×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
شاكر هاشم محجوب

وما زلنا نعيش ونحلم
شاكر هاشم محجوب

أصبحنا نراقب الحياة، نخشى الاقتراب منها، نجهل متى نتنفسها وننعم برحيقها وبريق جمالها، وأحياناً نبقى في صراع طويل مع أنفسنا لكي نطوعها ونحقق بعض من طموحنا و رغباتنا، وفي اللحظة التي نقبل فيها على المحاولة و نقترب لكي ننال ما نستحق، تنزل على رؤوسنا مطرقة الآخرين أولئك الذين لا يعلمون كم عانينا كي نصل لهذه اللحظة التي يريدون وأدها .

إن الحياة ماهي إلا جامعة وإن إختلفت النظريات والأيديولوجيات حولها لكنها تعلمنا فيها الكثير من تجاربها وخصوصاً في أحوال البشر، وإن العبرة ليست في كثرتهم أو معرفتهم، فالمقامات تتبدل في قلوبنا و وحدهم الأوفياء من يبقى بجوارنا مهما كانت أحوالنا وظروفنا، لذا علينا أن لا نهب أحداً معروفنا كله، فالإسراف في المشاعر دون تفكير وإتزان خطأ كبير.

فالحياة السعيدة ليست إلا شيء من الحب والرحمة يتوجب معها أن نحاول تعلم صفاء ونقاء القلب من الطفل الذي يسكن وجداننا، ‏فالحياة أجمل بكثير من أن نعيشها بين الوجع والألم، بين الوهم والسراب، لابد أن نؤمن بحلمنا، الذي يرويه الأمل النابع من قلوبنا، وينبغي علينا الأخذ بعين الاعتبار بأنه وإن كانت معظم الطرق التي تؤدي إلى قمم الجبال ممهدة فإنها لا تخلو من المنعطفات الخطرة.

لابد لنا أن نعي جيداً أن الحياة ليست جنة وان نتقبل المنغصات بروح الرضا وأن نهدأ ونتروى ونعيد حساباتنا إتجاه الحياة قبل ان ننفعل ونقوم بأمور نندم عليها لاحقاً، علينا ان نتقبل حقيقة أننا معرضون للهجر وللنسيان والتجاوز، وأن بعض الأشخاص لا يناسبون حياتنا ولا يتوافقون معنا.

أيضاً علينا تقبل فكرة أن بعض الأحلام لا تستحق كل هذا العناء، وبعض الأمنيات لن تتحقق لأنها بالتأكيد لم تناسبنا منذ البداية، ولذلك لابد لنا من محاولة البحث عن أحلام جديدة تستحق الركض والمجازفة، فما زلنا نعيش ونحلم وهكذا هي الحياة.
بواسطة : شاكر هاشم محجوب
 0  0