كلنا قرأنا سورة البقرة ومررنا بقوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة67 :71].
فما قصة البقرة وماهي الدروس التربوية والعبر المستفادة منها؟
بدايةً كان في بني اسرائيل رجلٌ صالح وكبير في السن وله ولد ولايملك من المال سوى بقرة وذات يوم دعا هذا الرجل ربه فقال ( اللهم إني استودعتك اياها لابني حتى يكبر) وكان ولده صبياً صالحاً وباراً جداً .. توفي الاب وبقي اليتيم يرعى هذه البقرة ..
وكان في بني اسرائيل رجلاً ثرياً جداً وله ابنه وحيده .. فطمع ابن أخيه بماله فاأراد الزواج من ابنته لكنه رفض تزويجها له فاشتد غيضه وأقسم أن يقتله ويأخذ ماله وينكح ابنته ويأكل من ديته .. ونفذ ماقاله واستفرد ذات ليلة بعمه فقتله ثم بدأ يطالب بديته مالاً واختصموا إلى نبي الله موسى عليه السلام يريدون معرفة القاتل الحقيقي فقال لهم ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ويقصدون أننا جئناك بأمر القتيل وانت تقول هذا فرد عليهم ( قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) اي اعوذ بالله أن اقول غير ماأوحى الله لي به وهذا جواب ماسألتموني عنه..
وبدل أن ينفذوا ماأمرهم الله به بدأو يكثرون السؤال والجدال في صفاتها حتى ضيقوا على أنفسهم ولم يجدوا ماتنطبق عليه الصفات التي ذكرها الله بقوله ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ) فبعد أن كانت بقرة فقط صارت بقرة بشروط معينة ونادرة لم يجدوها الا عند ذلك اليتيم صاحب البقرة .. فطلبوها منه فاأبى وبدأو يعرضون عليه المقابل حتى اعطوه بوزنها ذهباً عشر مرات !! فباعها إياهم وذبحوها ثم أخذوا جزءاً من بين كتفيها وضربوا بها القتيل فعادت روحه وسأله موسى عليه السلام من قتلك فأشار الى ابن اخيه وقال قتلني ابن اخي ثم عاد ميتاً كما كان .
الدروس المستفادة ..
١- بر الوالدين أجره عظيم عند الله وجزاء الوالدين يتلقاه الانسان بالدنيا قبل الآخره فهنيئاً لمن أدرك والديه ورزقه الله برهما وطاعتهما والدليل ذلك الولد اليتيم لانه باراً بأبيه وكان فقيراً لايملك الا بقرة فجزاءه أن أخذ عشر أضعاف وزنها ذهباً فأغناه الله ..
٢- كثرة الجدال في الأمر والإكثار من السؤال كمن يتعمقون في البحث عن فتاوى امور كثيرة سكت عنها الشرع تيسيراً وتخفيفاً على العباد لأن الله يعلم أن هناك اموراً لن نحتملها ..
قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو على حق) والمراء هو الجدال
والمقصد لاتكثر من مجادلة الناس حتى وإن كنت محقاً فقد تدخل في جدالك مع أحمق وسفيه فيغلبك بحمقه ولايفرق الناس بينكما وقد تجادل فصيح اللسان فيغلبك وقد تجادل وضيعاً فيحط من قدرك ..
البعض حين يفتح باب الحوار تجده وكأنه في حرب لابد أن يكسبها ويكون له السبق في ختم النقاش وأن رأيه حكيماً صائباً .. لأنه يظن أن صمته وانسحابه ضعف وهزيمة .. بالعكس بعض الخسارات هي أعظم ربح .. وبعض المكاسب خسارة .. لذلك حين يتحول أي نقاش أمامك الى حرب اثبات ذات اصمت وانسحب فصمتك هيبة وسيجنبك مشاكل كثيرة فزلات اللسان أدهى من زلات الأقدام والمرء يؤخذ بلسانه فقد يقول كلمة في لحظة غضب تكلفه عمراً ليثبت للناس أنه لم يقصدها ..
فما قصة البقرة وماهي الدروس التربوية والعبر المستفادة منها؟
بدايةً كان في بني اسرائيل رجلٌ صالح وكبير في السن وله ولد ولايملك من المال سوى بقرة وذات يوم دعا هذا الرجل ربه فقال ( اللهم إني استودعتك اياها لابني حتى يكبر) وكان ولده صبياً صالحاً وباراً جداً .. توفي الاب وبقي اليتيم يرعى هذه البقرة ..
وكان في بني اسرائيل رجلاً ثرياً جداً وله ابنه وحيده .. فطمع ابن أخيه بماله فاأراد الزواج من ابنته لكنه رفض تزويجها له فاشتد غيضه وأقسم أن يقتله ويأخذ ماله وينكح ابنته ويأكل من ديته .. ونفذ ماقاله واستفرد ذات ليلة بعمه فقتله ثم بدأ يطالب بديته مالاً واختصموا إلى نبي الله موسى عليه السلام يريدون معرفة القاتل الحقيقي فقال لهم ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ويقصدون أننا جئناك بأمر القتيل وانت تقول هذا فرد عليهم ( قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) اي اعوذ بالله أن اقول غير ماأوحى الله لي به وهذا جواب ماسألتموني عنه..
وبدل أن ينفذوا ماأمرهم الله به بدأو يكثرون السؤال والجدال في صفاتها حتى ضيقوا على أنفسهم ولم يجدوا ماتنطبق عليه الصفات التي ذكرها الله بقوله ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ) فبعد أن كانت بقرة فقط صارت بقرة بشروط معينة ونادرة لم يجدوها الا عند ذلك اليتيم صاحب البقرة .. فطلبوها منه فاأبى وبدأو يعرضون عليه المقابل حتى اعطوه بوزنها ذهباً عشر مرات !! فباعها إياهم وذبحوها ثم أخذوا جزءاً من بين كتفيها وضربوا بها القتيل فعادت روحه وسأله موسى عليه السلام من قتلك فأشار الى ابن اخيه وقال قتلني ابن اخي ثم عاد ميتاً كما كان .
الدروس المستفادة ..
١- بر الوالدين أجره عظيم عند الله وجزاء الوالدين يتلقاه الانسان بالدنيا قبل الآخره فهنيئاً لمن أدرك والديه ورزقه الله برهما وطاعتهما والدليل ذلك الولد اليتيم لانه باراً بأبيه وكان فقيراً لايملك الا بقرة فجزاءه أن أخذ عشر أضعاف وزنها ذهباً فأغناه الله ..
٢- كثرة الجدال في الأمر والإكثار من السؤال كمن يتعمقون في البحث عن فتاوى امور كثيرة سكت عنها الشرع تيسيراً وتخفيفاً على العباد لأن الله يعلم أن هناك اموراً لن نحتملها ..
قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو على حق) والمراء هو الجدال
والمقصد لاتكثر من مجادلة الناس حتى وإن كنت محقاً فقد تدخل في جدالك مع أحمق وسفيه فيغلبك بحمقه ولايفرق الناس بينكما وقد تجادل فصيح اللسان فيغلبك وقد تجادل وضيعاً فيحط من قدرك ..
البعض حين يفتح باب الحوار تجده وكأنه في حرب لابد أن يكسبها ويكون له السبق في ختم النقاش وأن رأيه حكيماً صائباً .. لأنه يظن أن صمته وانسحابه ضعف وهزيمة .. بالعكس بعض الخسارات هي أعظم ربح .. وبعض المكاسب خسارة .. لذلك حين يتحول أي نقاش أمامك الى حرب اثبات ذات اصمت وانسحب فصمتك هيبة وسيجنبك مشاكل كثيرة فزلات اللسان أدهى من زلات الأقدام والمرء يؤخذ بلسانه فقد يقول كلمة في لحظة غضب تكلفه عمراً ليثبت للناس أنه لم يقصدها ..