×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

التأسيس السعودي حقائق وتضحيات
نواف شليويح العنزي

حقا يجب أن نحتفل بيوم التأسيس للدولة السعودية في أيام مجيدة ؛ لأنه التضحيات والحقائق الراسخة الممتدة و المؤسِسَة لكل خير نحن فيه الآن وينعم به جيل بعد جيل ، يقول رائد نهضتنا الحديثة المباركة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ( الدولة السعودية تستمد شرعيتها من التوحيد ، تُؤسس ثم تسقط ثم تنهض ثم تسقط ، ثم تُؤسس ، ثلاث مرات متتالية بتأسيس راسخ وهذا نادر حدوثه في التاريخ) . عندما نرحل لنطل على مدينة الدرعية بعيني التاريخ المؤرخ بمخطوطاته وكتبه ، ونستشف من شواهدها الأخرى بحوار تاريخي عبر ثلاثة قرون يشع من مخطوطاتها وعمارتها وآثارها المنبئة لنا بنفائس الأفعال، وعبق البطولة نجدها مدينة الحدث التاريخي الكبير المشرف ، ضحى قادتها بأبنائهم وأنفسهم في ميادين القتال لتأسيس وبناء دولة وليدة في المشرق العربي؛ هي الدولة السعودية الأولى كما يطلق عليها كتاب التاريخ المدني ، والزمان من الأعوام الهجرية يقع في ١١٣٩، ويوافقه من تاريخ ميلاد المسيح عليه السلام سنة ١٧٢٧، و الإقليم نجد ، والأرض جزيرة العرب ، والمنزل قصر الأمير محمد بن سعود بحي الطريف الذي يضم قصر سلوى و المُسجَّل بمنظمة التراث العالمي اليونسكو ، والمؤسس الإمام محمد بن سعود أبو الشهيدين ، ومعه مقربين وصفهم جسر التاريخ المتصل بأوفياء الرجال ، وأعز المخلصين ، وكل عضيد أراد الخير للإمام محمد بن سعود ، ولمجتمعه المتماسك والملتف حول أميره محمد الشهم المضياف ، كان الأمير موصوفاً بحسن المعاملة والوفاء ، و شرعياً لكل من حوله ذو كرزما لايمتلكها أحد في عصره، يجالسهم ويصلي معهم في جامعهم ويسمع آرائهم ، ويؤكد على شورى أمورهم ويتناول معهم الوجبات المتيسرة مما جادت به أرض البلاد من التمر والبر وثرواتها الحيوانية فتوارثوا حبه والتمسك به واشتد تماسكهم الاجتماعي ، وعندما حان وقت التوسع انطلق بهم من الدرعية ، الخير والصلاح هدفه وغايته بجيشه المكون من الإبل العربية والخيول الأصيلة و حشد من أبناء القبائل ، والذين يختارهم رؤساء القبائل وأمراء المدن أو يتقدمون طواعية منهم بالرغم من أنه لا يوجد مرتبات نقدية ، ولا يجمعهم إلا الوحدة والعقيدة الصافية ، ومع ذلك يقدم الإمام لهم معونات عينية تعينهم على اتقاء جوع الصحراء المهلك ، و عطشها القاتل و هوائها اللافح الحارق وجفاف بعض الآبار والعيون المتناثرة في وسط الصحراء وجبالها الشم ، ومع كل التحديات وقلة الموارد استمر التكاتف ، وزاد الولاء واتسعت الدولة وزادت خيراتها من الزروع وخير الزكاة ، والتي توزع على كل مستحق لها وبكل عدل في قصر إمام الدولة العادل ولا يعود طارق منزل الإمام ليلا أو نهارا إلا والخير بين يديه ، و خالص الدعاء يلهج به لمالك الملك بأن يطيل عمر الإمام ويبارك بذريته ، ويجعل دولته للتوحيد مقيمة ومدافعة عنه ومعلمة له ، تجمع الناس عامة وطلبة العلم في الجوامع التي تتحول لمدارس بعد أداء الفرائض ، وكذلك أقسام كبيرة من قصر سلوى والذي خصص لتعليم أبناء البلاد، ومن بحث عن العلم وخاصة العلم الشرعي المختص بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ، والخالية من شوائب الشرك المحبط للعبادة وقبولها ، وحتى النساء في عهد الدولة السعودية الأولى تلقين نصيبهن من التعليم الدعوي المنزلي والتعاليم الإسلامية السمحة ، ومع استمرار توسع الدولة اختار الإمام محمد ابنه عبدالعزيز وليا للعهد ليكون نظام الملك وراثيا ، و كما يصفها علماء العصر الحالي بالملكية الوراثية ، وفيها ينتقل الحكم من الأب إلى أكبر الأبناء ويبايع بولاية العهد ليخلف الإمام بعد الوفاة ، استلم الإمام عبدالعزيز حكم الدولة السعودية الأولى بعد وفاة والده ، وسار على نهجه في بناء الدولة وتحصينها واخضرت الزروع وجادت الأرض بثمارها ، وازدهرت العمارة السعودية من خامات البيئة البسيطة كجذوع النخيل وجريدها والسعف ، والطين وخشب الأثل ، وأورد المؤرخ السعودي ابن بشر وغيره ممن عاشوا في كنف الدولة السعودية الأولى تفصيل في ذلك ، ووصفها بعض المستشرقين في كتاباتهم المنصفة بأنها عمارة تعكس تقدم وحضارة لدولة ناشئة لا تملك موارد كبيرة في الجزيرة العربية ، ومع كل ذلك قضت على الخوف والسلب والنهب ، والأمن عم كل بقعة بأرضها لأن الأحكام الشرعية يشرف على تنفيذها الإمام ، و لأن قوته واستمراره يستمدها من الله ثم من حب كل من حوله من أبناء الجزيرة العربية فهو حقق لهم ماعجز عنه حكام الأقاليم البعيدة ، والمتشرذمين حول أنفسهم وتمسكهم الأرعن بالحكم دون تحقيق أي متطلب أساسي لكل من يقيم بأراضيهم ، لقد كان الإمام عبدالعزيز بن محمد حريصاً على دولته يعمل لها ولأهلها من قصره سلوى ومن ميادين الدفاع عنها حتى خطط الأعداء لاغتياله علي يد أحد أشقياء العراق ، و الذي وفد كضيف على الإمام في مدينة الدرعية فأكرمه فقابله الغادر بالقتل ، فاستشهد رحمه الله في مسجد الطريف بالدرعية أثناء سجوده في صلاة العصر، وكان هذا الحدث الجلل ليس نهاية دولة بل انتقال الحكم لابنه من بعده الإمام سعود والذي لقب بالكبير لأن الدولة بلغت أوج عظمتها في عهده ، بسنوات حكم قُدِّرت بأحدى عشرة سنة أو تزيد على ذلك ، لقد عم الخير والرخاء والأمن البلاد في عهده حتى أنشبت المنية أظفارها ليرحل للقاء ربه ، ويخلفه في الحكم آخر حكام الدولة السعودية الأولى الإمام الرابع الشهيد عبدالله بن سعود ، والذي قضى ما يناهز خمس سنوات من الحكم في تاريخ الدولة السعودية الأولى التي وطئت أرض العراق شمالاً ، وهذا مازاد خوف و حنق وحقد الدولة العثمانية عليها فبدأت بالتخطيط لإسقاطها، وإنهاء عهدها العظيم في الجزيرة العربية ، و بالفعل تحققت بغيتهم الشنعاء بقضاء الله وقدره في عام١٢٣٣ من الهجرة ؛ فلقد انتهت الأحداث الحربية العدوانية بتضحية الإمام الشهيد عبدالله بنفسه من أجل سلامة أمته وحماية الدرعية ، وإرثها الثقافي فأخذ الميثاق من العدو قرب الدرعية بأن لا يقتلوا الناس ولا يهدموا المنازل والقصور ، ثم خرج منها وسيفه بغمده تاركاً الولد والأهل ، و السرج على الجواد ليكمل الأحفاد المسيرة ، وليحقن الدماء و يفدي دولته ومجتمعه وأقاربه ، ولكن عدوه خان وغدر وقتل الآف البشر وهدم الأبنية في الدرعية ، واقتلع الزروع والأشجار ودمر كثير من المخطوطات، والمنجزات الفكرية لأصحاب الفكر والعلم والرأي ، و انتهى الأمر به إلى التشفي بإعدامه بطريقة وحشية لا تمت للإنسانية و للإسلام وأبنائه بأي قربى ، ونقلت لنا كتب التاريخ بأن آخر كلمات الشهيد في خارج البلاد ( لقد كان ما قدره المولى ) ، وأثارت أفعال المعتدي الهدامة عاطفة الشاعر حمد بن معمر، والذي يقول فيها :-
وكم قتلوا من عصبة الحق فتية * هداة وضاة ساجدين وركعا
وكم دمروا من مربع كان آهلا * فقد تركوا الدار الأنيسة بلقعا ولكن الدولة التي قامت على التوحيد والإخلاص وحب المجتمع والتآزر المستمر وتأمين حجاج بيت الله ؛ لن تزول فقامت الدولة السعودية الثانية بعد سبع سنوات فقط من أفول شمس الدولة السعودية الأولى بعاصمة جديدة هي الرياض ، واستمرت لأكثر من ثمان وستين سنة ، وتلاها بعد مرور حوالي أحدى عشرة سنة قيام الدولة السعودية الثالثة على يد ليث الليوث ابن السادة النجب الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ، لقد غلبت إرادة الله فوق كل أمر وشر ممن أرادوا محو أي أثر للدولة السعودية لأن الله بيننا وبينهم ، فهي مستمرة وإن تعدد حكامها وملوكها ، وإن خطط لها الأعداء الفناء و لأنها الإرادة السعودية الشعبية الكبيرة المنجزة والمحققة لكل تقدم ، فحق لنا ولأجيال بلاد السعودية بمؤسساتها التعليمية ومنظماتها الرسمية الاحتفال بيوم التأسيس المؤرخ والواقع بالثاني والعشرين من فبراير من كل عام ، وجعله يوماً نستحضر فيه تضحيات الرجال الذين أسسوا الدولة التاريخية ، وحتى عصر دولتنا الفتية الدولة السعودية الثالثة ، عاشت بلادنا وعاش المليك وولي العهد للعلم والوطن ، ويبقى علم التوحيد مرفوعا شامخا فوق الأراضي السعودية الكيان الكبير و بمساحة تقدر بمليوني ومائة وخمسين ألف كيلومتر ؛ بسواعد حماة الوطن ليبهج الأصدقاء ويغيظ أعداء دولتنا واستمرارها على مرور الأزمان ؛ بأرضها ثاني أكبر احتياط من الطاقة الأحفورية السائلة ، وحقل الجافورة أكبر حقل غاز في الشرق الأوسط ، وعشرات المناجم المنتجة لملايين الأطنان سنوياً من الثروة المعدنية وخاصة معدن الذهب ملجأ الاستثمار الآمن ، ونمو اقتصادي يفوق في كل عام دول تملك مقومات اقتصادية قوية ، وتحث بلادنا الخطى المباركة لتحقيق رؤية التطلع و القفز نحو قيادة الشرق الأوسط بلا منافس ؛ رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ٢٠٣٠ الشاملة لجوانب عديدة في مجتمعنا ، ومؤسساته الرسمية والتي عانت كثيرا من لصوص الوطن فجاء ولي العهد حفظه الله تعالى برؤيته الملهمة لشعوب العالم وحكوماتهم ، وقطع دابر لصوص وطننا فأصبح الخونة في ما فعلوا محاسبين نادمين ، و مبعدين لا يستحقون التواجد والاستمرار في التشرف بأداء أعمالهم الحكومية داخل منشآت الوطن الرسمية .
قامت على التوحيد والإخلاص وحب المجتمع والتآزر المستمر وتأمين حجاج بيت الله ؛ لن تزول فقامت الدولة السعودية الثانية بعد سبع سنوات فقط من أفول شمس الدولة السعودية الأولى بعاصمة جديدة هي الرياض ، واستمرت لأكثر من ثمان وستين سنة ، وتلاها بعد مرور حوالي أحدى عشرة سنة قيام الدولة السعودية الثالثة على يد ليث الليوث ابن السادة النجب الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ، لقد غلبت إرادة الله فوق كل أمر وشر ممن أرادوا محو أي أثر للدولة السعودية لأن الله بيننا وبينهم ، فهي مستمرة وإن تعدد حكامها وملوكها ، وإن خطط لها الأعداء الفناء و لأنها الإرادة السعودية الشعبية الكبيرة المنجزة والمحققة لكل تقدم ، فحق لنا ولأجيال بلاد السعودية بمؤسساتها التعليمية ومنظماتها الرسمية الاحتفال بيوم التأسيس المؤرخ والواقع بالثاني والعشرين من فبراير من كل عام ، وجعله يوماً نستحضر فيه تضحيات الرجال الذين أسسوا الدولة التاريخية ، وحتى عصر دولتنا الفتية الدولة السعودية الثالثة ، عاشت بلادنا وعاش المليك وولي العهد للعلم والوطن ، ويبقى علم التوحيد مرفوعا شامخا فوق الأراضي السعودية الكيان الكبير و بمساحة تقدر بمليوني ومائة وخمسين ألف كيلومتر ؛ بسواعد حماة الوطن ليبهج الأصدقاء ويغيظ أعداء دولتنا واستمرارها على مرور الأزمان ؛ بأرضها ثاني أكبر احتياط من الطاقة الأحفورية السائلة ، وحقل الجافورة أكبر حقل غاز في الشرق الأوسط ، وعشرات المناجم المنتجة لملايين الأطنان سنوياً من الثروة المعدنية وخاصة معدن الذهب ملجأ الاستثمار الآمن ، ونمو اقتصادي يفوق في كل عام دول تملك مقومات اقتصادية قوية ، وتحث بلادنا الخطى المباركة لتحقيق رؤية التطلع و القفز نحو قيادة الشرق الأوسط بلا منافس ؛ رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ٢٠٣٠ الشاملة لجوانب عديدة في مجتمعنا ، ومؤسساته الرسمية والتي عانت كثيرا من لصوص الوطن فجاء ولي العهد حفظه الله تعالى برؤيته الملهمة لشعوب العالم وحكوماتهم ، وقطع دابر لصوص وطننا فأصبح الخونة في ما فعلوا محاسبين نادمين ، و مبعدين لا يستحقون التواجد والاستمرار في التشرف بأداء أعمالهم الحكومية داخل منشآت الوطن الرسمية
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0