وها هو المجتمع يحتفل بنصفه ، والمتحدث والمستمع يتناوبان على وصفه ، وكل الأنظار تتسابق إلى إبرازه وحسن رصفه ، فهي المرأة ، ومهما حاول المغرضون ثنيها ، أو التقليل من شأنها ، إلا أن دورها ومكانتها أعطياها مركزا لا يستطيع أيا كان ومهما أوتي من قوة زحزحته أو حتى عصفه ، ولم تتمكن أسلحة المحبطين الذين يتربصون للنيل منها أو إحباطها ثنيها ، ولم تصبها بالرغم من كثرتها ، ولم تستطع في يومٍ هدم ثباتها أو قصفه ، فهي والله لمن أراد الحق وسعى له كل المجتمع وليست كما يقال فقط نصفه .
فهي أم الرجال ، وابنتهم ، أختهم ، وهي التي بكل الأحوال برعايتها تحفهم ، وبقوتها تمدهم ، وكما كانت لهم مصدر الأمان والحنان في صغرهم ، هاهي لهم مصدرا للعطاء والإتقان في كبرهم ، وهي التي سيظل حبلها موصولا بهم ولن يتأثر بحدود زمان ، ولا بطبيعة مكان ، فهي معهم وكأنها ظلهم ، تحفهم بدعواتها وإن غابوا عن نظرها ، وهي التي تهتم لأمرهم ، وترقى بهم ، فهم ثمرها الذي زرعت ، وحصادها لما بذرت ، وفيئها إن هي استظلت ، وخيرها إن هي ذُكرِت ، وإنتاجها إن هي لإنجازاتها رصدت .. .
قامت بدورها على أكمل وجه ، ولم تقصر ، ونافست الرجل في كل أمر ، ولم تعجز عن إثبات قدرتها .. .
حققت بكامل رغبتها أحلامها ، وسابقت بكل طاقتها أيامها ، وغلبت بقوتها ضعفها ، وصارعت بكامل إرادتها أوهامها ، فأمدّها العصر بإلهامها ، لما اعترف بها وسلمها زمامها ، وفتح المجال لها لتشق طريقها ، ويسطع بريقها ، وتقود فريقها ، فنهضت بجهودها ، وها هو مجتمعها ينهض بها ، ويعوِّل عليها في صغائر الأمور وحتى عظامها ، ويوكل إليها سهل المهام ولم يشكك في قدرتها على إنجاز صعابها ، فإن كانت حُرِمت في دابر الأيام من حقوقها ، فها هي اليوم تسترد نهابها ، وتستكمل نصابها ، وإن كانت ظُلمت من جائر الأحكام في شخصها ، فها هي تستأنف أحكامها ، وتستعيد قوامها ، وتشفى من مصابها ، وإن كانت قد رُكِنت في زاوية المكان ولم يُنْظر لها ، فقد رأيناها وهي تتصدر المجالس والجميع حولها ، والأنظار تتجه صوبها ، كُسِفت شمسها لأحقاب ، واختفى ضوؤها لما قمرها غاب ، وتعوّد المكان منها على الغياب ، وكان رأيها دوما موضع الارتياب ، ولم يُحسَب لها يوما حساب ، ولكنها اليوم وبفضل الله الوهاب ، وبنظرة ثاقبة من أولي الألباب ، تعود لتشرق من جديد ، ويعترف بها القريب والبعيد ، وأصبح لها الرأي السديد ، والحكم الرشيد ، حيث قُوبلت جهودها بالتمجيد ، وقُبِل رأيها بالتأييد ، وأصبح الجميع بها يشيد ، وعن مشاركاتها يبحث ، ولحضورها يبحث ولها يريد ، وما ذاك إلا اعترافا بدورها بالتأكيد .
هو صوت الحق الذي نطق فأسمع ، وكلمة صدق في الآفاق تُرفع ، وعطاء من كثرته ما عاد يُجمع ، وسخاء من وفرته كاد الكل به يطمع ، وضياء من شدته سيظل يلمع ، وهي الحقيقة التي مهما أُنكرت إلا أنها دوما للحق ترجع ...
هي المرأة ، ولله درها ، روض زاخر والكل به يرتع ، ومن خيراته نجني لنشبع ، وسحاب ماطر بالطهر ينصع ، ورياضها من جودها بالجود ينبع ... .
فمتى لسان العابثين بها عن عبثه سيقلع ، ومن ذا يرد الكائدين بها ولهم سيقنع ..
قالوا ضعيفة فغلبتهم ، قالوا جاهلة فعلّمتهم ، قالوا متأخرة فسبقتهم ، قالوا مرؤوسة فرأستهم ، قالوا مترددة فأقنعتهم ، قالوا رجعية فتقدمتهم ، قالوا ضالة فأرشدتهم ، قالوا محتاجة فأعطتهم ، قالوا تابعة فأتبعتهم ، قالوا متعبة فأتعبتهم ، قالوا عالة فأعالتهم ، قالوا مفرقة فجمعتهم ، وظلوا يرونها ميتة ، حتى بروحها أحيتهم ، وبعينها حفظتهم ، وبقلبها أسكنتهم ، وعلى كل ما كان منهم ، بطيبها سامحتهم ، ومن خيرها ما حرمتهم ، فخخصوا لها يوما وهي كل أيامها أعطتهم ... .
فعطاؤها ليس حِكراً على يومٍ من الأيام، وتفانيها بات ظاهراً للعيان على الدوام.
رقيقة هي الأنثى، وصديقة وأخت عليها يُحمد ويُثنى.
ومعطاءة هي كأم، وحريصة وقويّة حتى أنها لا تترك مجالاً للوم.
ومخلصة هي كزوجة، ومُحبة وسخيّة حتى أنها تنسى نفسها في زحمة اليوم.
ومنجزة هي كعاملة، ودقيقة وجريئة وذكية ،ومن شدة إخلاصها تشعر وكأن ما أنجزته قام به القوم .
إن أحبت تكاد تحتوي العالم، وكأن كل القلوب باتت في قلبها.
وإن أعطت، ينال عطاءها كل حالم، وكأن أموال العالم في يدها.
وإن نصحت أجزلت النصح وكأن ذكاء العالم كله وحكمته في عقلها.
وإن غضبت ثارت بقوة حتى أخافت من ظلها، ومن ثم انهارت في ضعف حتى تهافت من حولها.
فنراها تُحرق عند الغضب بنارها، وبنفس الوقت تغرق في دمعها ويتزلزل كيانها.
حتى عجز القريض عن وصفها، واحتار الجميع في فهمها.
فكيف استطاعت تلك الرقيقة أن تجمع بين الأضداد، وكيف تمكنت بالرغم من رقتها أن تصبح من أقوى الأنداد.
قوة مع ضعف، جرأة مع خوف، جمال في الظاهر وكمال في الجوف، خيال حالم، وواقع مسالم، علم وعمل ، وألم وأمل، هي بعيدة حتى يصعب نيلها إن ناءت، وقريبة حتى نلحظ رمشها إن جاءت، وعنيدة حتى نعجز عن ثنيها إن شاءت، صلبة فلا يكسرها شيء، ولينة حتى تكاد تأسرها بأقل شيء .
هي قلب العالم النابض ، ونبع بالحب فائض ، والاحتفاء بها بات فرضا من الفرائض .
فقد اعتدل الكون بك، واحتفل العالم بيومك، وهاهو يكتمل العقد بجوهرك ، ويعترف الكل بفضلك ، ويؤكد دورك ، ويحفظ لك مكانك ، ويُقِّرُ بمكانتك ، ويسترجع كل ذلك من إنجازاتك ، ومناقبك ، وأفعالك ، وأفضالك ، في يومك الذي خصصه لك ، وهو يدرك تماماً أن جميع الأيام لا تكتمل إلا بك ، فأنت سلمها وإن كانت هي حربك ، وأنت واقعها وإن كانت حلمك ، وأنت قلبها وإن كان بها نبضك ، وأنت عينها وإن احتويتها بنظرك ، وأنت غايتها التي كان لها دربك ، وأنت فيضها الذي جاد به نبعك ، وأنت فيؤها الذي دفعتهم إليه شمسك ، وأنت غدها الذي ناب عنه أمسك ، وأنت حاضرها الذي قام على حدسك ، واليوم حفلك الذي أقامته لك ليكون بمثابة عرسك ، لعلهم بالاحتفاء به يمنحوك أُنْسَكِ ، كما قدمتِ لهم وأنت راضية نفسك ... .
فقد آن الأوان أن تُرفع القبعة احتراماً لك ، ويكفيكِ فخرا يا امرأة أن العالم بأسره يشهد لكِ وينهض بك ، فلله درك ... .
فهي أم الرجال ، وابنتهم ، أختهم ، وهي التي بكل الأحوال برعايتها تحفهم ، وبقوتها تمدهم ، وكما كانت لهم مصدر الأمان والحنان في صغرهم ، هاهي لهم مصدرا للعطاء والإتقان في كبرهم ، وهي التي سيظل حبلها موصولا بهم ولن يتأثر بحدود زمان ، ولا بطبيعة مكان ، فهي معهم وكأنها ظلهم ، تحفهم بدعواتها وإن غابوا عن نظرها ، وهي التي تهتم لأمرهم ، وترقى بهم ، فهم ثمرها الذي زرعت ، وحصادها لما بذرت ، وفيئها إن هي استظلت ، وخيرها إن هي ذُكرِت ، وإنتاجها إن هي لإنجازاتها رصدت .. .
قامت بدورها على أكمل وجه ، ولم تقصر ، ونافست الرجل في كل أمر ، ولم تعجز عن إثبات قدرتها .. .
حققت بكامل رغبتها أحلامها ، وسابقت بكل طاقتها أيامها ، وغلبت بقوتها ضعفها ، وصارعت بكامل إرادتها أوهامها ، فأمدّها العصر بإلهامها ، لما اعترف بها وسلمها زمامها ، وفتح المجال لها لتشق طريقها ، ويسطع بريقها ، وتقود فريقها ، فنهضت بجهودها ، وها هو مجتمعها ينهض بها ، ويعوِّل عليها في صغائر الأمور وحتى عظامها ، ويوكل إليها سهل المهام ولم يشكك في قدرتها على إنجاز صعابها ، فإن كانت حُرِمت في دابر الأيام من حقوقها ، فها هي اليوم تسترد نهابها ، وتستكمل نصابها ، وإن كانت ظُلمت من جائر الأحكام في شخصها ، فها هي تستأنف أحكامها ، وتستعيد قوامها ، وتشفى من مصابها ، وإن كانت قد رُكِنت في زاوية المكان ولم يُنْظر لها ، فقد رأيناها وهي تتصدر المجالس والجميع حولها ، والأنظار تتجه صوبها ، كُسِفت شمسها لأحقاب ، واختفى ضوؤها لما قمرها غاب ، وتعوّد المكان منها على الغياب ، وكان رأيها دوما موضع الارتياب ، ولم يُحسَب لها يوما حساب ، ولكنها اليوم وبفضل الله الوهاب ، وبنظرة ثاقبة من أولي الألباب ، تعود لتشرق من جديد ، ويعترف بها القريب والبعيد ، وأصبح لها الرأي السديد ، والحكم الرشيد ، حيث قُوبلت جهودها بالتمجيد ، وقُبِل رأيها بالتأييد ، وأصبح الجميع بها يشيد ، وعن مشاركاتها يبحث ، ولحضورها يبحث ولها يريد ، وما ذاك إلا اعترافا بدورها بالتأكيد .
هو صوت الحق الذي نطق فأسمع ، وكلمة صدق في الآفاق تُرفع ، وعطاء من كثرته ما عاد يُجمع ، وسخاء من وفرته كاد الكل به يطمع ، وضياء من شدته سيظل يلمع ، وهي الحقيقة التي مهما أُنكرت إلا أنها دوما للحق ترجع ...
هي المرأة ، ولله درها ، روض زاخر والكل به يرتع ، ومن خيراته نجني لنشبع ، وسحاب ماطر بالطهر ينصع ، ورياضها من جودها بالجود ينبع ... .
فمتى لسان العابثين بها عن عبثه سيقلع ، ومن ذا يرد الكائدين بها ولهم سيقنع ..
قالوا ضعيفة فغلبتهم ، قالوا جاهلة فعلّمتهم ، قالوا متأخرة فسبقتهم ، قالوا مرؤوسة فرأستهم ، قالوا مترددة فأقنعتهم ، قالوا رجعية فتقدمتهم ، قالوا ضالة فأرشدتهم ، قالوا محتاجة فأعطتهم ، قالوا تابعة فأتبعتهم ، قالوا متعبة فأتعبتهم ، قالوا عالة فأعالتهم ، قالوا مفرقة فجمعتهم ، وظلوا يرونها ميتة ، حتى بروحها أحيتهم ، وبعينها حفظتهم ، وبقلبها أسكنتهم ، وعلى كل ما كان منهم ، بطيبها سامحتهم ، ومن خيرها ما حرمتهم ، فخخصوا لها يوما وهي كل أيامها أعطتهم ... .
فعطاؤها ليس حِكراً على يومٍ من الأيام، وتفانيها بات ظاهراً للعيان على الدوام.
رقيقة هي الأنثى، وصديقة وأخت عليها يُحمد ويُثنى.
ومعطاءة هي كأم، وحريصة وقويّة حتى أنها لا تترك مجالاً للوم.
ومخلصة هي كزوجة، ومُحبة وسخيّة حتى أنها تنسى نفسها في زحمة اليوم.
ومنجزة هي كعاملة، ودقيقة وجريئة وذكية ،ومن شدة إخلاصها تشعر وكأن ما أنجزته قام به القوم .
إن أحبت تكاد تحتوي العالم، وكأن كل القلوب باتت في قلبها.
وإن أعطت، ينال عطاءها كل حالم، وكأن أموال العالم في يدها.
وإن نصحت أجزلت النصح وكأن ذكاء العالم كله وحكمته في عقلها.
وإن غضبت ثارت بقوة حتى أخافت من ظلها، ومن ثم انهارت في ضعف حتى تهافت من حولها.
فنراها تُحرق عند الغضب بنارها، وبنفس الوقت تغرق في دمعها ويتزلزل كيانها.
حتى عجز القريض عن وصفها، واحتار الجميع في فهمها.
فكيف استطاعت تلك الرقيقة أن تجمع بين الأضداد، وكيف تمكنت بالرغم من رقتها أن تصبح من أقوى الأنداد.
قوة مع ضعف، جرأة مع خوف، جمال في الظاهر وكمال في الجوف، خيال حالم، وواقع مسالم، علم وعمل ، وألم وأمل، هي بعيدة حتى يصعب نيلها إن ناءت، وقريبة حتى نلحظ رمشها إن جاءت، وعنيدة حتى نعجز عن ثنيها إن شاءت، صلبة فلا يكسرها شيء، ولينة حتى تكاد تأسرها بأقل شيء .
هي قلب العالم النابض ، ونبع بالحب فائض ، والاحتفاء بها بات فرضا من الفرائض .
فقد اعتدل الكون بك، واحتفل العالم بيومك، وهاهو يكتمل العقد بجوهرك ، ويعترف الكل بفضلك ، ويؤكد دورك ، ويحفظ لك مكانك ، ويُقِّرُ بمكانتك ، ويسترجع كل ذلك من إنجازاتك ، ومناقبك ، وأفعالك ، وأفضالك ، في يومك الذي خصصه لك ، وهو يدرك تماماً أن جميع الأيام لا تكتمل إلا بك ، فأنت سلمها وإن كانت هي حربك ، وأنت واقعها وإن كانت حلمك ، وأنت قلبها وإن كان بها نبضك ، وأنت عينها وإن احتويتها بنظرك ، وأنت غايتها التي كان لها دربك ، وأنت فيضها الذي جاد به نبعك ، وأنت فيؤها الذي دفعتهم إليه شمسك ، وأنت غدها الذي ناب عنه أمسك ، وأنت حاضرها الذي قام على حدسك ، واليوم حفلك الذي أقامته لك ليكون بمثابة عرسك ، لعلهم بالاحتفاء به يمنحوك أُنْسَكِ ، كما قدمتِ لهم وأنت راضية نفسك ... .
فقد آن الأوان أن تُرفع القبعة احتراماً لك ، ويكفيكِ فخرا يا امرأة أن العالم بأسره يشهد لكِ وينهض بك ، فلله درك ... .