اذا كنا نعيش في إقليم تجارب اسمه الشرق الاوسط منذ نهاية الحرب العالمية الأولى فإنه من هذا المنطق أن تصبح دول المنطقة خبيره بكل التفاعلات الاستعمارية لتتلافاها، وغالبا ما يبدو سوء تكيف السياسة الغربية والأمريكية مع واقع المنطقة منذ أن تم زرع الكيان المشوه (اسرائيل) في المنطقة ومنذ بداية هذا القرن دخلت أمريكا منعطف جديد مضطرب في علاقته بالمنطقة متخذ أشكالا متعددة.
وفي عهد الرئيس (بوش الإبن) اتبع اسلوب الغزو المباشر كما حدث في العراق عام (٢٠٠٣) بذريعة وجود سلاح نووي ثم غلف التدخل الامريكي بتأطير الديمقراطية، وفي عهد (أوباما) اتخذ منبر جامعة القاهرة منصة ليتحدث عن علاقة جديده مع العالم الاسلامي و تمخض عن ذلك وضع دروساً لقبول (الفوضى الخلاقة)، ثم جاء الرئيس ( ترامب ) الذي كانت هديته للمنطقة اعتبار أن (القدس) عاصمة إسرائيل وتخطى مشروع حل الدولتين، ثم جاء الرئيس (بايدن) ليعلن الانسحاب من المنطقة ووصف المملكة بأنها دولة (منبوذه) ولكن بعد بدء حرب أوكرانيا أصبح التوجس واضحا في الموقف الامريكي نظرا لبدء تمرد العالم على الهيمنة الامريكية ولم تكن زيارة بايد للشرق الأوسط سوى محاولة استعادة وتجميع ما بقى من رماد الهيمنة الامريكية داخل زجاجة العلاقات التاريخيه، و رغم كون العالم العربي منطقة منهكة فقد استطاعت القيادة السعودية أن تجعلها تتنفس من خلال التجمع الإقليمي والتحدث مع الشرق والغرب على السواء بلغة المصالح والتوازنات حيث انبرى ولي العهد السعودي بهيبته ورباطة جأشه فتنكست أمامه رؤوس عنيده واستمعت لوجهه نظره امبراطوريات كانت لها اليد الطولى وتصول وتجول في هذا العالم.
هذا الأمير الشاب الذي بارك الله فيه وجعل محبته في قلوب العرب والمسلمين وأثبتت الأيام قوته وقدرته على التعامل مع الأوضاع العالمية بكل اقتدار بما يخدم بلاده ومنطقه الشرق الأوسط بشكل عام، وأثبت للعالم كيف تصنع الحلول من خلال الأزمات حيث استصحبت القائد الشاب الأصل وإماطة الجمود بإضافه التحول الجديد لبلاده من خلال الإصلاحات الداخلية وبناء علاقات خارجية تجمع إلى ثبات المبدأ مرونة الحركة مستعينا بوعيه لظروف المرحله وما يمور فيها من الأحداث والمواقف المتدافعة فإستثمر إنهماك القوى المتصارعة بالتربص والتناطح فوضع خارطة الطريق وفق الرؤية ( 2030 ) للتكامل مع الجميع محيطه الخليجي والمحيط العربي والإقليمي والدولي، وبدأ بخطوة بالغه الحساسية بإتجاه روسيا لتبدأ حالة من التقارب والتناغم بين مواقف البلدين ثم اتبعها بخطوة أخرى تجاه عملاق الشرق الصاعد (الصين) وحشد لإستقبال الرئيس الصيني في المملكه (29) قائد عربي وهذا مؤشر على عزم المملكة الأكيد التنقل في نظام عالمي متعدد الأقطاب وتلا هذه الزيارة جهود صينية نتج عنها عودة العلاقات السعودية الايرانية وهكذا بدأت المملكة تنفيذ خارطه الطريق بجذب العراق وإعادة سوريا إلى جسدها العربي وتوجت هذه الجهود بعقد قمة (جدة) وطرح مشروع عربي طموح (تصفير الأزمات) فتوقف العالم مندهشا من الجهود السعودية التي قادها ولي العهد وما نتج عنها من تحولات استراتيجية جريئة في إنهاء حالة التوتر الإقليمي ووضع أرضية مشتركة للحوار و خطوات عملية لإنهاء أسباب الخلافات.
وهكذا تغيرت قواعد اللعبة بالنسبة لدول الغرب وأمريكا، وبات التفاخر بالعلاقات المستقرة مع المملكة ودول الخليج سمة دبلوماسية بارزة خاصة قبيل مواسم الانتخابات بخلاف الوضع السابق عندما كانت دول الخليج هدفاَ للهجوم عليها من أجل حصد الأصوات، والأيام دول وهذا وقتنا بحول الله وقوته.
عضو/مجلس المنطقة
اللواء/م عبدالله بن كريم العطيات العطوي
وفي عهد الرئيس (بوش الإبن) اتبع اسلوب الغزو المباشر كما حدث في العراق عام (٢٠٠٣) بذريعة وجود سلاح نووي ثم غلف التدخل الامريكي بتأطير الديمقراطية، وفي عهد (أوباما) اتخذ منبر جامعة القاهرة منصة ليتحدث عن علاقة جديده مع العالم الاسلامي و تمخض عن ذلك وضع دروساً لقبول (الفوضى الخلاقة)، ثم جاء الرئيس ( ترامب ) الذي كانت هديته للمنطقة اعتبار أن (القدس) عاصمة إسرائيل وتخطى مشروع حل الدولتين، ثم جاء الرئيس (بايدن) ليعلن الانسحاب من المنطقة ووصف المملكة بأنها دولة (منبوذه) ولكن بعد بدء حرب أوكرانيا أصبح التوجس واضحا في الموقف الامريكي نظرا لبدء تمرد العالم على الهيمنة الامريكية ولم تكن زيارة بايد للشرق الأوسط سوى محاولة استعادة وتجميع ما بقى من رماد الهيمنة الامريكية داخل زجاجة العلاقات التاريخيه، و رغم كون العالم العربي منطقة منهكة فقد استطاعت القيادة السعودية أن تجعلها تتنفس من خلال التجمع الإقليمي والتحدث مع الشرق والغرب على السواء بلغة المصالح والتوازنات حيث انبرى ولي العهد السعودي بهيبته ورباطة جأشه فتنكست أمامه رؤوس عنيده واستمعت لوجهه نظره امبراطوريات كانت لها اليد الطولى وتصول وتجول في هذا العالم.
هذا الأمير الشاب الذي بارك الله فيه وجعل محبته في قلوب العرب والمسلمين وأثبتت الأيام قوته وقدرته على التعامل مع الأوضاع العالمية بكل اقتدار بما يخدم بلاده ومنطقه الشرق الأوسط بشكل عام، وأثبت للعالم كيف تصنع الحلول من خلال الأزمات حيث استصحبت القائد الشاب الأصل وإماطة الجمود بإضافه التحول الجديد لبلاده من خلال الإصلاحات الداخلية وبناء علاقات خارجية تجمع إلى ثبات المبدأ مرونة الحركة مستعينا بوعيه لظروف المرحله وما يمور فيها من الأحداث والمواقف المتدافعة فإستثمر إنهماك القوى المتصارعة بالتربص والتناطح فوضع خارطة الطريق وفق الرؤية ( 2030 ) للتكامل مع الجميع محيطه الخليجي والمحيط العربي والإقليمي والدولي، وبدأ بخطوة بالغه الحساسية بإتجاه روسيا لتبدأ حالة من التقارب والتناغم بين مواقف البلدين ثم اتبعها بخطوة أخرى تجاه عملاق الشرق الصاعد (الصين) وحشد لإستقبال الرئيس الصيني في المملكه (29) قائد عربي وهذا مؤشر على عزم المملكة الأكيد التنقل في نظام عالمي متعدد الأقطاب وتلا هذه الزيارة جهود صينية نتج عنها عودة العلاقات السعودية الايرانية وهكذا بدأت المملكة تنفيذ خارطه الطريق بجذب العراق وإعادة سوريا إلى جسدها العربي وتوجت هذه الجهود بعقد قمة (جدة) وطرح مشروع عربي طموح (تصفير الأزمات) فتوقف العالم مندهشا من الجهود السعودية التي قادها ولي العهد وما نتج عنها من تحولات استراتيجية جريئة في إنهاء حالة التوتر الإقليمي ووضع أرضية مشتركة للحوار و خطوات عملية لإنهاء أسباب الخلافات.
وهكذا تغيرت قواعد اللعبة بالنسبة لدول الغرب وأمريكا، وبات التفاخر بالعلاقات المستقرة مع المملكة ودول الخليج سمة دبلوماسية بارزة خاصة قبيل مواسم الانتخابات بخلاف الوضع السابق عندما كانت دول الخليج هدفاَ للهجوم عليها من أجل حصد الأصوات، والأيام دول وهذا وقتنا بحول الله وقوته.
عضو/مجلس المنطقة
اللواء/م عبدالله بن كريم العطيات العطوي