الكاتبة :شفاء العميري
يعاني الطلاب والطالبات من حيرة اختيار التخصص الجامعي المناسب لميولهم المهني، ومناسب لسوق العمل، ومناسب للوظائف في القطاع الحكومي والخاص،
ولذلك من الضروري معرفة أهداف رؤية ٢٠٣٠ وماهي برامج ومشاريع المستقبل ؟، ويتم الاختيار بناء على عدة معايير وليس فقط الميول الشخصية أو تقليد الآخرين.
لابد من قراءة الواقع والمستقبل، ولابد أيضاً من عمل جلسات استشارية مع مختصين في إجراء اختبارات الميول المهنية و معرفة إمكانيات الشخص وقدراته.
قد يكون لديه هدف وهو تأسيس مشروع تجاري خاص ،فيدخل تجارب قد تصقله، ولكن لا تدعم هدفه المهني.
تجاهل الشخص لمواهبه وعدم ممارستها قد يفقده الكثير من الوقت في إيجاد شغفه ويحقق حلمه بالمستقبل.
من جميل أن يختار الطالب تخصص ويتميز به، ثم يعمل في ذات التخصص ويصبح موظف ناجح ويرتقي في سلم الوظائف ويعتلي أعلى المناصب.
هذا السيناريو لا ينطبق على الجميع ، إذ أن الأغلب درسوا تخصص وتميزوا ونجحوا بتخصص آخر.
وذلك يرجع إلى كثيرا من الأمور ومنها أن اكتشاف الميول المهنية قد يتأخر في الوقت الذي على الإنسان الاختيار بين تخصصات متاحه له قبل اكتشاف ميوله المهنية، وقبل أن يخطط لمستقبله، وماهي الأعمال المناسبة لشخصيته ؟، أو لم يقبل بالتخصص الذي يرغب به.
والبعض اختار التخصص المطلوب ولكن لم ينجح به،
إذاً إن الحياة العلمية مختلفه تماماً عما ترغب في دراسته وليس بالضرورة أن يكون هو مهنتك بالمستقبل.
في هذه الأثناء يمضي العمر في دراسة تخصص غير مناسب أو تخصصات غير مرغوبه لدى سوق العمل وهنا تحصل الفجوة!
ومن الحلول الجذرية فكرة برنامج تمهير، حيث يمكن للخريج أن يتمهر في مجال غير تخصصه لمدة تصل إلى ستة شهور بإحدى شركات القطاع الخاص أو جهة حكومية.
ولقراءة المزيد عن برنامج تمهير يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الخاص به، للاطلاع وتوضيح أهميته، ولكن يحتاج إلى إضافة تعديلات بحيث يكون هناك متابعة من مرشد مهني لكل متدرب إلي أن ينخرط بسوق العمل، حيث تتوج تلك الجهود المبذولة بنتائج ملموسه على أرض الواقع، وحتى نقلل من الهدر المالي وسد الفجوة.
ماهي جهات متابعة الخريجين ؟ بعد التخرج من المرحلة الثانوية ، أو من مرحلة البكالوريوس، أو بعد التدريب من برنامج تمهير
وهنا فجوة أخرى ، قد يكون هناك مكاتب للخريجين بكل التخصصات ولكن لا تقدم أي مخرجات ملموسه على أرض الواقع.
والدليل إحصائيات التأمينات الاجتماعية للعاملين وإحصائيات أصحاب المشاريع في الغرف التجارية ، أو إحصائيات مستحقين برامج حافز وساند بدل تعطل عن العمل والضمان الاجتماعي وبعضهم خريجين من مراحل البكالوريوس والدراسات العليا.
الهدف هو متابعة الخريج وتوفير فرص وخيارات متعددة حسب ميوله المهني أو تخصصه الجامعي.
علمًا أنه يوجد فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم وسوق العمل وجميع الجهات والوزارات تتظافر وتساهم بأفكار إبداعية لسد الفجوة وخلق فرص وظيفية مناسبة للجميع.
من إحدى الحلول الجذرية هي منصة سبل،والتي لايعرفها كثير من الناس، "يسعى هذا البرنامج لتمكين جميع السعوديين من اتخاذ خيارات تعلم وخيارات وظيفية أفضل عن طريق بناء منظومة متكاملة من خدمات التثقيف والإرشاد المهني لكل من الطلاب والمعلمين والشركاء والباحثين عن عمل وأصحاب العمل والموظفين".
الحراك الذي تقوم به بعض التخصصات لسد الفجوة ومعالجة مشكله البطالة يمكن ملاحظتها ، أما عدم الحراك في بعض التخصصات وعدم إيجاد حلول جذرية لخريجين خاصةً أصحاب التخصصات النظرية الأمر الذي يحتاج خطه لمعالجة مشاكل عدم التخطيط وتكدس الخريجين
وتعطلهم عن العمل قد يصل إلى عشرات السنين ،من الحلول إنشاء مراكز متخصصة في الإرشاد المهني تغطي جميع مناطق المملكة العربية السعودية ، التدريب على المهارات من أهم الحلول الجذرية، منها مهارات التواصل الفعال ، بناء فرق العمل الفعالة ، التخطيط الشخصي ، بناء الثقة بالذات ،الذكاء العاطفي ، نشر الوعي وشرح خطط رؤية ٢٠٣٠ وتبسيطها للعامه، ومساعدة خريجين المرحلة الثانوية لاختيار التخصصات المتاحة والمناسبة لهم، وعمل معارض ورحلات ترفيهية وتوعوية تهتم بالجيل الجديد وتأخذ بأيديهم، حتى لا يخوض تجارب فاشلة تؤثر على مستقبلهم أو يكونوا فريسه سهله للمحبطين والسلبيين.