أفــعــالــنــا والإيــحــاءات

عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

عملية الإيحاء تمارس فيما بيننا بشكل كبير جدا دون أن نشعر بها، وهي تدفع المرء إلى القيام بتصرفات معينة وإن كان في قرارة نفسه ينكرها على من يفعلها ويترفع عنها، وعندما يحكي أي شخص عن تجربة مرت به وكيف تصرف فيها فهو بذلك يضع في حس المستمعين تصرفه كاختيار يمكن العمل به، فمثلا عندما يروي أنه يقف بسيارته في أبعد موقف من مواقف الشركة ثم يسير إلى مكتبه وهو يشعر بمتعة المشي، وأن هذا من الرياضات التي يمكن أن يستفاد منها من طبيعة حياته اليومية، فإنه يلقي في حس المستمعين له فكرة المشي، وبتوالي الأحاديث المتنوعة عن المشي فيما بعد تنطبع في مخيلة المستمع ثم يحاول أن يجربها، ولضرب مثل أوضح انظر إلى أولئك الذين يعمدون إلى صحتهم فيحرقونها بالتدخين، ولاحظ كيف يتعاملون مع السيجارة فستجدهم دون انتباه منهم يقلدون ما شاهدوه في وسائل الإعلام، ولو تتبعت بعض الألفاظ والحركات التي تستغربها عندما يقوم بها البعض فستجدها محاكاة لأسلوب طالما شاهدوه فانعكس بصورة تلقائية على تصرفاتهم، وكثيرا ما يكون مناقضا لعاداتنا وصحة سلوكياتنا، تفكر في ذلك من حولك وستجد من الأمثلة الكثير.