×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
إيمان حماد الحماد

كيف السبيل إلى السعادة ... دُلَّني ؟
إيمان حماد الحماد

الإحساس بالسعادة ، مطلب للجميع ، والبحث عنها بالعادة ، مباح و هو ليس بالأمر المريع ، فبابها مفتوح على مصراعيه ، وهي لمن يستحقها مجانية وليست لمن يشتري ويبيع ..
لها سبل كثيرة ، وطرائق مثيرة ، وأسباب بالخير وفيرة ، تجنيها بالسلوك والأفعال ، وقد تحصل عليها من بعض الأقوال ، وهي السعادة الحلال والتي تعتبر من أعظم وأجمل ما يمكن أن نحصل عليه أو له ننال ... .
فالابتسامة في وجه الآخرين تجلب لك ولهم السعادة دون احتيال ، وتشعرك وتشعرهم بالرضا والإقبال ، وتظهرك بأعينهم في قمة الجمال ، ولا تحتاج لتفسير أو كثرة سؤال ، فهي سعادة صافية كالماء الزلال ... .
وأحيانا نشعر بالسعادة من الرضا والقناعة في جميع الأحوال ، فلا نتعرض على قضاء ، ولا نعاند للوصول إلى الكمال ، فالقليل يكفي إن رضينا ، والكثير لا يوفي إن كثر حوله المراء أو الجدال ... .
وأحيانا تكون السعادة في إتقان مهارات التواصل وطرق الاتصال ، والتقرب ممن نحب بلا مصالح ، فهي مفسدة الوصال ، ونلتزم البساطة دون تكلف مما يفقدنا القدرة على الاحتمال ، ويصبح معه الاستمرار بالعلاقة صعب أو محال ، وربما يعجزنا ذلك وقد يوصلنا للخبال ... .
وقد نجد السعادة في العمل ، فهو أسلوب الأكارم من نساء أو رجال ، وهو العمود الذي نتكئ عليه عند صعود الجبال ، ونحتاج معه للتنازل عن الكثير من الخصال ، وربما يلزمنا له شد الرحال أو عقد الحبال ، حتى نحقق الهدف ونجني المنال ، ولكننا به سنسعد إذ كانت سعادتنا من كدِّنا ، ولم نظهر فيها اتكال ... .
وأجمل أنواعها وأصدقها ، هي السعادة التي نجدها في العبادة ، فهي الجمال وهي الكمال ، وهي التي تظهر وإن كان لدينا من الهموم تلال ، ومن المشكلات جبال ، فبها يكون الارتباط مع الله وهو نعم الاتكال ، فلا تفعل ما يكره فيعطيك كما الله سبحانه قال ، ولا تقل ما يغضبه ليرضيك عندما تثق بأن أمرك إليه آل ، وستسعد حتما إن خشيته وحبذا لو رافق الخشية دمع على الخدين سال ، عندها اطلب وتمنى وثق بأنك ستعطى حتى وإن عزّ السؤال ،
وقد تجد في بعض الأحيان أن الحصول على السعادة محال ، ولتذوق طعمها لا مجال ، فتلجأ لأن تتصنعها لنفسك وتجتلبها جلبا ، وتحتلبها حلبا ، إن كنت تملك الوافر من الأموال ، ولكنها في الحقيقة ستكون سعادة زائفة ، تزول إن سببها زال ، وتشعر لما كنت فيه بعد زوالها بالحال ، فتطير ولا نملك لها ردا ، وكأنها كُتبت على بحرٍ فَصَال ، أو رُسِمَت وقت ريح في الرمال ، فطارت ولم يعد فيها فِصَال ... .
وقس على ذلك ، كل أسباب السعادة ، من أفعال وأقوال ، وابحث عما وافق فيها المقام المقال ، ولا تكن ممن يتيهوا في دياجير الضلال ، فالسعادة إحساس أكبر من أن ينال ، وأعظم من أن يطال ، ومن شعر به حقا فليهنأ به لأنه سيكون لها مستحقا فقد دفع ثمنها من كريم الخصال ، فصال في ساحيها وجال ... .
بواسطة : إيمان حماد الحماد
 0  0