حرص الصحابة والتابعين بعد معرفتهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس) على فعل الخير والاجتهاد فيه، والتواصي به،
بعث الحسن البصري قوماً من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم: مرو بثابت البناني فخذوه معكم، فأتو ثابتاً فقال: أنا معتكف. فرجعوا إلى الحسن فأخبروه. فقال: قولوا له يا أعمش؛ أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة. فرجعوا إلى ثابت، فترك اعتكافه وذهب معهم.
إنه الشعور بوحدة المسلمين والاهتمام بمصالحهم حين مثلهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .
وحيث إنهم كالجسد الواحد، فيلزم أن يعين بعضهم بعضاً على الخير، ويردون عن بعضهم المكاره، وبذل الخير فيه كسب القلوب وإحساس بقيمة الحياة وعظم الدور فيها، ونشر للفضيلة وإحياء لمعان سامية قد يغفل عنها الكثير.
ويبقى أهل الفضل مشهوداً لهم بالفضل، مقبلة على حبهم بعد أن أسروها بطيب فعالهم.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
. فطالما استعبد الإنسان إحسان
فأصبحت أرضاً خصبة لغرس معالي الأمور وصافي الصفات، فيدفع الطيب الخبيث بإذن الله (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ),
وبذل الوقت والجهد والجاه والمال في حاجة المسلمين من سماحة النفوس ومعالي الهمم التي وصل إليها عظام الرجال المبتغون تفريج الكرب عن إخوانهم وتيسير أمورهم ونيل الأجر والرضا ممن أخلصوا له العمل باتباع أمره وسنة نبيه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اشفعوا تؤجروا" رواه البخاري.
قال أبو عثمان، أحد شيوخ البخاري: ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تم وإلا قمت له بمالي، فإن تم وإلا استعنت له بالإخوان، فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان.
وكان الليث بن سعد يجلس للمسائل، يغشاه الناس فيسألونه، ويجلس لحوائج الناس لايسأله أحد من الناس فيرده كثرت حاجته أم صغرت.
وما على العبد إلا أن يسعى ومن الله التوفيق.
والله يهب الحسنات على حسن النوايا، فإن تم العمل فلله الحمد والمنة ، وإلا فالله يثيب على سلامة الابتداء.
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده
. وليس عليه أن تتم المقاصد
قيل لمحمد بن المنكدر: أي الأعمال أحب إليك...؟
قال: إدخال السرور على المؤمن.
قيل: فما بقي من لذاتك...؟
قال: الإفضال على الإخوان.
بعث الحسن البصري قوماً من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم: مرو بثابت البناني فخذوه معكم، فأتو ثابتاً فقال: أنا معتكف. فرجعوا إلى الحسن فأخبروه. فقال: قولوا له يا أعمش؛ أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة. فرجعوا إلى ثابت، فترك اعتكافه وذهب معهم.
إنه الشعور بوحدة المسلمين والاهتمام بمصالحهم حين مثلهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .
وحيث إنهم كالجسد الواحد، فيلزم أن يعين بعضهم بعضاً على الخير، ويردون عن بعضهم المكاره، وبذل الخير فيه كسب القلوب وإحساس بقيمة الحياة وعظم الدور فيها، ونشر للفضيلة وإحياء لمعان سامية قد يغفل عنها الكثير.
ويبقى أهل الفضل مشهوداً لهم بالفضل، مقبلة على حبهم بعد أن أسروها بطيب فعالهم.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
. فطالما استعبد الإنسان إحسان
فأصبحت أرضاً خصبة لغرس معالي الأمور وصافي الصفات، فيدفع الطيب الخبيث بإذن الله (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ),
وبذل الوقت والجهد والجاه والمال في حاجة المسلمين من سماحة النفوس ومعالي الهمم التي وصل إليها عظام الرجال المبتغون تفريج الكرب عن إخوانهم وتيسير أمورهم ونيل الأجر والرضا ممن أخلصوا له العمل باتباع أمره وسنة نبيه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اشفعوا تؤجروا" رواه البخاري.
قال أبو عثمان، أحد شيوخ البخاري: ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تم وإلا قمت له بمالي، فإن تم وإلا استعنت له بالإخوان، فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان.
وكان الليث بن سعد يجلس للمسائل، يغشاه الناس فيسألونه، ويجلس لحوائج الناس لايسأله أحد من الناس فيرده كثرت حاجته أم صغرت.
وما على العبد إلا أن يسعى ومن الله التوفيق.
والله يهب الحسنات على حسن النوايا، فإن تم العمل فلله الحمد والمنة ، وإلا فالله يثيب على سلامة الابتداء.
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده
. وليس عليه أن تتم المقاصد
قيل لمحمد بن المنكدر: أي الأعمال أحب إليك...؟
قال: إدخال السرور على المؤمن.
قيل: فما بقي من لذاتك...؟
قال: الإفضال على الإخوان.