السنن الكونية هي أرادة الله وحكمته في الآفاق لاتجري في الأرض عبثاً وإنما تتبع هذه النواميس نظاماً حاكماً منها آيات تمر علينا بحسبان كالشمس والقمر يجريان ويحدث أن يخرجا عن مسارهما لسويعات لتُرسَل رسائل من السماء ، يقول الأنسان حينها أين المفر .
قد كنا حديثي عهد بكسوف مع مطر ، تأرجحت المشاعر فيه بين خوف من كسوف أو اللعب تحت المطر ، { مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ } شوارع امتلئت بلهجة الغائبين ليأتي موكباً يحجب محفلاً، وتبدو الشمس من خلال الغيم خوداً في النقاب وفي يديها زند القادح الواري ، طأطأت الرؤوس ألا تسقط أشعة الشمس في أفق العين .
رضبت السماء وزمجر الرعد ، و نُشِجْت المزاريب بماء قد انهمر ، تُقرع الطبول هيا للخروج ،،،وعاد المطر وكأنه جاء من سفر ، رفعتُ كفي بدمعٍ سائح هطل و طرفي خاشع خجل ، تربت على كتفي قطرات المطر ، أمسح دمعي بابتسامة اهلًا يامطر هات أصبعك لنبرم العهد، لتخبرني بالحقيقة التي اخفاها البشر فقد كسفت أن أسأل الشمس وهي مع أسمائنا مؤنثه، نحن يامطر حلقنا في سماء العلم دون خوف وريبة،ونساء سابقت الرجال على أعلى الرتب في الصحة والسياسة وفي مجال الاقلام وكتابة الكتب، ولكن بعضهن سقطنا في غيابت الجب قد تلتقطها بعض السيارةِ في بعض الدول وتباع بثمن بخس ولكن ليس كل النهايات يوسفيةٍ
آه يامطر ..الشؤم قد أوهمن أنهن أكثر الناس حطب
تخمرت في أذهانهن وزرعت في دمائهن أن بينهن وبين الله حجب
يحصون تاريخ النساء السيء وصحائفهم ملئت بالخزي والعطب
أيا مطر … لوكانوا في جند طالوت لما طالبوا السكينة وسط تابوت من خشب
تلجلجت قلوبهم قبل السنتهم بالقوامة ، ألا يعلمون أن القوامة ذكرت في سورة النساء لرحمة وأحتواء النساء .. ولكن هيهات هيهات ضمائرهم مزحومة بين ازدراء وعتب
قد أسماهن الرسول بالقوارير ….. أوليت الرؤوس تسلم من الضرب بالقوارير
يرعدون ولايمطرون وسحائب رحمة الله تسعة وتسعون وواحدة وزعت بين السماء والأرض والبشر
كلا ورب المطر لم يستطع أي شيخ أو كاتب أن يمحو ماسطر في الصغر .
حتى حدث المشهد السرياني لعمتي في رمضان الماضي ، صوت لم يستخدم الكلمات ولم يوزع الكتيبات عن عذاب القبر والشبهات ، تفاصيل حياتها تشع حباً ، في نهار رمضان تطبخ مع أبنتها أطيب الطعام لأفطارجماعي ، تقول أبنتها قبل صلاة التراويح أردت أن أضع العود على معصمها فقالت بعد أن أعود من المسجد . تقول فتبركت يدي بوضعه قبل أن تُكفن ،
موعد مهم في بيت الله مع ملك الموت ليقبض روحها وقبل سويعات تطبخ وتضحك فكيف لم تتوتر، ، ألا يقولون أن ذلك اللقاء يثير القلق ، لاوالله بل وجه عمتي كان مثل البدر ، مادلهم على موتها إلا عند سقوطها من الكرسي في صلاة العشاء
والحديث ذو شجون تقول أبنة عمتي بعد أن أنقضت أيام العزاء . إذ بالباب يطرق بشدة في منتصف الليل ، فزع أبني ليفتح الباب ليجد كلب يقرع برأسه ومعه مجموعة كلاب بعيدة عنه تنتظر موعد العشاء الأخير مع عمتي.
كل نفسٍ ذائقة الموت ولكن ليس كل نفسٍ ذائقة حلو الحياة ، كانت عمتي تحب الحياة والسفر وخبيئة مع الله تسر ، ورقة بانت في الطبع . أوضحت لنا خارطة نسير عليها لنرى وجه آخرى للموت وأقامت جدار الأمل أراد أن ينقض ولم تأخذ عليه أجرا. ولماذا العجب !! السر في القران ذُكر ،وسر القران يكمن في الفاتحة وسر الفاتحة يكمن في الرحمن الرحيم.
وما أقول إلا كما قال ابن حمديس الصقلي في رثاء عمته
كَرِيَمةُ تَقْوى في صَلاةِ تقيمُها
وَصَوْمٍ يَحُطّ الجسْمُ ومُنهُ على الَجدْبِ
زَكَتْ فِي فُروِع المْكرُماَتِ فرْوعُها
وَأَنْجَبَت الدُنيا بِآبائِها النُّجْبِ