"القشة في البحر يحركها التيار، والغصن على الشجرة تحركه الرياح، والإنسان وحده هو الذي تحركه الإراده". تلك كلمات خالده لـ د.مصطفى محمود أحسن الله مثواه، فالإراده القوية هي إحدى لبنات الشخصية الناجحة التي تميز شخصًا عن شخصٍ آخر، والناجح يتجاوز بإرادته في تحقيق مآربه كل المحبطات والعراقيل مهما كانت بحكمة وتدبر، وتحويلها من محنة إلى منحة، ولهذا فنٌ وعلمٌ يصعب شرحه في هذا المقام يحتاج أن نفرد له مقالاً مستقلاً.
لا يخفى عليكم أن الله جعل الناس مسخّرين لبعضهم البعض، وجعلهم طبقات كلٌ لما سُخر له في تكاملٍ لتحقيق مصلحةٍ وهدفٍ واحدٍ، وهو عمارة الأرض، تصديقًا لقوله تعالى:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.ۖ ولعمارة الأرض نجاحات وشروط يجب أن تتوفر فيمن توكل إليه مهمات العمل والتنفيذ وخصوصًا من الفئات القادرة على العطاء. ولا شك أن أول عتبات ذلك هو أن يبدأ الشخص حياته أجيرًا لدى الآخرين لفترة ما إلى أن يكتسب المهارات اللازمة، ولكن لا تكن تلك محطته الأبدية، فالله حثنا على السعي في مناكب الأرض سائلين المعونة والدعم منه وحده.
ولاسيما حينما نعلم أن رجال الاعمال لم يحققوا انجازاتهم من فراغ، بل أنهم صعدوا سلم المجد من أوله وارتقوا رويدًا رويدًا، حتى تعلموا وجمعوا مايكفيهم من خبرات أعانتهم على تحقيق مآربهم. وأفضل الطرق وأقصرها هو مصاحبة الناجحين منهم حتى ولو كان تطوعًا لمعرفة اساليبهم والاستفادة من خبراتهم، فمن جاور السعيد سعد، هذه حقيقة ثابته لا يختلف عليها إثنان. فالمرؤ يتأثر بمن صاحب، فإن أحسن الاختيار استفاد.
وتصديقًا لذلك قال رسول الله ﷺ :{إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً}.*متفقٌ عَلَيهِ.
فصحبتك هي من تحدد هويتك ومصيرك، وتزكية نفسك من درنِ وشوائب الدنيا التي لم يسلم منها إنسٌ ولا جان، ينبغي أن تكون ضمن أولوياتك، نزولًا عند قوله جل في علاه :{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
فإن النفس هي من ترفع الإنسان أو تهوي به إن لم تُزكَ، وتزكيتها لا تتم إلّا بمزاولة قراءة القرآن والإنصات له. فإن لم تمتليء بكلام الله فحتمًا تمتلىء بوساوس الشيطان والأفكار السيئة المحبطة. فقد جاء في كتاب "خوارق الشعور واللاشعور" لـ د.علي الوردي، عن العقل الحاضر والعقل الباطن. فالعقل الحاضر هو ما يمتلكه الإنسان من محصلة معلومات وخبرات في عقله الواعي ليتفاعل مع من حوله لتأدية وظيفة ما، أما العقل الباطن فهو الصندوق الأسود الكامن لحياة الإنسان منذ ولادته، يحتوي على مخزون هائل من المعلومات والخبرات، قد تكون داعمة إذا عُرف كيف يتم التعامل معها، أو قد تكون بوصلة للفشل إذا تم الاستسلام لوساوسها.
فكم من شاب حاول أن يبدأ مشروعه، ولكنه ظل حبيس توجساته ومخاوفه من الفشل، فلم يتقدم شبرًا واحدًا، فقد قِيل في الأثر :{ ليست الخطورة على أن تخطو للأمام ولكن الخطورة على أن لا تخطو أبدًا}، وقد تقود أنت دراجة فيظهر أمامك حاجزٌ فتحدثك نفسك أنك ستصطدم به، فتستسلم، رغم أنك لو مِلت قليلًا يمنة أو يسرة لتخطيت هذا الحاجز بسهولة، ولكن أوهمتك نفسك أو كما يسميها د.علي الوردي "عقلك الباطني"، إذ يقول المولى عزوجل في ذلك :{إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}.
فاستسلام الشخص لتوجساته ومخاوفه هو الدافع لفشله، والاستخارة بالله هو الداعم والمحفز لتقدمه ونجاحه. فإن تردده هو بداية لفشل ذريع يجعله أداة تُستخدم ضمن خطط الآخرين، والإقدام دون توجسٍ هو مفتاح النجاح بعد الأخذ بالأسباب.
وأخيرًا وليس آخرًا أن الاستعانة بالكتمان في قضاء الحوائج والنية الحسنة واتخاذ مبدأ لا ضرر ولا ضرار، واحتساب كل عمل خالصًا لوجه الله هو من أساسيات النجاح. وأفضل الشراكات هي شراكة الله لمن أراد البركة، فيخصص جزءًا من دخله لفعل الخير وتقديم المعونة للمحتاجين. إنما الصدقات تزيد من الأموال ولا تنقصها أبدًا.
لا يخفى عليكم أن الله جعل الناس مسخّرين لبعضهم البعض، وجعلهم طبقات كلٌ لما سُخر له في تكاملٍ لتحقيق مصلحةٍ وهدفٍ واحدٍ، وهو عمارة الأرض، تصديقًا لقوله تعالى:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.ۖ ولعمارة الأرض نجاحات وشروط يجب أن تتوفر فيمن توكل إليه مهمات العمل والتنفيذ وخصوصًا من الفئات القادرة على العطاء. ولا شك أن أول عتبات ذلك هو أن يبدأ الشخص حياته أجيرًا لدى الآخرين لفترة ما إلى أن يكتسب المهارات اللازمة، ولكن لا تكن تلك محطته الأبدية، فالله حثنا على السعي في مناكب الأرض سائلين المعونة والدعم منه وحده.
ولاسيما حينما نعلم أن رجال الاعمال لم يحققوا انجازاتهم من فراغ، بل أنهم صعدوا سلم المجد من أوله وارتقوا رويدًا رويدًا، حتى تعلموا وجمعوا مايكفيهم من خبرات أعانتهم على تحقيق مآربهم. وأفضل الطرق وأقصرها هو مصاحبة الناجحين منهم حتى ولو كان تطوعًا لمعرفة اساليبهم والاستفادة من خبراتهم، فمن جاور السعيد سعد، هذه حقيقة ثابته لا يختلف عليها إثنان. فالمرؤ يتأثر بمن صاحب، فإن أحسن الاختيار استفاد.
وتصديقًا لذلك قال رسول الله ﷺ :{إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً}.*متفقٌ عَلَيهِ.
فصحبتك هي من تحدد هويتك ومصيرك، وتزكية نفسك من درنِ وشوائب الدنيا التي لم يسلم منها إنسٌ ولا جان، ينبغي أن تكون ضمن أولوياتك، نزولًا عند قوله جل في علاه :{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
فإن النفس هي من ترفع الإنسان أو تهوي به إن لم تُزكَ، وتزكيتها لا تتم إلّا بمزاولة قراءة القرآن والإنصات له. فإن لم تمتليء بكلام الله فحتمًا تمتلىء بوساوس الشيطان والأفكار السيئة المحبطة. فقد جاء في كتاب "خوارق الشعور واللاشعور" لـ د.علي الوردي، عن العقل الحاضر والعقل الباطن. فالعقل الحاضر هو ما يمتلكه الإنسان من محصلة معلومات وخبرات في عقله الواعي ليتفاعل مع من حوله لتأدية وظيفة ما، أما العقل الباطن فهو الصندوق الأسود الكامن لحياة الإنسان منذ ولادته، يحتوي على مخزون هائل من المعلومات والخبرات، قد تكون داعمة إذا عُرف كيف يتم التعامل معها، أو قد تكون بوصلة للفشل إذا تم الاستسلام لوساوسها.
فكم من شاب حاول أن يبدأ مشروعه، ولكنه ظل حبيس توجساته ومخاوفه من الفشل، فلم يتقدم شبرًا واحدًا، فقد قِيل في الأثر :{ ليست الخطورة على أن تخطو للأمام ولكن الخطورة على أن لا تخطو أبدًا}، وقد تقود أنت دراجة فيظهر أمامك حاجزٌ فتحدثك نفسك أنك ستصطدم به، فتستسلم، رغم أنك لو مِلت قليلًا يمنة أو يسرة لتخطيت هذا الحاجز بسهولة، ولكن أوهمتك نفسك أو كما يسميها د.علي الوردي "عقلك الباطني"، إذ يقول المولى عزوجل في ذلك :{إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}.
فاستسلام الشخص لتوجساته ومخاوفه هو الدافع لفشله، والاستخارة بالله هو الداعم والمحفز لتقدمه ونجاحه. فإن تردده هو بداية لفشل ذريع يجعله أداة تُستخدم ضمن خطط الآخرين، والإقدام دون توجسٍ هو مفتاح النجاح بعد الأخذ بالأسباب.
وأخيرًا وليس آخرًا أن الاستعانة بالكتمان في قضاء الحوائج والنية الحسنة واتخاذ مبدأ لا ضرر ولا ضرار، واحتساب كل عمل خالصًا لوجه الله هو من أساسيات النجاح. وأفضل الشراكات هي شراكة الله لمن أراد البركة، فيخصص جزءًا من دخله لفعل الخير وتقديم المعونة للمحتاجين. إنما الصدقات تزيد من الأموال ولا تنقصها أبدًا.