١٩٠٢ميلادي من تأسيس الدولة السعودية الثالثة ؛ لا اعتقد ان هناك مثالاً مشابة لذلك التاريخ ، حيث يتم إعادة تأسيس دولة ملكية ، وحكمها في ظل القيادة ذاتها ، وفقاً لذات المباديء ، وعلى نطاق الاراضي ذاتها وهي لم تحقق ذلك مره بل مرتين . ولو لم تتمتع بشرعية ، ولو لم تكن لها جذور متأصلة ، وارتباط وثيق وعريق مع شعبها ، وبيئتها المحيطة بها ، وهذا الأمر يجد الناس صعوبة في استيعابة.

المملكة العربية السعودية ؛ دولة تتمتع بالوحدة وهي دولة براغماتية ، ودولة عملية تتمتع باتزان متناسب وتاريخ حافل بالتغيير، لو نظرنا منذ اكتمال الدولة السعودية الثالثة، وتوحيدها تحت مسمى المملكة العربية السعودية في ١٣٥١ هجري/ ٢٣ سيتمبر ١٩٣٢ميلادي لوجدنا ان تاريخ المملكة العنصر الثابت فيه هو التغيير .

يوم توحيد المملكة ، بدأ النمو السكاني بمعدل متزايد وسريع بعد الاستقرار ، وكان مستوى التعليم في جيل الستينات فيه معدل الأمية ٩٥ بالمائة ، واليوم نجد ٤٢ بالمائة من الرجال ونجد ٥٧ بالمائة من النساء في الجامعات هذا تغيير هائل بعد أن كٌنا دولة قبلية ذات بنية تحتية بسيطة ، واليوم نحن دولة منظورة تمتلك بنية تحتية متطورة للغاية. وهناك عدد قليل جداً من المجتمعات في العالم مرت بالتغيير الذي عايشته المملكة العربية السعودية على مدى عقود، وما زال هناك المزيد من التغيير علينا تحقيقه نحو تحويل دولتنا من خلال رؤية ٢٠٣٠ بقيادة ملك العزم والحزم خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي عهده عراب الرؤية، للعمل على تمكين شبابنا وخلق ثقافة الإبتكار وريادة الأعمال والاستثمارات المحلية والدولية.

ان صفحات التاريخ مليئة بإنجازات المملكة العربية السعودية سواءً على النطاق المحلي او الدولي ؛ وهذه نبذة وجيزة ، نُبدي بها للأجيال الحالية ومرحلة عظيمة من مراحل البناء والتطور والنماء في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعون لتقارن بين الماضي والحاضر ، وإن ماوصلنا إليه لحد الأن من التغيير لا نجده إلا في قلة قليلة من المجتمعات في العالم .


بقلم : محمد دخيل الله الكبيدي
محافظة املج
بواسطة : محمد دخيل الله الكبيدي
 0  0