إذا أساء أخوك فاحمد الله أنك لم تكن أنت المسيء، وارحمه مما فعله، واجعل هذا درسا لك فلا تقع في مثل ما وقع به، وليكسب هو من تصرفك الحسن موعظة، يستفيد منها تجربة تمنعه من معاودة الإساءة، أو معرفة تهديه إلى السلوك الأمثل حين يُساء إليه، فينتشر الدرس الحسن بإذن الله وإن كان بطيئا، فالمهم أن يكون مؤثرا، وإن لم يكن كذلك فقد وقع أجرك على الله.
والناس بأحوالهم المختلفة والمتقلبة، وأخلاقهم المتفاضلة والمتفاوتة، لا يسلمون من الهفوات، لذا فلا بد من الصفح عن الزلات، وعدم تتبع العثرات. وحمل فعل المؤمنين على الإعذار، والأولون كانوا في اجتهاد دائم في إعذار إخوانهم، ودرء ما يفسد العلاقات ويقطع المودات.
فعن أبي قلابة قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لا أعلمه.
وقال محمد بن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل: لعل له عذرا.
وقيل: ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذرا، فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك، فتقول لقلبك: ما أقساك …! يعتذر إليك أخوك سبعين عذرا فلا تقبله، فأنت المعيب لا أخوك.
وقال حمدون القصار: إذا زل أخ من إخوانك فاطلب له تسعين عذرا، فإن لم تقبل ذلك فأنت المعيب.
وأخوك تمر عليه أحوال من أشخاص متعددين يسببون له الضيق، فتتراكم في نفسه ويتحملها ويصبر عليها، فإن لم يطردها عنه بالكلية فإنها ستغدو كألغام مزروعة في داخله، وقد يلتقي بك فيحدث بينكما نقاش بسيط لا يحتمل الغضب، إلا أنك تفاجأ به ينفجر في وجهك، ويتصرف تصرفا لا داعي له ولا يُتوقع منه، فأنت حتما لست المعني بذلك، ولكن وقع الأمر عليك دون قصد من أخيك، فلا تحمّله من الأمر ما يزيد همه ويكدر صفاءه.
قيل لرجل: ادع على ظالمك.
قال: ما ظلمني أحد.
ثم قال: إنما ظلم نفسه، ألا يكفيه المسكين ظلم نفسه حتى أزيده شرا.
فمن وقع في زلة أو منكر فهو مسكين، واضح الخسران حين انتصر عليه إبليس في تلك الموقعة، ولا زال يئن تحت جراحها، فما أحوجه إلى من ينصره وإن كان يرفض أن يمد له أحد يد العون، فمعصيته قد غطت على بصيرته وتحتاج إلى جهد حتى تعود بيضاء نقية صافية.
وحكي عن أخوين من السلف تغير أحدهما وانقلب عن الاستقامة فقيل لأخيه: ألا تقطعه وتهجره.
فقال: أحوج ما كان إلي في هذا الوقت لمّا وقع في عثرته أن آخذ بيده، وأتلطف له في المعاتبة، وأدعوا له بالعود إلى ما كان عليه.
والاختلافات، في كبير الأمور وصغيرها، لا تزال قائمة بين الناس، فطبيعة الإنسان، والتجارب والمعرفة والبيئة وغيرها من العناصر، تترك حيزا بينا للتفاوت في النظر إلى الأمور، ولو وضعنا في خواطرنا كل اختلاف لما تصافا إثنان.
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة واحدة.
بلى والله، إنه ليستقيم أن نكون كذلك وإن لم نتفق في عشرات المسائل، فهو اختلاف لا خلاف.
قال الشاعر:
ولي صاحب فالموت يوم فراقه
. تغيّر والأيام جمّ عجيبها
أريد له هجرا لبعض خلاله
. فتعطفني أخرى له فأجيبها
والناس بأحوالهم المختلفة والمتقلبة، وأخلاقهم المتفاضلة والمتفاوتة، لا يسلمون من الهفوات، لذا فلا بد من الصفح عن الزلات، وعدم تتبع العثرات. وحمل فعل المؤمنين على الإعذار، والأولون كانوا في اجتهاد دائم في إعذار إخوانهم، ودرء ما يفسد العلاقات ويقطع المودات.
وقال محمد بن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل: لعل له عذرا.
وقيل: ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذرا، فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك، فتقول لقلبك: ما أقساك …! يعتذر إليك أخوك سبعين عذرا فلا تقبله، فأنت المعيب لا أخوك.
وقال حمدون القصار: إذا زل أخ من إخوانك فاطلب له تسعين عذرا، فإن لم تقبل ذلك فأنت المعيب.
وأخوك تمر عليه أحوال من أشخاص متعددين يسببون له الضيق، فتتراكم في نفسه ويتحملها ويصبر عليها، فإن لم يطردها عنه بالكلية فإنها ستغدو كألغام مزروعة في داخله، وقد يلتقي بك فيحدث بينكما نقاش بسيط لا يحتمل الغضب، إلا أنك تفاجأ به ينفجر في وجهك، ويتصرف تصرفا لا داعي له ولا يُتوقع منه، فأنت حتما لست المعني بذلك، ولكن وقع الأمر عليك دون قصد من أخيك، فلا تحمّله من الأمر ما يزيد همه ويكدر صفاءه.
قيل لرجل: ادع على ظالمك.
قال: ما ظلمني أحد.
ثم قال: إنما ظلم نفسه، ألا يكفيه المسكين ظلم نفسه حتى أزيده شرا.
فمن وقع في زلة أو منكر فهو مسكين، واضح الخسران حين انتصر عليه إبليس في تلك الموقعة، ولا زال يئن تحت جراحها، فما أحوجه إلى من ينصره وإن كان يرفض أن يمد له أحد يد العون، فمعصيته قد غطت على بصيرته وتحتاج إلى جهد حتى تعود بيضاء نقية صافية.
وحكي عن أخوين من السلف تغير أحدهما وانقلب عن الاستقامة فقيل لأخيه: ألا تقطعه وتهجره.
فقال: أحوج ما كان إلي في هذا الوقت لمّا وقع في عثرته أن آخذ بيده، وأتلطف له في المعاتبة، وأدعوا له بالعود إلى ما كان عليه.
والاختلافات، في كبير الأمور وصغيرها، لا تزال قائمة بين الناس، فطبيعة الإنسان، والتجارب والمعرفة والبيئة وغيرها من العناصر، تترك حيزا بينا للتفاوت في النظر إلى الأمور، ولو وضعنا في خواطرنا كل اختلاف لما تصافا إثنان.
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة واحدة.
بلى والله، إنه ليستقيم أن نكون كذلك وإن لم نتفق في عشرات المسائل، فهو اختلاف لا خلاف.
قال الشاعر:
ولي صاحب فالموت يوم فراقه
. تغيّر والأيام جمّ عجيبها
أريد له هجرا لبعض خلاله
. فتعطفني أخرى له فأجيبها