كان عند ميمون بن مهران ضيف فاستعجل على جاريته بالعشاء فجاءت مسرعة ومعها قصعة مملوءة، فعثرت وأراقتها على رأس سيدها مأمون.
فقال: يا جارية أحرقتني....!!
فقالت: يا معلم الخير ومؤدب الناس ارجع إلى ما قال الله تعالى.
قال: وما قال الله تعالى....؟
قالت: قال: {والكاظمين الغيظ}
قال: قد كتمت غيظي.
قالت: {والعافين عن الناس}
قال: قد عفوت عنك.
قالت: زد فإن الله تعالى يقول: {والله يحب المحسنين}
قال: أنت حرة لوجه الله.
قال هلال بن العلاء الباهلي: جعلت على نفسي منذ أكثر من عشرين سنة ألا أكافئ أحدا بسوء، وذهبت إلى هذه الأبيات:
لما عفوت ولم أحقد على أحد
. أرحت قلبي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
. لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
. كأنما حشى قلبي محبات
عن زيد بن أسلم قال: قال لقمان لابنه: كذب من قال إن الشر لا يطفئ إلا بالشر، فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنب نار، فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى، وإلا فإن الخير يُطفئ الشر كما يُطفئ الماء النار.
وفي مثل هذا يقول الشاعر:
لقد أسمع القول الذي كاد كلما
. تذكرنيه النفس قلبي يتصدع
فأبدي لمن أبداه مني بشاشة
. كأني مسرور بما منه أسمع
وما ذاك عن عجز به غير أنني
. أرى ترك الشر للشر أقطع
وقال الشاعر:
لا يبلغ المجد أقوام وإن كرموا
. حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويُشتموا فترى الألوان مسفرة
. لا صفح ذل ولكن صفح أحلام
غضب سليمان بن عبدالملك على خالد بن عبدالله، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين؛ القدرة تذهب الحفيظة، وأنت تجل عن العقوبة، فإن تعف فأهل ذاك أنت، وإن تعاقب فأهل ذاك أنا، فعفا عنه.
والعفو والصفح ما هما إلا عطاء كريم فيه لين الجانب مع مشاركة وجدانية تسعى إلى نفع الناس ودفع الخيرات إليهم، وتجنبهم المضار.
وقد يميل المرء إلى أخذ الأمر بهدوء وتناسي الخطأ، إلا أنه يواجه بمن حوله يثيرون حفيظته بخلاف ما يبغي.
قال الأحنف: إياكم ورأي الأوغاد، قالوا: وما رأي الأوغاد...؟ قال: الذين يرون الصفح والعفو عارا.
وقال ابن الأعرابي: تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهم.
وقال الشافعي رحمه الله: من صدق في أخوة أخيه: قتل علله وسد خلله وعفا عن زللـه.
وقال بكر بن عبدالله المزني: إذا وجدت من إخوانك جفاء فذلك لذنب أحدثته فتب إلى الله تعالى، وإذا وجدت منهم زيادة محبة فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر الله تعالى.
فقال: يا جارية أحرقتني....!!
فقالت: يا معلم الخير ومؤدب الناس ارجع إلى ما قال الله تعالى.
قال: وما قال الله تعالى....؟
قالت: قال: {والكاظمين الغيظ}
قال: قد كتمت غيظي.
قالت: {والعافين عن الناس}
قال: قد عفوت عنك.
قالت: زد فإن الله تعالى يقول: {والله يحب المحسنين}
قال: أنت حرة لوجه الله.
قال هلال بن العلاء الباهلي: جعلت على نفسي منذ أكثر من عشرين سنة ألا أكافئ أحدا بسوء، وذهبت إلى هذه الأبيات:
لما عفوت ولم أحقد على أحد
. أرحت قلبي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
. لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
. كأنما حشى قلبي محبات
عن زيد بن أسلم قال: قال لقمان لابنه: كذب من قال إن الشر لا يطفئ إلا بالشر، فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنب نار، فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى، وإلا فإن الخير يُطفئ الشر كما يُطفئ الماء النار.
وفي مثل هذا يقول الشاعر:
لقد أسمع القول الذي كاد كلما
. تذكرنيه النفس قلبي يتصدع
فأبدي لمن أبداه مني بشاشة
. كأني مسرور بما منه أسمع
وما ذاك عن عجز به غير أنني
. أرى ترك الشر للشر أقطع
وقال الشاعر:
لا يبلغ المجد أقوام وإن كرموا
. حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويُشتموا فترى الألوان مسفرة
. لا صفح ذل ولكن صفح أحلام
غضب سليمان بن عبدالملك على خالد بن عبدالله، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين؛ القدرة تذهب الحفيظة، وأنت تجل عن العقوبة، فإن تعف فأهل ذاك أنت، وإن تعاقب فأهل ذاك أنا، فعفا عنه.
والعفو والصفح ما هما إلا عطاء كريم فيه لين الجانب مع مشاركة وجدانية تسعى إلى نفع الناس ودفع الخيرات إليهم، وتجنبهم المضار.
وقد يميل المرء إلى أخذ الأمر بهدوء وتناسي الخطأ، إلا أنه يواجه بمن حوله يثيرون حفيظته بخلاف ما يبغي.
قال الأحنف: إياكم ورأي الأوغاد، قالوا: وما رأي الأوغاد...؟ قال: الذين يرون الصفح والعفو عارا.
وقال ابن الأعرابي: تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهم.
وقال الشافعي رحمه الله: من صدق في أخوة أخيه: قتل علله وسد خلله وعفا عن زللـه.
وقال بكر بن عبدالله المزني: إذا وجدت من إخوانك جفاء فذلك لذنب أحدثته فتب إلى الله تعالى، وإذا وجدت منهم زيادة محبة فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر الله تعالى.