حادثة بلجرشي و"الحلقة المفرغة"!
عبدالقادر عياد البلوي
حسنا فعلت الجهات المختصة بالتحقيق في حادثة بلجرشي حين أعلنت، وبشكل سريع وشفاف، عن مسؤولية الدورية الأمنية، ودورية الهيئة فيما تعرضت له العائلة من حادث مأساوي.
وكي لا تتكرر المأساة التي أفرزتها الارتجالية، أطالب بوصفي مواطنا أن توضع خطوات عمل واضحة، سواء للهيئة أوغيرها، تبين إجراءات العمل، وحقوق المواطن وواجباته، بما في ذلك الخطوات العملية التي يتبعها رجل الهيئة في تعامله اليومي مع المواطنين والمقيمين، والعقوبات التي تنال المخالفين، على أن تنشر تلك الأنظمة في الصحف المحلية ويطلع عليها الجميع، فوضوح النظام وحفظه لحقوق الجميع يسهمان في احترامه وتطبيقه.
عندما يغيب القانون توجد الفوضى والارتجالية، وعندما تغيب العقوبة يختفي الرادع الذي يسبق ارتكاب الجريمة، وربما نحن نعاني من الحالتين، فإلى الآن لا نعرف ضوابط التعامل مع الهيئة، وبعض الجهات بشكل واضح، ولا نعرف حقوقنا أو واجباتنا تجاههم.
يجب أن يعي المواطن العقوبة التي تنتظره، عندما يرفض الانصياع لأمر التوقف عند طلب الجهات الرسمية منه ذلك، ويجب أن يعي الموظف العقوبة التي تنتظره عندما يتجاوز الاجراءات المقننة لعمله، أوعندما يفكر بالانتصار لنفسه، ويبدأ في الارتجال، ومخالفة خطوات عمله.
لا نريد تكرار هذه الحوادث، وتكرار النقاش حولها، دون الخروج بحلول تعالج الخلل، وتضمن عدم تكرار المآسي، وكأننا ندور في حلقة مفرغة.