إنً مستقبل الإنسانية مهدّد بشكل عام بسبب تزايد وانتشار ظاهرة الفقر، فبسبب الفقر تتعثر الكثير من مسيرات وخطط التنمية ، وبسببه تتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء ، مما يؤدي إلى زوال أحلام الشعوب والدول في الوصول إلى مستوى إنساني أفضل تتوافر فيه الحياة الكريمة.
الفقر ظاهرة إنسانية متعددة الجوانب ، فليس الفقر نقصاً في الدخل فحسب أو حتى ندرة في فرص العمل ، ولكنه أيضاً تهميش لطبقة من المجتمع وحرمان للفقراء من المشاركة في صنع القرار وإبعادهم من الوصول للخدمات الاجتماعية.
إنَّ قضية الفقر في العالم تتشابك مع قضايا كثيرة معاصرة ، وكلها تتعلق بقضايا التنمية والأوضاع المختلفة كلها ، وخاصة قضايا الإصلاح الاقتصادي ، التي تؤدي إلى مزيد من الفقر للفقراء. لذا، فقضية الفقر تُعدُّ قضية محرجة ومؤسفة تنتشر وتتزايد في كثير من الدول في عالمنا اليوم وبطريقة مخيفة ومضطردة.
يقول د. محسن يوسف في كتاب (( الفقر والأزمة الاقتصادية)) : إنَّ قضية الفقر ومالها من تراكم اجتماعي وثقافي واقتصادي وحضاري لا يؤثر فقط عل الدول الفقيرة وشعوبها التي تعاني من مستويات مختلفة ومتباينة، ولكنها تؤثر وتنتشر في معظم دول العالم ، مما يؤثر على مستقبل الإنسانية.
إننا نعيش في عصر الفقر العالمي مع ظهور المجاعات ومع عودة الأوبئة الفتاكة وانهيار القطاعات الإنتاجية في البلدان النامية وضمور برامج الرعاية الصحية والاجتماعية فيها.
إنَّ الفقر أكثر من مجرد وضع اقتصادي. وبالرغم من قياس الفقر تقليدياً بمفهوم الدخل ، فإنَّ الأخطار الحقيقية للفقر تمتد لتشمل كافة مظاهر حياة الفرد مثل : المرض والأمية والجهل وفقدان السيطرة على الموارد الاقتصادية.
ولذا، يُعرِّف الاقتصاديون حد الفقر بحساب الدخل النقدي أوالعيني الذي يفي بمتطلبات الأسرة من الاحتياجات الرئيسية إما من الغذاء فقط أو الغذاء والملبس والمأوى.
وربما نجد الفقر مقترناً بإحباط لآمال أجيال بأسرها وبإحلال ثقافة الفقر. يقول د. إسماعيل سراج الدين في كتاب (( الفقر والأزمة الاقتصادية )) : إنَّ ثمة ارتباطاً وثيقاً بين قضايا الفقر والجوع والأمن الغذائي والبيئة والتنمية.
منذ فترة طويلة، كان النقاش يدور بين الخبراء المتخصصين حول ما إذا كان الفقر سبباً أو نتيجة للنمو السكاني ، وعلى الرغم من وجود علاقة قوية بين الفقر وسرعة تزايد معدلات النمو السكاني ، إلا أنَّ الدراسات لم تستطع تقديم دليل ، على أنَّ النمو السكاني هو سبب الفقر، وإنما أكدت على تعقد العلاقة بينهما.
إنَّ فقر الشعوب يتخذ أبعاداً متعددة منها البعد الاقتصادي وما يشتمل عليه من تدن في مستويات الدخل والإنتاج والاستثمار والادخار والبطالة وانخفاض الإنتاجية وأزمات الغذاء والطاقة ومشاكل السكن والإسكان.
كما ينطوي فقر الشعوب على بُعد اجتماعي يتمثل في هبوط مستويات الأخلاق وظهور الجرائم الاجتماعية المختلفة كالرشوة والمحسوبية والمخدرات واغتصاب الأموال والنساء والتواكل والسلبية والأمية.
يقول د. فيليب عطية في كتابه (( المشكلات الصحية في العالم الثالث )): إنّ أرقى البلدان المتقدمة لم تتخلص من تلك البؤر الصديدية المسمّاة ((بيئات الفقر)) حيث يتكدس السكان بصورة لا إنسانية ويفتقرون إلى احتياجاتهم الضرورية من الغذاء أو الملبس أو المسكن الصحي.
بعد هذا، إذن، ما المطلوب اليوم ؟!!
باختصار المطلوب:
أولاً: وضع المال في محله، بأن ينفق المال إنفاقاً مشروعاً ( الصدقة ، الزكاة ، التبرعات ، الهبات ، النفقات ).
ثانياً: التوازن الاقتصادي الذي يؤدي إلى التقارب بين أفراد الأمة ولا يبقى في المجتمع متخمون وفقراء.
ثالثاً: التكافل بأن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم، باتخاذ مواقف إيجابية وتنظيم العلاقات الاجتماعية.
رابعاً: التكامل إذ به يتم الاستقلال الاقتصادي وإعادة الهيبة للأمة.
ختاماً أقول إنَّ العلاج الاقتصادي مسألة مهارة في التطبيب يمتاز بالمرونة. فالاقتصادي الناجح كالطبيب الناجح له من صفات المبدع أكثر مما له من صفات الفقيه.
د. زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو
هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الفقر ظاهرة إنسانية متعددة الجوانب ، فليس الفقر نقصاً في الدخل فحسب أو حتى ندرة في فرص العمل ، ولكنه أيضاً تهميش لطبقة من المجتمع وحرمان للفقراء من المشاركة في صنع القرار وإبعادهم من الوصول للخدمات الاجتماعية.
إنَّ قضية الفقر في العالم تتشابك مع قضايا كثيرة معاصرة ، وكلها تتعلق بقضايا التنمية والأوضاع المختلفة كلها ، وخاصة قضايا الإصلاح الاقتصادي ، التي تؤدي إلى مزيد من الفقر للفقراء. لذا، فقضية الفقر تُعدُّ قضية محرجة ومؤسفة تنتشر وتتزايد في كثير من الدول في عالمنا اليوم وبطريقة مخيفة ومضطردة.
يقول د. محسن يوسف في كتاب (( الفقر والأزمة الاقتصادية)) : إنَّ قضية الفقر ومالها من تراكم اجتماعي وثقافي واقتصادي وحضاري لا يؤثر فقط عل الدول الفقيرة وشعوبها التي تعاني من مستويات مختلفة ومتباينة، ولكنها تؤثر وتنتشر في معظم دول العالم ، مما يؤثر على مستقبل الإنسانية.
إننا نعيش في عصر الفقر العالمي مع ظهور المجاعات ومع عودة الأوبئة الفتاكة وانهيار القطاعات الإنتاجية في البلدان النامية وضمور برامج الرعاية الصحية والاجتماعية فيها.
إنَّ الفقر أكثر من مجرد وضع اقتصادي. وبالرغم من قياس الفقر تقليدياً بمفهوم الدخل ، فإنَّ الأخطار الحقيقية للفقر تمتد لتشمل كافة مظاهر حياة الفرد مثل : المرض والأمية والجهل وفقدان السيطرة على الموارد الاقتصادية.
ولذا، يُعرِّف الاقتصاديون حد الفقر بحساب الدخل النقدي أوالعيني الذي يفي بمتطلبات الأسرة من الاحتياجات الرئيسية إما من الغذاء فقط أو الغذاء والملبس والمأوى.
وربما نجد الفقر مقترناً بإحباط لآمال أجيال بأسرها وبإحلال ثقافة الفقر. يقول د. إسماعيل سراج الدين في كتاب (( الفقر والأزمة الاقتصادية )) : إنَّ ثمة ارتباطاً وثيقاً بين قضايا الفقر والجوع والأمن الغذائي والبيئة والتنمية.
منذ فترة طويلة، كان النقاش يدور بين الخبراء المتخصصين حول ما إذا كان الفقر سبباً أو نتيجة للنمو السكاني ، وعلى الرغم من وجود علاقة قوية بين الفقر وسرعة تزايد معدلات النمو السكاني ، إلا أنَّ الدراسات لم تستطع تقديم دليل ، على أنَّ النمو السكاني هو سبب الفقر، وإنما أكدت على تعقد العلاقة بينهما.
إنَّ فقر الشعوب يتخذ أبعاداً متعددة منها البعد الاقتصادي وما يشتمل عليه من تدن في مستويات الدخل والإنتاج والاستثمار والادخار والبطالة وانخفاض الإنتاجية وأزمات الغذاء والطاقة ومشاكل السكن والإسكان.
كما ينطوي فقر الشعوب على بُعد اجتماعي يتمثل في هبوط مستويات الأخلاق وظهور الجرائم الاجتماعية المختلفة كالرشوة والمحسوبية والمخدرات واغتصاب الأموال والنساء والتواكل والسلبية والأمية.
يقول د. فيليب عطية في كتابه (( المشكلات الصحية في العالم الثالث )): إنّ أرقى البلدان المتقدمة لم تتخلص من تلك البؤر الصديدية المسمّاة ((بيئات الفقر)) حيث يتكدس السكان بصورة لا إنسانية ويفتقرون إلى احتياجاتهم الضرورية من الغذاء أو الملبس أو المسكن الصحي.
بعد هذا، إذن، ما المطلوب اليوم ؟!!
باختصار المطلوب:
أولاً: وضع المال في محله، بأن ينفق المال إنفاقاً مشروعاً ( الصدقة ، الزكاة ، التبرعات ، الهبات ، النفقات ).
ثانياً: التوازن الاقتصادي الذي يؤدي إلى التقارب بين أفراد الأمة ولا يبقى في المجتمع متخمون وفقراء.
ثالثاً: التكافل بأن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم، باتخاذ مواقف إيجابية وتنظيم العلاقات الاجتماعية.
رابعاً: التكامل إذ به يتم الاستقلال الاقتصادي وإعادة الهيبة للأمة.
ختاماً أقول إنَّ العلاج الاقتصادي مسألة مهارة في التطبيب يمتاز بالمرونة. فالاقتصادي الناجح كالطبيب الناجح له من صفات المبدع أكثر مما له من صفات الفقيه.
د. زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو
هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية