صناعة القادة
طلال مجرشي
الجيل الجديد من القادة الإداريين الذين يصنعهم الأمير محمد بن سلمان هم السر الحقيقي في نجاح إدارة مرافق الدولة وسياساتها وقيادة عجلة التنمية والمشاريع الكبرى نحو غدا مشرق وهي تُشكّل التحدي الأهم والأبرز لتحقيق رؤية المملكة 2030 , ولا شك أن الفكر التقليدي البيروقراطي الذي كانت تُدار به المؤسسات الرسمية ساهم بشكل او بآخر بتأخر كثير من المشاريع والخطط الإستراتيجية والتوقف عند النفط كسلعة أساسية في الوقت الذي تتم فية أتمتت الخدمات والإجراءات الحكومية في سبيل إختصار الزمن والتماشي مع تطلعات وأهداف القيادة الحكيمة وتعدد مصادر الدخل , هذا ما ذكرة ولي العهد في آخر لقاءاته من أن جزء مهم من الرؤية هي برامج لإعداد القادة والمسؤولين ووضع معايير أحترافية لإختيارهم على أسس علمية وإدارية بحته ,
وأحد النمادج المشرفة التي تخرجت من مدرسة الأمير محمد بن سلمان ونفخر به كأحد المؤثرين في المشهد السعودي هو معالي المستشار السابق في الديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني الذي يحكي قصة اول لقاء له مع قائدة الملهم ويقول : ( أكثر المواقف حيرة وإحراجا، في مسيرتي العملية المتواضعة كان اجتماعي الأول مع الأمير محمد بن سلمان، بعد توليه رئاسة الديوان الملكي، سألني: ماهي خطتكم الاستراتيجية في مركز الرصد والتحليل الإعلامي؟ ) ويضيف (سألني كيف عرفتم أنكم نجحتم بذلك؟ ماهو المعيار الذي استندت إليه علميا؟ فقلت : سموكم، هذه منجزات ونجاحات لمستها شخصيا، ويؤكدها كثير من الوزراء والمسؤولين. أجابني بهدوء: إذن هل المعيار يا سعود هو انطباعك أو انطباعهم الشخصي؟، هل تعتقد ان الانطباعات الشخصية هي معيار تقييم نجاح المؤسسات أو الإدارات؟ ) , كل هذه التساءلات والحوارات من قائد ملهم لا شك انها تصقل في نفوس أتباعه أعلا درجات الكفائة الأداريه وقياس الأداء والتخطيط والتحليل الإستراتيجي وغيرها من المهارات الأدارية والتي أصبحت بعد ذلك أولى إهتماماته والمعيار الأساسي للقيادة في مسيرة معالي المستشار كأحد ابطال المرحلة الحالية من عمر السعودية الجديدة ولذلك يصور لنا إنطباعه عن اول لقاء بقائده الجديد ويقول بعد حوار جميل ( كيف كنت أعمل بالسابق؟ لا أدري. لكنني حين أتذكر طريقته معي في ذلك اليوم، أقول: هذا الفرق بين «المدير» و «القائد». لا أستطيع الآن بدء يومي الوظيفي دون الاطلاع على تقارير الـPMO التي كنت أسخر منها وقياس الأداء (KPIS) معي في كل مكان أذهب إليه؛ موجود دائما في الآيباد، ونعمل الآن على تطويره وتفعيله بشكل أكبر ) انتهى كلامه
هذا الدرس الإداري وغيره من الدروس جعلت الأستاذ سعود القحطاني أحد الشخصيات التي اكتسبت حضوراً بارزاً في مجال الأمن السيبراني ومواقع التواصل وتقلد عدة مناصب منها مستشار سابق بالدوان الملكي بمرتبة وزير والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان ورئيس الإتحاد السعودي للأمن السيبراني وغيرها من المناصب وعضوية كثير من اللجان المهمة وصاحب حضور قوى في قلوب السعوديين وفي الدفاع عن الوطن .
هذه النماذج المشرفة من القادة تظل أسمائهم خالدة وجهودهم بارزة يصنعهم القائد المميز الذي يصنع فريق بنفس الفكر والطموح ونفس الشغف والحماس ولذلك لم تكن الرؤية لتطوير الأرض فقط بل بدأت بتطوير الإنسان اولا وكانت من أولويات سمو الأمير محمد بن سلمان هي صناعة جيل من القادة الشباب بطريقة احترافية تستطيع ان تعبر بسفينة الوطن الى بر الأمان وتحقق آمال وتطلعات دولة عظيمة وشعب عظيم .