أخوك يخطئ ويأتيك معتذرا ويقر بذنبه مع نية بعدم العودة للخطأ، وهذا ما تريده أنت منه، وقبول العذر هو ما يريده أخوك منك، وأن يعود أمرك معه كما كان من التصافي والوئام.
قال بعض الحكماء: شفيع الذنب إقراره، وتوبته اعتذاره.
ومن اعترف بالزلة وأقر بالذنب وندم عليه استحق الصفح عنه، فللاعتذار ذلة توجب حسن الإجابة وتسكين الغضب، ولا يعاب على المعتذر ذلته وخضوعه فهذه من دواعي قبول العذر ووجوب الصفح.
قال محمد بن عبدالله بن زنجي البغدادي:
إذا اعتذر الصديق إليك يوما
من التقصير عذر أخ مقر
فصنه عن جفائك واعف عنه
فإن الصفح شيمة كل حر
ففرّح قلب أخيك بما نظر إليك به من حسن الظن، وأجب مطلبه الطيب، وأقبل على يده، التي امتدت إليك راجية الصفح، بيدك المحبة الحانية لتزيل شوكا وتزرع زهرا.
قال الحسن بن علي: لو أن رجلا شتمني في أذني هذه واعتذر إلي في أذني هذه لقبلت عذره.
قيل لي قد أسا إليك فلان
وقعود الفتى على الضيم عار
قلت قد جاءنا فأحدث عذرا
دية الذنب عندنا الاعتذار
ومن اعتذر إليك فلا تغلظ عليه القول، فيكفيه أن عرف ذنبه وأقر به، وتحمل في نفسه مجاهدة أن يأتيك ويطلب منك أن تغفر له زلته، فقد قام بعمل خيّر لو لم يفعله لحدث بعدها أمور لا ترتضى.
قال الأحنف: إذا اعتذر إليك معتذر فلتلقه بالبشر.
فهو قد تراجع عن خطئه الأول، وأبدى ندمه عليه بعد أن عرفه وعرف مغبته، فهو الآن يحتاج إلى أن يشجع كي لا يعاود الوقوع فيه مرة أخرى.
والبعض لا يقبل الاعتذار وإن تكرر اعتذار المسيء، ويقول لن أعذره لأنه كثير الخطأ، وما الفائدة منه، ففي كل مرة أسامحه وأغفر له يعود فيخطئ.
قال بعضهم:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا
إن بر فيما قال فيك أو فجرا
فلقد أطاعك من أرضاك ظاهره
وقد أجلك من يعصيك مستترا
قال ابن مازن: المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له: أسرقت …؟ قال: كلا والذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني) حديث صحيح
وإذا أحسنت بإخوانك الظن تجاوزت عن خللهم، ولعل من الأسباب ما لا تقبلها ولا تفهمها، ولكنها واقعة ومقبولة من جهته، ولكن لم يصل اعتذاره إلى مستوى القبول منك.
قال صالح بن أبي النجم:
ولربما جاء الفتى بدنيّة
ووراءها عذر له لم يّفهم
ولعل بعضهم يصدر منه سلوك لا يستطيع أن يبيّن سببه، لما يؤدي إليه من حرج، أو بيان أمور ينبغي كتمانها.
قال صالح بن عبدالقدوس:
يلوموني الناس فيما لو أخبّرهم
بالعذر مني فيه لم يلوموني
ونريد أن يعذرنا الناس عما يصدر منا، وأن تُحمل أفعالنا محملا حسنا، لا يقطع المودات، أو ينهي العلاقات، وهم يريدون مثل ذلك منا لتدوم الألفة، فاعذرهم واقبل معاذيرهم.
وما أحسن أن يعذر المرء نفسه
وليس له من سائر الناس عاذر
قال بعض الحكماء: شفيع الذنب إقراره، وتوبته اعتذاره.
ومن اعترف بالزلة وأقر بالذنب وندم عليه استحق الصفح عنه، فللاعتذار ذلة توجب حسن الإجابة وتسكين الغضب، ولا يعاب على المعتذر ذلته وخضوعه فهذه من دواعي قبول العذر ووجوب الصفح.
قال محمد بن عبدالله بن زنجي البغدادي:
إذا اعتذر الصديق إليك يوما
من التقصير عذر أخ مقر
فصنه عن جفائك واعف عنه
فإن الصفح شيمة كل حر
ففرّح قلب أخيك بما نظر إليك به من حسن الظن، وأجب مطلبه الطيب، وأقبل على يده، التي امتدت إليك راجية الصفح، بيدك المحبة الحانية لتزيل شوكا وتزرع زهرا.
قال الحسن بن علي: لو أن رجلا شتمني في أذني هذه واعتذر إلي في أذني هذه لقبلت عذره.
قيل لي قد أسا إليك فلان
وقعود الفتى على الضيم عار
قلت قد جاءنا فأحدث عذرا
دية الذنب عندنا الاعتذار
ومن اعتذر إليك فلا تغلظ عليه القول، فيكفيه أن عرف ذنبه وأقر به، وتحمل في نفسه مجاهدة أن يأتيك ويطلب منك أن تغفر له زلته، فقد قام بعمل خيّر لو لم يفعله لحدث بعدها أمور لا ترتضى.
قال الأحنف: إذا اعتذر إليك معتذر فلتلقه بالبشر.
فهو قد تراجع عن خطئه الأول، وأبدى ندمه عليه بعد أن عرفه وعرف مغبته، فهو الآن يحتاج إلى أن يشجع كي لا يعاود الوقوع فيه مرة أخرى.
والبعض لا يقبل الاعتذار وإن تكرر اعتذار المسيء، ويقول لن أعذره لأنه كثير الخطأ، وما الفائدة منه، ففي كل مرة أسامحه وأغفر له يعود فيخطئ.
قال بعضهم:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا
إن بر فيما قال فيك أو فجرا
فلقد أطاعك من أرضاك ظاهره
وقد أجلك من يعصيك مستترا
قال ابن مازن: المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له: أسرقت …؟ قال: كلا والذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني) حديث صحيح
وإذا أحسنت بإخوانك الظن تجاوزت عن خللهم، ولعل من الأسباب ما لا تقبلها ولا تفهمها، ولكنها واقعة ومقبولة من جهته، ولكن لم يصل اعتذاره إلى مستوى القبول منك.
قال صالح بن أبي النجم:
ولربما جاء الفتى بدنيّة
ووراءها عذر له لم يّفهم
ولعل بعضهم يصدر منه سلوك لا يستطيع أن يبيّن سببه، لما يؤدي إليه من حرج، أو بيان أمور ينبغي كتمانها.
قال صالح بن عبدالقدوس:
يلوموني الناس فيما لو أخبّرهم
بالعذر مني فيه لم يلوموني
ونريد أن يعذرنا الناس عما يصدر منا، وأن تُحمل أفعالنا محملا حسنا، لا يقطع المودات، أو ينهي العلاقات، وهم يريدون مثل ذلك منا لتدوم الألفة، فاعذرهم واقبل معاذيرهم.
وما أحسن أن يعذر المرء نفسه
وليس له من سائر الناس عاذر