×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
عبير ظافر الشهري

وديعة الله
عبير ظافر الشهري

منذ خمسة أعوام كان الغياب ولاح لنا الرحيل لم ندرك حينها معنى الفراق ظننا رغم رشدنا أن الغياب مجرد سفر وستحين العودة بعد أيامٍ أو أشهر وفي أسوء الأحوال بعد عام
وانقضت السنوات عجافًا بلا سنابل ولا زاد لقاء ، كل ماهنالك استمطار ذكرى ورجوى لقاء عند رب العباد
وكم تمنيت كثيرًا أن أعانق أبي وأن أخبره بخواء الروح بعده وبوحشه الدروب من دونه وطول الطريق بلا رفقته ، وأن كل الأماكن يزورها حنين الشوق ، حتى زجاجة العطر اختزنت له ذكرى وحتى وجيه العابرين من الآباء فيها شيءٌ من لطف أبي وكفاحه وصبره ، أود أن أخبره أن بعض التواريخ أليمة بل مميتة وأنه ليس كل دورة زمانٍ تحمل لنا شيئًا من الابتهاج فقد يكون التاريخ المدون هو تذكرة النهاية ،
أود أن أخبره بأن ابنته قد اشتد عودها فقد علمها الغياب جمع الأضداد لتمضي في الحياة .
كم كنتُ أتمنى أن أسمع صوته حين أكون في حيرةٍ فيخبرني أين سيكون الصوب ولكني اليوم لم أعد أسمع إلا رجع صوتي فقط .
لذا تمسكو بآبائكم جيدًا عانقوهم طويلاً وقبلوا منهم الأيدي والأقدام قبل أن تحين قبلة الوداع لأن الحياة
من دون أب تحتاج للكثير والكثير من الصبر .
فااللهم أفرغ على قلبي صبرًا حتى ألقى والدي في جناتك بإذنك وقدرتك تعالى
image
بواسطة : عبير ظافر الشهري
 0  0