قال مسلم بن الوليد يمدح ابن مزيد الشيباني شعراً:
تراه في الأمن في درع مضاعفة
. لا يؤمن الدهر إن يُدعَ على عجل
لا يعبق الطيب خديه ومفرقه
. ولا يمسح عينيه من الكحل
يقال: إن هارون الرشيد لما سمع هذا البيت طلب ابن مزيد فأحضر وعليه ثياب ملونة ممصرة فلما نظره الرشيد في تلك الحال قال: أكذبت شاعرك يا ابن مزيد...؟
قال: فيم يا أمير المؤمنين...؟
قال في قوله: تراه في الأمن الخ...،
فقال: لا والله ما أكذبته، وإن الدرع علي، ما فارقني.
وكشف ثيابه فإذا عليه درع.
فأمر الرشيد بحمل خمسين ألف دينار إلى ابن مزيد وخمسة آلاف دينار إلى مسلم.
ويقال: إنه لما سمع البيت قال: منعني من الطيب وأرهقني باقي عمري.
فما رؤي بعد ذلك ظاهر الطيب ولا مكتحلاً.
ويقال إنه كان أعطر الناس في زمانه، وكان يقول: الله بيني وبين مسلم، حرمني أحب الأشياء.
وعن إسحاق بن أحمد الخزاعي عن أبيه قال: قدم هارون الرشيد مدينة الرقة وبها دير يقال له دير زكى، فلما أقبلت المواكب أشرف أهل الدير ينظرون وفيهم مجنون مسلسل، فلما أقبل هارون رمى المجنون بنفسه فقال: يا أمير المؤمنين قد قلت فيك ثلاثة أبيات، فأُنشد...؟
قال: نعم.
فقال:
لحظات طرفك في العدى
. تغنيك عن سلّ السيوف
وعزيم رأيك في النهى
. يكفيك عاقبة الصروف
وسيول كفك في الندى
. بحر يفيض على الضعيف
ثم قال يا أمير المؤمنين: هات ثلاثة آلاف دينار أشتري بها كساءً وتمراً، فقال الرشيد: تُدفع إليه ثلاثة آلاف دينار، فحُملت إلى أهله وأُخرج من الدير، وكان من أهل الشرف.
وفي عتق جارية عن الأصمعي عن شبيب بن شيبة قال: كنّا في طريق مكة، فجاء أعرابيّ في يومٍ صائفٍ شديد الحرّ، ومعه جاريةٌ سوداء وصحيفةٌ، فقال: أفيكم كاتب...؟
قلنا: نعم، وحضر غداؤنا، فقلنا: لو دخلت وأصبت من الطعام....!
قال: إني صائم،
قلنا: في الحرّ وشدّته وجفاء البادية...!
فقال: إن الدنيا كانت ولم أكن فيها، وستكون ولا أكون فيها، ولا أحبّ أن أغبن أيامي.
ثم نبذ إلينا الصحيفة، وقال: أكتب ولا تزيدنّ على ما أقول حرفاً: هذا ما أعتق عبد الله بن عقيل الكلابيّ، أعتق جاريةً له سوداء يقال لها لؤلؤة، ابتغاء وجه الله تعالى وجواز العقبة، وإنه لا سبيل له عليها إلا سبيل الولاء، المنّةُ لله عليها وعليه واحدة.
قال الأصمعي: فحدّثت بها الرشيد، فأمر أن يعتق عنه مائة ُ نسمة، ويُكتب لهم هذا الكتاب.
تراه في الأمن في درع مضاعفة
. لا يؤمن الدهر إن يُدعَ على عجل
لا يعبق الطيب خديه ومفرقه
. ولا يمسح عينيه من الكحل
يقال: إن هارون الرشيد لما سمع هذا البيت طلب ابن مزيد فأحضر وعليه ثياب ملونة ممصرة فلما نظره الرشيد في تلك الحال قال: أكذبت شاعرك يا ابن مزيد...؟
قال: فيم يا أمير المؤمنين...؟
قال في قوله: تراه في الأمن الخ...،
فقال: لا والله ما أكذبته، وإن الدرع علي، ما فارقني.
وكشف ثيابه فإذا عليه درع.
فأمر الرشيد بحمل خمسين ألف دينار إلى ابن مزيد وخمسة آلاف دينار إلى مسلم.
ويقال: إنه لما سمع البيت قال: منعني من الطيب وأرهقني باقي عمري.
فما رؤي بعد ذلك ظاهر الطيب ولا مكتحلاً.
ويقال إنه كان أعطر الناس في زمانه، وكان يقول: الله بيني وبين مسلم، حرمني أحب الأشياء.
وعن إسحاق بن أحمد الخزاعي عن أبيه قال: قدم هارون الرشيد مدينة الرقة وبها دير يقال له دير زكى، فلما أقبلت المواكب أشرف أهل الدير ينظرون وفيهم مجنون مسلسل، فلما أقبل هارون رمى المجنون بنفسه فقال: يا أمير المؤمنين قد قلت فيك ثلاثة أبيات، فأُنشد...؟
قال: نعم.
فقال:
لحظات طرفك في العدى
. تغنيك عن سلّ السيوف
وعزيم رأيك في النهى
. يكفيك عاقبة الصروف
وسيول كفك في الندى
. بحر يفيض على الضعيف
ثم قال يا أمير المؤمنين: هات ثلاثة آلاف دينار أشتري بها كساءً وتمراً، فقال الرشيد: تُدفع إليه ثلاثة آلاف دينار، فحُملت إلى أهله وأُخرج من الدير، وكان من أهل الشرف.
وفي عتق جارية عن الأصمعي عن شبيب بن شيبة قال: كنّا في طريق مكة، فجاء أعرابيّ في يومٍ صائفٍ شديد الحرّ، ومعه جاريةٌ سوداء وصحيفةٌ، فقال: أفيكم كاتب...؟
قلنا: نعم، وحضر غداؤنا، فقلنا: لو دخلت وأصبت من الطعام....!
قال: إني صائم،
قلنا: في الحرّ وشدّته وجفاء البادية...!
فقال: إن الدنيا كانت ولم أكن فيها، وستكون ولا أكون فيها، ولا أحبّ أن أغبن أيامي.
ثم نبذ إلينا الصحيفة، وقال: أكتب ولا تزيدنّ على ما أقول حرفاً: هذا ما أعتق عبد الله بن عقيل الكلابيّ، أعتق جاريةً له سوداء يقال لها لؤلؤة، ابتغاء وجه الله تعالى وجواز العقبة، وإنه لا سبيل له عليها إلا سبيل الولاء، المنّةُ لله عليها وعليه واحدة.
قال الأصمعي: فحدّثت بها الرشيد، فأمر أن يعتق عنه مائة ُ نسمة، ويُكتب لهم هذا الكتاب.