×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
وليد جان

السؤال المستمر؛ لماذا تفشل ٩٠% من الشركات الناشئة حول العالم
وليد جان

للشركات الناشئة شكل سائد لمجموعة من الأشخاص الملهمين و المبدعين ورواد الأعمال حيث تم دخول الكثير من الأشخاص ورؤوس الأموال إلى عالم ريادة الأعمال وذلك بسبب الشكل العام للشركات الناشئة وحرية المهنية، ولكن هناك الكثير من الشركات حول العالم تغادر الأسواق بعد فترة وجيزة من تأسيسها، لذلك سوف نعرض مجموعة من الأخطاء الشائعة التي قد تحدث أو تمارس من اصحاب الشركات الناشئة قبل التأسيس وأثناء العمل على أرض الواقع.
اولا: لابد من دراسة الأسواق بطريقة تفصيلية وحقيقية وواقعية واستخدام نظم معلوماتية صحيحة والبعد عن الانظمة العشوائية في الدراسات المقدمة وهنا اود التنويه ان هناك الكثير من شركات الدراسات والتحليل الغير متخصصة تقوم بتقديم دراسة للأسواق أو دراسة جدوى وهي لا تمتلك الخبرة الكافية والمعرفة القوية بالأسواق وهذه بحد ذاتها اول اشكالية تقع بها الشركات الناشئة، لذلك لابد اولا من التركيز جيدا في المؤسسات والشركات والأشخاص التي تقدم الدراسات والبيانات لأنها تعتبر اللبنة الاولى للعمل.
ثانيا: اختيار فريق العمل وهذا يجب أن يكون على أسس قوية حيث الاختيار يجب أن يكون مبنيا على فريق عمل مبدع لدييه الفكرة والقدرة على التنفيذ وقادر على التفاعل والتناغم في سياقات العمل والاختصاصات، كما يجب أن يكون الاختيار على قدر الكفاءة وليس من الضروري اختيار مجموعة من الاصدقاء او افراد العائلة حيث الاختلاف بالتخصصات واللغات والجنسيات والتعدد بالأفكار والبيئات يولد أفكار جديدة قد تفيد العمل وتكتمل جميع النواحي والأفكار والتخصصات فيتشكل فريق متكامل لديه الاستطاعة على العمل بشكل احترافي ومتفهم قادر على مواجهة كافة التحديات والعقبات .
ثالثا: وهي الاهم في هذا المقال، أن يكون لدى الشركة خطة استراتيجية كاملة وخطة عمل واضحة وتوزيع المهام بين فريق العمل على حسب التخصص ويكون لديهم القدرة على التخطيط الجيد لكافة الأحداث الحالية والمستقبلية وتأسيس قسم في الشركة الناشئة لإدارة الأزمات لأن نمو الشركات الناشئة سريع جدا وايضا التغيرات حول العالم سريعة وغريبة في بعض الأحيان أول من يتأثر بهذه التغيرات هي الشركات الناشئة بسبب ضعف الإمكانيات المادية والعالمية وقدرتها على التحمل الكبير للأزمات مثل الشركات الكبرى التي تستند على رأس مال قوي يدعمها في حال أزمتها.
وايضا سأعرض عليكم مجموعة من النقاط الاساسية التي لابد من التفكير بها قبل تقديم خدمتك او منتجك والتركيز عليها من أجل نجاح عملك بصورة احترافية وعملية؛
- احتياج السوق: من احد اساسيات النجاح هو نجاح الفكرة أو المشروع أو الشركة أو المنتج، أن يكون سوق العمل بحاجة لهذه الخدمة وأن تكون مساحة الاحتياج طويلة الامد وان كنت ستقضي وقتك في التأكد أن الخدمة مناسبة للسوق وعمل دراسات دقيقة للشركة تحدد الهدف الاستراتيجي، أفعل ذلك قبل البدء بالعمل أو إطلاق مشروعك.
- الوظائف: من أحد أسس العمل في الشركات الناشئة المرونة في الوظائف والمهام، ولكن هناك من يقع في الاستخدام الخاطئ لمرونة المهام وإعطاء مهام أكثر للموظفين حيث يعمل على تشتيت وضغط كبير على الموظف في إنجاز المهام وزيادة نسبة الأخطاء في العمل، كما أن هناك وظائف أساسية يجب تواجدها في كل شركة مثل المدير التنفيذي ومدير التسويق ومدير اتصال والمحاسب وايضا تخصصات أخرى حسب نوع الشركة لكن الإفراط الزائد في إعطاء المهام للموظف بعيدا عن الاختصاص يصبح جزء كبير من نهاية الشركة في السوق.
- النمو داخل السوق: من أحد أهم أسباب فشل الشركات عدم النمو السريع في السوق وهذه علامة خطيرة على عدم نجاح الشركة وهذا يعمل على فقدان المصداقية وعدم قدرة الشركة على جلب المستثمرين والعملاء وزيادة النفقات واحباط كبير لفريق العمل، هناك دائما مفهوم خاطئ عن النمو انه مخيف والخوف من التوسع يسبب عدم القدرة على التعامل ولكن عملية النمو عملية شاملة بكافة الإدارات وايضاً النمو في شكل وطريقة تقديم الخدمة داخل السوق.
واخيرا اريد التنويه أن رواد الأعمال في المنطقة العربية يعانون من عقلية العمل التقليدى والروتين، ويكون هناك صعوبة في التخطيط الذي لا يتماشى مع التطور السريع الحاصل على مستوى العالم، وهنا نجد صعوبة في إدارة شركة ريادية وهذا ايضا جزء من فشل الشركات الريادية وهنا لابد من السؤال كم فكرة لم تطبق بطريقة سليمة؟ وكم من شركة لم تنجح بطريقة سلسة وسريعة؟ وكم من فكرة بقيت محجوزة داخل مخازن الأفكار؟
وهذا يأتي في فكرة المخاطرة بالعمل واتخاذ القرار السريع لذا عند التفكير في تأسيس شركة ريادية ومتفاعلة وتحاول تقديم فكرة وخدمة مميزة عليك التفكير بطريقة لطرحها بشكل صحيح وعلمي ودراسة كافة التفاصيل لدخول السوق.

بقلم| وليد جان

خبير ومستشار في تطوير الأعمال ومؤسس مكتب الرأي الأمثل للإستشارات وعضو هيئة المسوقين البريطانية وجمعية الإستشارات التسويقية.
بواسطة : وليد جان
 0  0