كم نحن فخورين حينما نرى عقول وكفاءات وطنية تدفع بعجلة الوطن للأمام في القطاعين العام والخاص... ونصاب بالإحباط عندما نراهم يعانوا ويغادروا من جهة عمل إلى أخرى لسبب و آخر...
جميع المنظمات الناجحة تسعى بشتى الطرق لإستقطاب الكفاءات المميزة والحفاظ عليهم وتمكينهم وتوفير بيئة عمل سليمة و داعمة يسودها التقدير و الإحترام لرفع المستوى العلمي و العملي داخل المنظمة وضمان أعلى درجات الجودة و الإبداع و التميٌز.
إلا أنه للأسف أصبحنا نرى تسرٌب الكفاءات في كثير من المنشآت الحيوية .. ومن أبرز الأسباب :
عدم تقدير الكفاءات
فقدان الحكمة في حل المشاكل
سوء الإدارة في التعامل الأخلاقي
انتشار العقوبات وظلم الموظفين
تكرار الروتين القاتل و انعدام التطوير
ارتفاع وتيرة الصراعات داخل المنظمة
تحريض الإدارة للموظفين على بعضهم
شح الموارد والممّكنات لمواصلة الإبداع
فرض القرارات على الإدارات و الموظفين
يتعالى المدير على الموظفين ويهمشهم
غياب المجلس التنفيذي والتفرٌد بالقرار
إنشغال الإدارة برفاهية المنصب و المكان
تعمٌد المدير مراقبة الموظفين ومضايقتهم
إصدار قرارات عشوائية بدون خطة مدروسة
المدير لا يظهر جهود الكفاءات أمام القيادة العليا
تعمٌد المدير تعطيل سير العمل في غيابه لإبراز أهميته باعتقاده
تدبير المؤامرات وتصفية الحسابات ونشر الإشاعات والتخلٌص لكل من يخالف الرأي
ضعف الرواتب و المزايا وتأخر الترقيات وغياب الإنصاف بفارق شاسع مقارنةً مع بيئة عمل أخرى.
وعليه تنشأ بيئة عمل سّامة وطاردة و التي حتما ستكون السبب الدفين في هروب الكفاءات، والذي يستحيل أن يكون الهروب بلا سبب
لنتذكر دائماً مقولة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله " تنمية الإنسان تسبق تنمية المكان "
وتشير «فوربس» إلى أن الموظفين الذين يؤدون دورًا فاعلًا في صناعة القرارات، ويحظون بالتقدير والمكافأة (عاطفيًا وفكريًا وماليًا) نادرًا ما يرغبون في الرحيل، ويؤدون أعمالهم بكفاءة عالية.
ولكن إذا أخفق المسؤولون في توفير أي من هذه العوامل التشجيعية، فستكون مغادرة الموظفين الأكفاء مسألة وقت لا أكثر.
وهنا يبرز السؤال الأهم : من هو القائد الكفؤ الذي يحافظ وينمي الكفاءات ؟
أظن ان القائد ببساطة هو المختص في المجال ذاته ومؤهل تأهيلا كاملا ولديه الخبرة العميقة الكافية و الأخلاق الرفيعة والحكمة ليستطيع كسب ثقة و انسجام المبدعين والتعامل معهم بما يليق بهم لاستخراج أفضل ماعندهم دون المساس بهم بشكل أو بآخر .. وحتى حين يغادر القائد الكفؤ فإنه يترك إرث عظيم و قدرات إدارية و روح عالية وبصمة رائعة نعتز ونفتخر بها على مر التاريخ.
عزيزي القارئ علينا أن نتذكر دائماً المثل القائل: فاقد الشيء لايعطيه !
ومن المؤسف أنه من الملحوظ جيدا بعد ترك المبدعين سيبقى المكان للأقل كفاءةً والذين حتماً يتسببوا في هجرة المزيد من الكفاءات.
يأتي أحدهم ويقول بأن العمل لن يتوقف على أحد !
صدقت ولكن هل الجودة سوف تكون بنفس المستوى في حال خسارة العقول المميزة ؟
وماهو حجم الأضرار والخسارة المالية وهدر الموارد في حق المنظمة نتيجة فقدان الكوادر المتخصصة ؟
وهل من الحكمة التفريط بالكفاءات ومحاربتهم وتطفيشهم ؟
اترك لكم الإجابة على هذه الأسئلة.
ولنتدكر هذه المقولة: «الكل يتحدث عن بناء علاقة مع العملاء، أعتقد أن عليك ان تبني علاقة مع موظفيك أولاً».
أنجيلا أهريندتس (النائب الأول الرئيس لشركة آبل).
بل الأدهى و الأمر رأينا بأن الخدمة المقدمة بأكملها قد تصبح غير متوفرة بسبب رحيل كادر متخصص !
ومن الذي سيدفع الثمن حينها في هذه الحالة ؟
بلا شك سيدفع ثمنها المستفيد و أقاربه الذين حتماً سوف يتكبّدوا عناء البحث عن الخدمة التخصصية في أرجاء الأرض.
بقي أن نتذكر جيداً فئة مهمة من المبدعين الاستثنائيين !
وهم ممن يستطيعون التطوير و تحقيق الإنجازات والأهداف الثمينة قدر الإمكان وسط بيئة عمل سامة مليئة بالصراعات وتعارض المصالح، وبمجرد رحيلهم أو تغييرهم لمكان العمل ستظهر إبداعات أكثر تميٌزاً بسبب التعافي من بيئة العمل السابقة.
وهذه الفئة الثمينة نرفع لها القبعة تقديراً و إجلالاً.
ومن طرق العلاج ... نتمنى إيجاد منصة يتم من خلالها تخصيص حسابات تُعنى بالكفاءات ليسهل إيصال الصوت بكل شفافية وخصوصية وتلمس احتياجاتهم و رغباتهم والعمل عليها بكل إخلاص دون إهمال متعمد لطلباتهم أو التعامل معهم بطريقة خاطئة!
ويفضل أيضاً تخصيص إدارة فعّالة للعناية بهم وترتبط مباشرة بمجلس استشاري من الخبراء في المنظمة والبعد عن الرأي الواحد لضمان الحفاظ على الكفاءات والإبداعات بعيداً عن التنمر والتجاوزات قدر الإمكان وقبل أن " يقع الفاس بالرأس " وتتسرب الكفاءات.
ونتذكر أيضاً المقولة :
«أعظم رصيد للشركة هو طاقم موظفيها»
جورج باولو ليمان (مؤسس بانكو غارانتيا)
وفي الختام نقول للكفاءات : تذكر دائماً أن الله عز وجل إذا أغلق باباً بحكمته فتح أبواباً برحمته.
ونقول لكل قائد يدّعي بأنه يحافظ على رأس المال البشري: الماء يكذب الغطّاس !
ومما يزيد فينا التفاؤل والحماس والرغبة بالعطاء رؤية وطموحات دولتنا الرشيدة ٢٠٣٠ وكلمات قائد الرؤية الملهم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله :
" نحاول أن لا نعمل إلا مع الحالمين؛ أولئك الذين يريدون خلق كل شيء جديد في هذا العالم "
" طموحنا عنان السماء "
“ بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد ”
“ ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله ”
د/ أحمد بن رجاء البلوي
طبيب استشاري
سفير جامعة فهد بن سلطان
مدير مركز السكر بمنطقة تبوك
جميع المنظمات الناجحة تسعى بشتى الطرق لإستقطاب الكفاءات المميزة والحفاظ عليهم وتمكينهم وتوفير بيئة عمل سليمة و داعمة يسودها التقدير و الإحترام لرفع المستوى العلمي و العملي داخل المنظمة وضمان أعلى درجات الجودة و الإبداع و التميٌز.
إلا أنه للأسف أصبحنا نرى تسرٌب الكفاءات في كثير من المنشآت الحيوية .. ومن أبرز الأسباب :
عدم تقدير الكفاءات
فقدان الحكمة في حل المشاكل
سوء الإدارة في التعامل الأخلاقي
انتشار العقوبات وظلم الموظفين
تكرار الروتين القاتل و انعدام التطوير
ارتفاع وتيرة الصراعات داخل المنظمة
تحريض الإدارة للموظفين على بعضهم
شح الموارد والممّكنات لمواصلة الإبداع
فرض القرارات على الإدارات و الموظفين
يتعالى المدير على الموظفين ويهمشهم
غياب المجلس التنفيذي والتفرٌد بالقرار
إنشغال الإدارة برفاهية المنصب و المكان
تعمٌد المدير مراقبة الموظفين ومضايقتهم
إصدار قرارات عشوائية بدون خطة مدروسة
المدير لا يظهر جهود الكفاءات أمام القيادة العليا
تعمٌد المدير تعطيل سير العمل في غيابه لإبراز أهميته باعتقاده
تدبير المؤامرات وتصفية الحسابات ونشر الإشاعات والتخلٌص لكل من يخالف الرأي
ضعف الرواتب و المزايا وتأخر الترقيات وغياب الإنصاف بفارق شاسع مقارنةً مع بيئة عمل أخرى.
وعليه تنشأ بيئة عمل سّامة وطاردة و التي حتما ستكون السبب الدفين في هروب الكفاءات، والذي يستحيل أن يكون الهروب بلا سبب
لنتذكر دائماً مقولة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله " تنمية الإنسان تسبق تنمية المكان "
وتشير «فوربس» إلى أن الموظفين الذين يؤدون دورًا فاعلًا في صناعة القرارات، ويحظون بالتقدير والمكافأة (عاطفيًا وفكريًا وماليًا) نادرًا ما يرغبون في الرحيل، ويؤدون أعمالهم بكفاءة عالية.
ولكن إذا أخفق المسؤولون في توفير أي من هذه العوامل التشجيعية، فستكون مغادرة الموظفين الأكفاء مسألة وقت لا أكثر.
وهنا يبرز السؤال الأهم : من هو القائد الكفؤ الذي يحافظ وينمي الكفاءات ؟
أظن ان القائد ببساطة هو المختص في المجال ذاته ومؤهل تأهيلا كاملا ولديه الخبرة العميقة الكافية و الأخلاق الرفيعة والحكمة ليستطيع كسب ثقة و انسجام المبدعين والتعامل معهم بما يليق بهم لاستخراج أفضل ماعندهم دون المساس بهم بشكل أو بآخر .. وحتى حين يغادر القائد الكفؤ فإنه يترك إرث عظيم و قدرات إدارية و روح عالية وبصمة رائعة نعتز ونفتخر بها على مر التاريخ.
عزيزي القارئ علينا أن نتذكر دائماً المثل القائل: فاقد الشيء لايعطيه !
ومن المؤسف أنه من الملحوظ جيدا بعد ترك المبدعين سيبقى المكان للأقل كفاءةً والذين حتماً يتسببوا في هجرة المزيد من الكفاءات.
يأتي أحدهم ويقول بأن العمل لن يتوقف على أحد !
صدقت ولكن هل الجودة سوف تكون بنفس المستوى في حال خسارة العقول المميزة ؟
وماهو حجم الأضرار والخسارة المالية وهدر الموارد في حق المنظمة نتيجة فقدان الكوادر المتخصصة ؟
وهل من الحكمة التفريط بالكفاءات ومحاربتهم وتطفيشهم ؟
اترك لكم الإجابة على هذه الأسئلة.
ولنتدكر هذه المقولة: «الكل يتحدث عن بناء علاقة مع العملاء، أعتقد أن عليك ان تبني علاقة مع موظفيك أولاً».
أنجيلا أهريندتس (النائب الأول الرئيس لشركة آبل).
بل الأدهى و الأمر رأينا بأن الخدمة المقدمة بأكملها قد تصبح غير متوفرة بسبب رحيل كادر متخصص !
ومن الذي سيدفع الثمن حينها في هذه الحالة ؟
بلا شك سيدفع ثمنها المستفيد و أقاربه الذين حتماً سوف يتكبّدوا عناء البحث عن الخدمة التخصصية في أرجاء الأرض.
بقي أن نتذكر جيداً فئة مهمة من المبدعين الاستثنائيين !
وهم ممن يستطيعون التطوير و تحقيق الإنجازات والأهداف الثمينة قدر الإمكان وسط بيئة عمل سامة مليئة بالصراعات وتعارض المصالح، وبمجرد رحيلهم أو تغييرهم لمكان العمل ستظهر إبداعات أكثر تميٌزاً بسبب التعافي من بيئة العمل السابقة.
وهذه الفئة الثمينة نرفع لها القبعة تقديراً و إجلالاً.
ومن طرق العلاج ... نتمنى إيجاد منصة يتم من خلالها تخصيص حسابات تُعنى بالكفاءات ليسهل إيصال الصوت بكل شفافية وخصوصية وتلمس احتياجاتهم و رغباتهم والعمل عليها بكل إخلاص دون إهمال متعمد لطلباتهم أو التعامل معهم بطريقة خاطئة!
ويفضل أيضاً تخصيص إدارة فعّالة للعناية بهم وترتبط مباشرة بمجلس استشاري من الخبراء في المنظمة والبعد عن الرأي الواحد لضمان الحفاظ على الكفاءات والإبداعات بعيداً عن التنمر والتجاوزات قدر الإمكان وقبل أن " يقع الفاس بالرأس " وتتسرب الكفاءات.
ونتذكر أيضاً المقولة :
«أعظم رصيد للشركة هو طاقم موظفيها»
جورج باولو ليمان (مؤسس بانكو غارانتيا)
وفي الختام نقول للكفاءات : تذكر دائماً أن الله عز وجل إذا أغلق باباً بحكمته فتح أبواباً برحمته.
ونقول لكل قائد يدّعي بأنه يحافظ على رأس المال البشري: الماء يكذب الغطّاس !
ومما يزيد فينا التفاؤل والحماس والرغبة بالعطاء رؤية وطموحات دولتنا الرشيدة ٢٠٣٠ وكلمات قائد الرؤية الملهم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله :
" نحاول أن لا نعمل إلا مع الحالمين؛ أولئك الذين يريدون خلق كل شيء جديد في هذا العالم "
" طموحنا عنان السماء "
“ بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد ”
“ ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله ”
د/ أحمد بن رجاء البلوي
طبيب استشاري
سفير جامعة فهد بن سلطان
مدير مركز السكر بمنطقة تبوك