يخطئ كل من يحسب أن العلم الوطني مجرد قطعة قماش ترفرف أعلى سارية؛ بل هو أكثر من ذلك بكثير جداً: رمز عظيم للأمة وللعقيدة والوطن، له معنىً خاصاً وقيمة كبيرة مهمة في مدلوله، وله أيضاً أهمية وطنية، قومية، اجتماعية وعالمية. يمثل فكراً مذهبياً، دينياً سياسياً.. ولهذا تعتز كل أمة بعلمها، بل نحن السعوديين هنا في بلاد الحرمين الشريفين، أكثر الأمم اعتزازاً برايتنا، لأنها راية عزيزة غالية لا تُنَكَّسُ أبداً، لما تحمله من كلمة التوحيد التي تم تأسيس بلادنا منذ ثلاثة قرون على أساسها.
من جهة أخرى، لكل شيء في العلم من عناصر كاللون، الحجم، الأبعاد والشكل وغير هذا، معناه ودلالته الرمزية العميقة التي تعبِّر عن شرف الأمة وتحكي أمجاد تاريخها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلم الوطني له أربعة أشكال، لكل منها مقاسات مختلفة هي: علم السارية، علم الاستعراض، علم المكتب وعلم السيارة. ولأهمية العلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعقد رايته بيده الشريفة على رمح ويسلمها للسرايا المقاتلة. فالعلم إذاً ليس مجرد لغة صامتة ذات دلالات عامة، بل في كثير من الأحيان نجد أن له دلالات خاصة، تعبِّر عن الأركان الأساسية للعقيدة أو الوطن؛ فها هو علم التوحيد والوحدة الثابت المتوارث منذ تأسيس دولتنا الطيبة المباركة هذه، عام 1139ه/1727م، الذي تعتمده بلادنا اليوم نموذجاً يدل على رسالة بلادنا السامية العظيمة وعقيدتنا الصافية النقية، شهادة أن (لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله) كما يدل على البيئة والأرض وعلى الوحدة التي نمثلها بلادنا للجزيرة العربية أصدق تمثيل. ولهذا فكل واحد منَّا مسؤول عن الوطن، مستعد لبذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمته وتعظيم شأنه والمحافظة على استقلاله وأمنه واستقراره والعمل على تطويره ونمائه، فضلاً عن المحافظة على رايته عالية خفاقة إلى الأبد إن شاء الله.
ويمكن إيجاز أهم دلالات رايتنا في الآتي:
• الشهادتان: تعبير عن وحدانية الله، وتأكيد على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو رسول الله وخاتم النبيين.
• اللون الأخضر: رمز لرياض الجنة، التي نتمنى أن يشملنا الله برحمته فيجعلنا جميعاً من ساكنيها.
• السيف المسلول: رمز لإظهار القوة والاستعداد للدفاع عن مضمون الشهادتين وعن الأمة والوطن، وتأكيد مبادئ العدل والمساواة وصفات الفروسية التي يتصف بها العربي عموماً.
والحقيقة، تنفرد رايتنا، راية التوحيد والوحدة بميزات لا تتوافر لغيرها من رايات سائر دول العالم، إذ لا يجوز أن يتم لفها على أكفان الموتى عند حملهم على النعش إلى مثواهم الأخير، حتى من الملوك أو كبار القادة، كما أنه لا يجوز تنكيسها أبداً، أو خفضها لأسفل لكبار الضيوف من ملوك ورؤساء وسلاطين وغيرهم عند استعراض حرس الشرف، كما هو متعارف عليه في بلدان العالم.
ولأهمية العلم في شحذ الهمم وتعزيز الروح المعنوية، نجد أنه بجانب العلم الوطني الذي تلتف حوله أفراد الأمة كلهم، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، بل حتى الأطفال.. نجد أن للأجنحة العسكرية المختلفة في الجيوش بمختلف تشكيلاتها: برية، بحرية وجوية وقوات دفاع جوي، أعلام ورايات خاصة بها؛ بل رُبَّما نجد أحياناً أن لكل فرع من فروع تلك الأجنحة والتشكيلات العسكرية الكثيرة، راياتها وشعاراتها الخاصة التي تستبسل دونها، وتعمل جاهدة على إبقائها عالية خفاقة. كما نجد أيضاً أن لرئيس كل دولة راية خاصة به.
وإذ نحتفي اليوم بـ (يوم العلم) الموافق لليوم الثالث عشر من شهر مارس من كل عام، تقديراً وعرفاناً وامتناناً لنظام رفع العلم الذي أصدره المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالأمر السامي الكريم رقم1/4/7 في اليوم الثاني عشر من شهر محرم عام 1357ه، الموافق لليوم الثالث عشر من شهر مارس عام 1938م، أقول إذ نحتفي اليوم بهذه المناسبة الوطنية المهمة الغالية على قلوبنا، ينبغي علينا جميعاً أن نعرف لرايتنا حقها ومكانتها من دلالات وأنظمة، ولائحة تنفيذية لنظام العلم ونظام استعماله وأصول متعلقة برفعه وآداب تتعلق باحترامه وخدمته، ولا غرو في هذا، فهو أعظم علم عندنا لما يحمله من لفظ الجلالة واسم أشرف المرسلين، وما يعبر عنه من وحدة وتوحيد ورمز لوطننا العزيز الغالي الذي ليس مثله في الدنيا وطن؛ فليس أقل من أن تبذل الأرواح رخيصة كي يظل هذا العلم عزيزاً شامخاً خفاقاً على مر الدهور والأجيال، يعلو كل الرايات.
فيا أيتها الراية العزيزة الغالية:
سارعي للمجد والعلياء
مجِّدي لخالق السماء
وارفعي الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
رددي: الله أكبر يا موطني
موطني قد عشت فخر المسلمين
عاش الملك للعلم والوطن
وقبل الختام، لا بد لي أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير، وصادق العرفان والامتنان، لحادي ركبنا، قائد سفينة خيرنا القاصدة، المنافح أبداً عن رايتنا، خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، وسدَّد على طريق الخير خطاه، على توجيهه السامي الكريم كعادته دوماً للاحتفاء بيوم العلم.. وإن ننسى فلا أحد ينسى تلك الصورة المؤثرة التي انطبعت في ذاكرة السعوديين كلهم، ونحن نشاهد مقامه السامي الكريم وهو يقبل في المناسبات الوطنية علم الوحدة والتوحيد، ويبلله بدمعه الكريم من شدة حبه له وصدقه ووفائه، وحرصه على أن يظل عالياً خفاقاً، يمجَّد لخالق السماء ويحمل النور المسطر إلى الأبد إن شاء الله مهما تطلب الأمر من تضحيات.
من جهة أخرى، لكل شيء في العلم من عناصر كاللون، الحجم، الأبعاد والشكل وغير هذا، معناه ودلالته الرمزية العميقة التي تعبِّر عن شرف الأمة وتحكي أمجاد تاريخها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلم الوطني له أربعة أشكال، لكل منها مقاسات مختلفة هي: علم السارية، علم الاستعراض، علم المكتب وعلم السيارة. ولأهمية العلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعقد رايته بيده الشريفة على رمح ويسلمها للسرايا المقاتلة. فالعلم إذاً ليس مجرد لغة صامتة ذات دلالات عامة، بل في كثير من الأحيان نجد أن له دلالات خاصة، تعبِّر عن الأركان الأساسية للعقيدة أو الوطن؛ فها هو علم التوحيد والوحدة الثابت المتوارث منذ تأسيس دولتنا الطيبة المباركة هذه، عام 1139ه/1727م، الذي تعتمده بلادنا اليوم نموذجاً يدل على رسالة بلادنا السامية العظيمة وعقيدتنا الصافية النقية، شهادة أن (لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله) كما يدل على البيئة والأرض وعلى الوحدة التي نمثلها بلادنا للجزيرة العربية أصدق تمثيل. ولهذا فكل واحد منَّا مسؤول عن الوطن، مستعد لبذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمته وتعظيم شأنه والمحافظة على استقلاله وأمنه واستقراره والعمل على تطويره ونمائه، فضلاً عن المحافظة على رايته عالية خفاقة إلى الأبد إن شاء الله.
ويمكن إيجاز أهم دلالات رايتنا في الآتي:
• الشهادتان: تعبير عن وحدانية الله، وتأكيد على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو رسول الله وخاتم النبيين.
• اللون الأخضر: رمز لرياض الجنة، التي نتمنى أن يشملنا الله برحمته فيجعلنا جميعاً من ساكنيها.
• السيف المسلول: رمز لإظهار القوة والاستعداد للدفاع عن مضمون الشهادتين وعن الأمة والوطن، وتأكيد مبادئ العدل والمساواة وصفات الفروسية التي يتصف بها العربي عموماً.
والحقيقة، تنفرد رايتنا، راية التوحيد والوحدة بميزات لا تتوافر لغيرها من رايات سائر دول العالم، إذ لا يجوز أن يتم لفها على أكفان الموتى عند حملهم على النعش إلى مثواهم الأخير، حتى من الملوك أو كبار القادة، كما أنه لا يجوز تنكيسها أبداً، أو خفضها لأسفل لكبار الضيوف من ملوك ورؤساء وسلاطين وغيرهم عند استعراض حرس الشرف، كما هو متعارف عليه في بلدان العالم.
ولأهمية العلم في شحذ الهمم وتعزيز الروح المعنوية، نجد أنه بجانب العلم الوطني الذي تلتف حوله أفراد الأمة كلهم، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، بل حتى الأطفال.. نجد أن للأجنحة العسكرية المختلفة في الجيوش بمختلف تشكيلاتها: برية، بحرية وجوية وقوات دفاع جوي، أعلام ورايات خاصة بها؛ بل رُبَّما نجد أحياناً أن لكل فرع من فروع تلك الأجنحة والتشكيلات العسكرية الكثيرة، راياتها وشعاراتها الخاصة التي تستبسل دونها، وتعمل جاهدة على إبقائها عالية خفاقة. كما نجد أيضاً أن لرئيس كل دولة راية خاصة به.
وإذ نحتفي اليوم بـ (يوم العلم) الموافق لليوم الثالث عشر من شهر مارس من كل عام، تقديراً وعرفاناً وامتناناً لنظام رفع العلم الذي أصدره المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالأمر السامي الكريم رقم1/4/7 في اليوم الثاني عشر من شهر محرم عام 1357ه، الموافق لليوم الثالث عشر من شهر مارس عام 1938م، أقول إذ نحتفي اليوم بهذه المناسبة الوطنية المهمة الغالية على قلوبنا، ينبغي علينا جميعاً أن نعرف لرايتنا حقها ومكانتها من دلالات وأنظمة، ولائحة تنفيذية لنظام العلم ونظام استعماله وأصول متعلقة برفعه وآداب تتعلق باحترامه وخدمته، ولا غرو في هذا، فهو أعظم علم عندنا لما يحمله من لفظ الجلالة واسم أشرف المرسلين، وما يعبر عنه من وحدة وتوحيد ورمز لوطننا العزيز الغالي الذي ليس مثله في الدنيا وطن؛ فليس أقل من أن تبذل الأرواح رخيصة كي يظل هذا العلم عزيزاً شامخاً خفاقاً على مر الدهور والأجيال، يعلو كل الرايات.
فيا أيتها الراية العزيزة الغالية:
سارعي للمجد والعلياء
مجِّدي لخالق السماء
وارفعي الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
رددي: الله أكبر يا موطني
موطني قد عشت فخر المسلمين
عاش الملك للعلم والوطن
وقبل الختام، لا بد لي أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير، وصادق العرفان والامتنان، لحادي ركبنا، قائد سفينة خيرنا القاصدة، المنافح أبداً عن رايتنا، خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، وسدَّد على طريق الخير خطاه، على توجيهه السامي الكريم كعادته دوماً للاحتفاء بيوم العلم.. وإن ننسى فلا أحد ينسى تلك الصورة المؤثرة التي انطبعت في ذاكرة السعوديين كلهم، ونحن نشاهد مقامه السامي الكريم وهو يقبل في المناسبات الوطنية علم الوحدة والتوحيد، ويبلله بدمعه الكريم من شدة حبه له وصدقه ووفائه، وحرصه على أن يظل عالياً خفاقاً، يمجَّد لخالق السماء ويحمل النور المسطر إلى الأبد إن شاء الله مهما تطلب الأمر من تضحيات.