×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نواف شليويح العنزي

فلسفة الترحال في زمن الوباء
نواف شليويح العنزي

احتفظ الترحال بفلسفاته المتعددة لكل من شعوب الأرض ، وتشابهت في أحوال كثيرة منها واستمرت لمدد زمنية طويلة بدون تغيرات جذرية للشعوب الهاوية ، والمحترفة للترحال البحري أو البري أو الجوي ، أو بهم جميعا في دول وقارات متباعدة عن موطن الإنسان بهويته الموحدة التي فرضها وأوجدها خالقه ونوع أعراقه ، وألسنه وحتى مكوناته الفكرية و عقائده، وكل ناشد للترحال يرنو لتحطيم القيود اليومية والخروج من أعمال عقارب ساعته اليومية التي تلف معصمه ، والتي يسميها و بمزاج متعكر الروتين المفروض عليه ، وعلى غيره بطبيعة المنظمات لتحقيق إنتاج متنوع ، ونجاح مجتمعي لمكونات أي مجتمع ، وعندما يحين الوقت المناسب للخروج من الروتين القاتل للهمة يسارع الحريصون على تجديد طبيعة حياتهم على الحصول على تذاكر الناقل الجوي أو من يعبر المياه الدولية أو من يقطع الأميال الشاسعة على الأراضي الدولية ليصل لوجهته التي خطط لها مسبقا ، و بفلسفته التي آمن بها وخصص لها جزء من دخله المالي ، ودون أن يكون ذلك على حساب المتطلبات الأساسية له ولأسرته ؛ و التي حرص على اصطحابها معه لتشاركه المتعة والاطلاع على بلاد وثقافات مغمورة حجبت عنه لبعد المسافات ، أو لأسباب مجتمعية تمتنع المجتمعات عن إظهارها إلا لمن يطأ أراضيهم ويعيش بينهم ، ويصحبهم ويحادثهم في التنقلات والأماكن العامة من أسواق ومقاه ومطاعم ، و عندما حل الوباء وتوطن لبلاد وأقطار كثيرة وانتشر منها وإليها ، تغيرت عادات مجتمعية كثيرة من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع ، و أصبح الترحال مقيد بشروط وبتكاليف إضافية ، وبالمقابل النقيض انخفضت الأعداد البشرية المحترفة له ، وفضلوا البقاء لحين زوال ماحل من وباء ، وأصبحت فلسفات السفر لا تجدي أصحابها ، وخارج العمل بها وفُرِض عليها الجمود المؤقت و التغيير والخروج بالجديد من أجل معاصرة أثر الوباء والخلاص منه ومن أخطاره القائمة ، بل و أشرق الكثير منها والذي يدفع للترحال وفق أنماط جديدة ، أو الاكتفاء بالتنقلات المحدودة مكانيا وزمنيا ، فكل ما حدث قناعات فكرية راسخة عن فلسفة الترحال في زمن الوباء .
بواسطة : نواف شليويح العنزي
 0  0