يروي سعيد بن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود للربيع بن خثيم: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، أي لما فيك من سمت وإتباع وتقوى وورع وعبادة.
وقيل للربيع بن خثيم: ألا تذكر الناس...؟ أي ألا تذكر ما في الناس من عيوب وسقطات وتقصير، كما يحدث في زماننا هذا، حيث يلتقي الناس في المجالس فيبدؤون بذكر المساوئ، قيل للربيع: ألا تذكر الناس...؟ فقال: ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى أن أذم الناس، إن الناس خافوا الله في ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.وعن إبراهيم التيمي قال: أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين عاماً ما سمع منه كلمةً تُعاب.
عشرون عاما لم تخرج من فمه ولم يتحرك لسانه بكلمة سوء.
وروى عبد الملك بن الأصبهاني عمن حدثه عن الربيع بن خثيم أنه قال لأصحابه: تدرون ما الداء والدواء والشفاء...؟ قالوا: لا. قال: الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن تتوب فلا تعود.
وعن أبي حيان عن أبيه قال: كان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج.
وعن أبي حيان: حدثني أبي قال: كان الربيع بعد ما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبد الله يقولون له: يا أبا يزبد، لقد رخص الله لك، لو صليت في بيتك، فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع منكم فليجبه ولو زحفاً، ولو حبواً.
وعن خوات بن عبيد الله قال: كان السائل إذا أتى الربيع بن خثيم قال: أطعموه سكراً فإني أحب السكر، فكأنه يتأول قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ). آل عمران 92
وعن سلام بن أبي مطيع قال: كان الربيع إذا أصبح قال: (مرحباً بملائكة الله، اكتبوا، بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله و الله أكبر).
الله أكبر، استشعار عظيم ورقيق بمعية الملائكة، وتسجيلها كل ما يقوم به الإنسان ومراقبة شديدة لله، فيبدأ يومه بتحية الملائكة وافتتاح سجل يومه بذكر الله.
رحم الله الربيع بن خثيم، ورضي عنه وأرضاه، وجعل الله من سيرته مشعل نور نستضيء به في جملة الصالحين والهداة المهتدين.