نقف اليوم وشعور من الامتنان والفخر يعمر أرواحنا، ويرسخ معنى الانتماء فيها، ونحن نتأمل مسيرة بلادنا المجيدة، الممتدة لأربعة وتسعين عاما.. عمرٌ من البناء والكفاح العظيم سارت فيه البلاد بخطوات الواثق بمبادئه ومعتقداته، المُدركِ لعِظم المسؤولية وثقل الأمانة، حتى اجتازتها والتاريخ يدوّن أيامها، ويشهد لمجدها، ويعمق وجوده.
ولعل أبرز ما يستحضره الإنسان المواطن أمام هذا المَشهديّة البديعة، في مظاهرها وتجلياتها؛ استحضارُ معنى الانتماء، بصفته حاجة طبيعية وضرورية، لا يكتمل بناء الإنسان ولا يتحقق وجوده من دونها، حيث الحياة دون قيمة أو معنى تنتسب له النفس، وتتشكل من خلاله دوافعها ورؤاها، وتستند عليه في أمنها وسلامها؛ حياة قاسية يستحيل معها العيش والنمو والاستقرار. ولا أجلّ من أن يكون ذلك الانتماء للوطن، ليس باعتباره تلك الماديات والمظاهر السطحية التي يفسر الكثير بها معنى انتماءه، وإنما باعتباره نهرا دفّاقاً بأسباب الحياة والبقاء، إذ هو الذاكرة والفكر والعاطفة والثقافة واللغة والرابطة العميقة التي ينتقل فيها المواطن المنتمي من حالة الافتقار والعزلة، إلى كونه عنصرا فعّالا، ومُكوّناً أصيلا في بناء الصورة الكلية، للدرجة التي يصعب معها فك الارتباط، أو تحديد المؤثر والمتأثر منهما. وما أحوجنا ونحن نستظل بيومنا الوطني، أن نستحضر هذا المعنى ونتأمله، ونعيد تعريف الوطن بصفته امتدادا لمواطنيه، والمواطن امتداد لوطنه، حتى نحافظ على مكتسباتنا الوطنية، ونساهم في حضارتها وازدهارها وتطورها.
وفي ظل ما يموج به العالم اليوم من حروب وصراعات ونزاعات متعددة المستويات لا يكاد ينجو من ضررها أحد، نتذكر أيضا حاجتنا للانتماء حيث هو أحد الحصون المنيعة التي يلوذ بها الإنسان الواعي ليسلم من تيار تلك الحملات المغرضة.
والانتماء ليس معنىً سلبياً كما يعتقده البعض، يلجأ إليه الإنسان بدافع الضعف والافتقار، فيحيله عاجزا مُتلقيا معطلا لامكانياته، بل هو الإيجابية بعينها إذ هو العطاء في صورته المثالية والحب العميق، والعاطفة الصادقة التي تسمو بالنفس إلى درجة التضحية.
إن من واجبات الانتماء التي ينبغي استذكارها في هذه المناسبة المباركة، أن الانتماء الصادق للوطن يقتضي من كل فرد من أفراده التضحية وبذل الجهود المضنية لاستدامة نماءه وتقدمه، والدفاع عن مبدأه وإيمانه وأمنه وحدوده وقادته.
وعلى هذا مضى الإمام المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وأبناءه البررة من بعده، فلم يألوا في سبيل توحيد البلاد جهدا ولم يدخروا عطاء في المحافظة على أمنها واستقرارها.
حفظ الله البلاد وقادتها ومواطنيها .. وكل مناسبة وذكرى طيبة وهي في رخاء وعزّ ومَنعة.
فائز بن سلمان الحمدي
أملج ١٤٤٦
ولعل أبرز ما يستحضره الإنسان المواطن أمام هذا المَشهديّة البديعة، في مظاهرها وتجلياتها؛ استحضارُ معنى الانتماء، بصفته حاجة طبيعية وضرورية، لا يكتمل بناء الإنسان ولا يتحقق وجوده من دونها، حيث الحياة دون قيمة أو معنى تنتسب له النفس، وتتشكل من خلاله دوافعها ورؤاها، وتستند عليه في أمنها وسلامها؛ حياة قاسية يستحيل معها العيش والنمو والاستقرار. ولا أجلّ من أن يكون ذلك الانتماء للوطن، ليس باعتباره تلك الماديات والمظاهر السطحية التي يفسر الكثير بها معنى انتماءه، وإنما باعتباره نهرا دفّاقاً بأسباب الحياة والبقاء، إذ هو الذاكرة والفكر والعاطفة والثقافة واللغة والرابطة العميقة التي ينتقل فيها المواطن المنتمي من حالة الافتقار والعزلة، إلى كونه عنصرا فعّالا، ومُكوّناً أصيلا في بناء الصورة الكلية، للدرجة التي يصعب معها فك الارتباط، أو تحديد المؤثر والمتأثر منهما. وما أحوجنا ونحن نستظل بيومنا الوطني، أن نستحضر هذا المعنى ونتأمله، ونعيد تعريف الوطن بصفته امتدادا لمواطنيه، والمواطن امتداد لوطنه، حتى نحافظ على مكتسباتنا الوطنية، ونساهم في حضارتها وازدهارها وتطورها.
وفي ظل ما يموج به العالم اليوم من حروب وصراعات ونزاعات متعددة المستويات لا يكاد ينجو من ضررها أحد، نتذكر أيضا حاجتنا للانتماء حيث هو أحد الحصون المنيعة التي يلوذ بها الإنسان الواعي ليسلم من تيار تلك الحملات المغرضة.
والانتماء ليس معنىً سلبياً كما يعتقده البعض، يلجأ إليه الإنسان بدافع الضعف والافتقار، فيحيله عاجزا مُتلقيا معطلا لامكانياته، بل هو الإيجابية بعينها إذ هو العطاء في صورته المثالية والحب العميق، والعاطفة الصادقة التي تسمو بالنفس إلى درجة التضحية.
إن من واجبات الانتماء التي ينبغي استذكارها في هذه المناسبة المباركة، أن الانتماء الصادق للوطن يقتضي من كل فرد من أفراده التضحية وبذل الجهود المضنية لاستدامة نماءه وتقدمه، والدفاع عن مبدأه وإيمانه وأمنه وحدوده وقادته.
وعلى هذا مضى الإمام المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وأبناءه البررة من بعده، فلم يألوا في سبيل توحيد البلاد جهدا ولم يدخروا عطاء في المحافظة على أمنها واستقرارها.
حفظ الله البلاد وقادتها ومواطنيها .. وكل مناسبة وذكرى طيبة وهي في رخاء وعزّ ومَنعة.
فائز بن سلمان الحمدي
أملج ١٤٤٦