الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول، روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر والأبيض و الأسود وبين ذلك، والسهل والحزن و الخبيث والطيب"
وتمثل بعض الشعراء بهذا المعنى فقال:
الناس كالأرض ومنها هم
فمن خشن الطبع ومن لين
فجندل تدمى به أرجل
وإثمد يوضع في الأعين
ويعلم بداهة أن معاملة هذه الاختلافات معاملة واحدة لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسن مع هذا لا يجمل مع غيره.
لذا قيل: (خاطبوا الناس على قدر عقولهم)، والارتقاء بالنفس أمر في غاية الأهمية، والأوضاع التي نحياها أو نسمع عنها هنا وهناك ما هي إلا نتاج هذه النفس بما تحمله من قيم وما يتبع ذلك من سلوك، وتهذيب النفس الإنسانية قبل كل شيء، فالإصلاح النفسي فيه صيانة الحياة وسعادة الأحياء، والنفس فيها الفطرة الطيبة التي تهفوا إلى الخير وتسر بفعله، وتألم للشر وتحزن عند ارتكابه، وفيها مع ذلك نزعات طائشة تنحرف بها عن سواء السبيل، وتزين لها ما يعود عليها بالضرر، وبعض الناس يُعرف عنهم صفات معينة انصبغوا بها، فإذا حاولوا التملص منها واجهوا كثيراً من الحرج والصعوبة، مع علمهم بمساوئها والحاجة إلى تركها، فهم بحاجة إلى فهم وجهد ووقت وترويض للنفس للخلاص منها، وكما ترى في نفسك مشقة أن تترك ما تعودت عليه فكذلك غيرك، فمن طلب منهم خلاف صفاتهم تلك لم يظفر بشيء كبير، وما عليه إلا أن يعيد صياغة تعامله بطريقة تجنبه الاصطدام بتلك الصفات، ومن ثم العمل على الأخذ بأيديهم، بما لا يُنفر نفوسهم رويداً رويداً حتى تنصلح حالهم.
ومكلف الأشياء فوق طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
كما يمكن استغلال بعض الصفات الراسخة في النفوس في الكثير من الأمور التي ينتج منها الخير الكثير، والتي لا يستطيع أحد أن يؤديها كما يفعل صاحب تلك الصفات، فلكل واحد طباع تهيئه للقيام بعمل مجد بعد تحوير بسيط وحسن تعامل.
والغالب الأعظم من الناس حولنا تحركهم العواطف والغرائز فترى أحدهم كثير الاهتمام فيما يجنيه ولا يلتفت إلى أثر ذلك على الآخرين، فيحيد به المسلك إلى ما لا يستقيم من أمر، وإظهار الحقيقة أو بيان الأخطاء يسبب الصدمات إذا لم يُحسن تقديمها بما يلائم الحالة، والانتقاد يحركهم أحياناً إلى الأسوأ والمغالبة في التبرير وإظهار الكمال، بل وأحياناً رد الانتقاد على قائله وإظهار معايبه من باب التشفي، وتغطية العيوب بإبراز تقصير الآخرين، والبعض يطلب من غيره تبيين أخطائه له ونصحه، وألا يشعروا بغضاضة في ذلك، وأن هذا من الواجب بين المرء و إخوته، ولكن حين يواجه بما يعيبه ينقلب مهاجماً ومعترضاً ومبرراً...!
فهلا تركنا الانتقاد اللاذع المنفر إلى توجيه من طرف جميل، يحفظ للصاحب مكانته ويدفعه أن يصلح من شأنه، وإن كان بطريقة بطيئة، فالأهم أن تكون مجدية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر والأبيض و الأسود وبين ذلك، والسهل والحزن و الخبيث والطيب"
وتمثل بعض الشعراء بهذا المعنى فقال:
الناس كالأرض ومنها هم
فمن خشن الطبع ومن لين
فجندل تدمى به أرجل
وإثمد يوضع في الأعين
ويعلم بداهة أن معاملة هذه الاختلافات معاملة واحدة لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسن مع هذا لا يجمل مع غيره.
لذا قيل: (خاطبوا الناس على قدر عقولهم)، والارتقاء بالنفس أمر في غاية الأهمية، والأوضاع التي نحياها أو نسمع عنها هنا وهناك ما هي إلا نتاج هذه النفس بما تحمله من قيم وما يتبع ذلك من سلوك، وتهذيب النفس الإنسانية قبل كل شيء، فالإصلاح النفسي فيه صيانة الحياة وسعادة الأحياء، والنفس فيها الفطرة الطيبة التي تهفوا إلى الخير وتسر بفعله، وتألم للشر وتحزن عند ارتكابه، وفيها مع ذلك نزعات طائشة تنحرف بها عن سواء السبيل، وتزين لها ما يعود عليها بالضرر، وبعض الناس يُعرف عنهم صفات معينة انصبغوا بها، فإذا حاولوا التملص منها واجهوا كثيراً من الحرج والصعوبة، مع علمهم بمساوئها والحاجة إلى تركها، فهم بحاجة إلى فهم وجهد ووقت وترويض للنفس للخلاص منها، وكما ترى في نفسك مشقة أن تترك ما تعودت عليه فكذلك غيرك، فمن طلب منهم خلاف صفاتهم تلك لم يظفر بشيء كبير، وما عليه إلا أن يعيد صياغة تعامله بطريقة تجنبه الاصطدام بتلك الصفات، ومن ثم العمل على الأخذ بأيديهم، بما لا يُنفر نفوسهم رويداً رويداً حتى تنصلح حالهم.
ومكلف الأشياء فوق طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
كما يمكن استغلال بعض الصفات الراسخة في النفوس في الكثير من الأمور التي ينتج منها الخير الكثير، والتي لا يستطيع أحد أن يؤديها كما يفعل صاحب تلك الصفات، فلكل واحد طباع تهيئه للقيام بعمل مجد بعد تحوير بسيط وحسن تعامل.
والغالب الأعظم من الناس حولنا تحركهم العواطف والغرائز فترى أحدهم كثير الاهتمام فيما يجنيه ولا يلتفت إلى أثر ذلك على الآخرين، فيحيد به المسلك إلى ما لا يستقيم من أمر، وإظهار الحقيقة أو بيان الأخطاء يسبب الصدمات إذا لم يُحسن تقديمها بما يلائم الحالة، والانتقاد يحركهم أحياناً إلى الأسوأ والمغالبة في التبرير وإظهار الكمال، بل وأحياناً رد الانتقاد على قائله وإظهار معايبه من باب التشفي، وتغطية العيوب بإبراز تقصير الآخرين، والبعض يطلب من غيره تبيين أخطائه له ونصحه، وألا يشعروا بغضاضة في ذلك، وأن هذا من الواجب بين المرء و إخوته، ولكن حين يواجه بما يعيبه ينقلب مهاجماً ومعترضاً ومبرراً...!
فهلا تركنا الانتقاد اللاذع المنفر إلى توجيه من طرف جميل، يحفظ للصاحب مكانته ويدفعه أن يصلح من شأنه، وإن كان بطريقة بطيئة، فالأهم أن تكون مجدية.