لو رأيت إنساناً يحرق كل يوم مبلغاً زهيداً من المال فستقول عنه: إنه مجنون وسفيه، ولا بد أن يحجر عليه، فالذي يضيع جزءاً من عمره فيما لا ينفع هو أعظم سفهاً ممن يحرق المال، لأن المال يمكن أن يُعوّض ولكن العمر إذا ذهب لا يعوض أبداً.
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
الإنسان حريص على دخله المادي ومصالحه الدنيوية، وكل موظف حريص على زيادة دخله الشهري، ومن الخسارة أن يمر العمر دون حرص على زيادة رصيد الحسنات ورصيد الأعمال الصالحة،
فعن أبي بكرة أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الناس خير...؟
قال: (من طال عمره، وحسن عمله)، قال: فأي الناس شر...؟
قال: (من طال عمره، وساء عمله) حديث صحيح
وكان أحد الصالحين إذا أثقل الناس في الجلوس عنده يقول: أما تريدون أن تقوموا، إن ملك الشمس بجرّها لا يفتُر.
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز
عليه من الإنفاق في غير واجب
وقال شاعر آخر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا
ندمت على التفريط في زمن البذر
والانسان ليحزن أشد الحزن إذا ضاع عليه مبلغ زهيد من المال، ولا يحزن على ضياع وقته وعمره فيما لا ينفع.
الوقت سريع الانقضاء، فما إن يبدأ اليوم حتى نجد أنفسنا في نهايته، وقد ورد في بعض الأخبار الإسرائيلية أنه سئل نبي الله نوح عليه السلام، وقد عاش أكثر من ألف سنة: كيف مر بك العمر...؟
فقال: كأني دخلت من باب وخرجت من الباب الآخر.
كما أن الوقت أنفس ما يملك الإنسان، وذلك لأن الذهب والفضة يعوضان، ولكن العمر لا يعوض أبداً.
وكذلك أن الوقت إذا ذهب فإنه لا يعود أبداً، فهل تستطيع إرجاع ساعة من العمر الذي مضى، أو دقيقة، أو ثانية...؟
مر سفيان الثوري على جنازة، وكان معه صاحب من أصحابه،
فقال له سفيان: كم مضى لك...؟ يعني: كم راح من العمر،
قال: ستون،
قال: ستون سنة وأنت تسير إلى الله أوشكت أن تصل،
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون،
قال سفيان: تعرف معناها...؟
قال: معناها: أنا لله عبد وأنا إليه راجع،
فقال سفيان: من علم أنه لله عبداً فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فماذا أعد للجواب...؟
قال الرجل: وما الحيلة،
قال سفيان: أصلح ما بقى، يُغفر لك ما مضى.
قال أبو جعفر الشيباني: أتانا يوما أبو مياس الشاعر ونحن في جماعة فقال: ما أنتم فيه وما تتذاكرون ...؟
قلنا: نذكر الزمان وفساده،
قال: كلا؛ إنما الزمان وعاء، وما ألقي فيه من خير أو شر كان على حاله، ثم أنشأ يقول:
أرى حللا تصان على أناس
وأخلاقا تداس فلا تصان
يقولون الزمان به فساد
وهم فسدوا وما فسد الزمان
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
الإنسان حريص على دخله المادي ومصالحه الدنيوية، وكل موظف حريص على زيادة دخله الشهري، ومن الخسارة أن يمر العمر دون حرص على زيادة رصيد الحسنات ورصيد الأعمال الصالحة،
فعن أبي بكرة أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الناس خير...؟
قال: (من طال عمره، وحسن عمله)، قال: فأي الناس شر...؟
قال: (من طال عمره، وساء عمله) حديث صحيح
وكان أحد الصالحين إذا أثقل الناس في الجلوس عنده يقول: أما تريدون أن تقوموا، إن ملك الشمس بجرّها لا يفتُر.
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز
عليه من الإنفاق في غير واجب
وقال شاعر آخر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا
ندمت على التفريط في زمن البذر
والانسان ليحزن أشد الحزن إذا ضاع عليه مبلغ زهيد من المال، ولا يحزن على ضياع وقته وعمره فيما لا ينفع.
الوقت سريع الانقضاء، فما إن يبدأ اليوم حتى نجد أنفسنا في نهايته، وقد ورد في بعض الأخبار الإسرائيلية أنه سئل نبي الله نوح عليه السلام، وقد عاش أكثر من ألف سنة: كيف مر بك العمر...؟
فقال: كأني دخلت من باب وخرجت من الباب الآخر.
كما أن الوقت أنفس ما يملك الإنسان، وذلك لأن الذهب والفضة يعوضان، ولكن العمر لا يعوض أبداً.
وكذلك أن الوقت إذا ذهب فإنه لا يعود أبداً، فهل تستطيع إرجاع ساعة من العمر الذي مضى، أو دقيقة، أو ثانية...؟
مر سفيان الثوري على جنازة، وكان معه صاحب من أصحابه،
فقال له سفيان: كم مضى لك...؟ يعني: كم راح من العمر،
قال: ستون،
قال: ستون سنة وأنت تسير إلى الله أوشكت أن تصل،
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون،
قال سفيان: تعرف معناها...؟
قال: معناها: أنا لله عبد وأنا إليه راجع،
فقال سفيان: من علم أنه لله عبداً فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فماذا أعد للجواب...؟
قال الرجل: وما الحيلة،
قال سفيان: أصلح ما بقى، يُغفر لك ما مضى.
قال أبو جعفر الشيباني: أتانا يوما أبو مياس الشاعر ونحن في جماعة فقال: ما أنتم فيه وما تتذاكرون ...؟
قلنا: نذكر الزمان وفساده،
قال: كلا؛ إنما الزمان وعاء، وما ألقي فيه من خير أو شر كان على حاله، ثم أنشأ يقول:
أرى حللا تصان على أناس
وأخلاقا تداس فلا تصان
يقولون الزمان به فساد
وهم فسدوا وما فسد الزمان