ثمة رجال يصعب على المرء الكتابة ، ويعجز عن ان يعدد مآثرهم ومواقفهم ، وهم اولئك الرجال الذين يصنعون التاريخ ، ويجعلون من المواقف نبراساً يُحتذى واعمالا تُقتدى ، وان من نعم الله على بلادنا ان رزقنا بولاة امر رحماء مخلصين لايفصل بينهم وبين شعبهم اي فاصل وهم لانراهم في اي موقف الا ونجدهم كالاب لابنائه و كالاخ الاكبر لاخوته ، ولست حقيقة في موقف من يعدد تلك المآثر او حتى يستطيع ان يلقى شيئا من القبس حولها ، ولكن رأيت من واجبي ان أتحدث ولو بنزر يسير وكلمات موجزة عن مواقف مشهودة واعمالاً معدودة وايادٍ هي دائما الى الخير معطاءةٍ و ممدودة . وليس ثمة شك في ان من يعرف او يسمع مآثر سمو الامير فهد بن سلطان سيراني اقول حديثاً هو يعرف اكثر منه بل لعله يردد ذلك المثل المشهور ( كجالب التمر الى هجر ) ولكن ماذا عساني ان اقول لنفس تنازعني وافكار تلاحقني وكلمات تتراقص امامي تحفزني ، تدعوني ان أدونها عن هذه الشخصية العظيمة التي قلّما يشهد الزمان لها مثيلاً او تنصف الافواه لها مقيلا ولعل ابناء منطقة تبوك يتلذذون وهم يتبارون في الاستئناس في ذكر خواطرهم المزهوة حولها ، ذلك الانسان الذي زرع له في قلوب ابناء المنطقة جنانا تتباهى بجميل المواقف وسموها ، وعبق الذكريات و حنوها ، نعم هنا لن اذكر مواقف شهدتها ولا اخبار سمعتها لانني على يقين من ان الكتابة عنها قد يفقدها حساسيتها ، وذكرها قد ينقص من بريقها ، ولكني لن انسى يده الحانية وهي تمتد لتمسح دمعة مسن ، وهي من الصور التي احتفظ بها ، التي لا اكاد اراها الا و أجدني في حالة من الزهو بحكامنا مباهياً باعمالهم السامقة ومواقفهم العظيمة الشامخةً ، ان الحديث عن هذا الرجل و مع انه يحلق بنا الى عالم من الخيال في العطاء والكرم والانسانية ، الا اننا لاننسى ادارته الواعيه وسعيه المستمر للنهوض بالمنطقة وتلمس احتياجاتها وتلبية تطلعات ابنائها ، كم تمنيت لو انني استطيع التأليف عن مآثر سموه في محافظة تيماء ،ولكني اشعر بالارتياح عندما الّفت كتابا عن مبادرة سموه تجاه بئر هداج شيخ الجوية الذي كان في طريقة الى يشيخ ويفنى ، لكن نظرة سموه الثاقبة ووطنيته الخالصة واستشعاره لمستقبل هذه المدينة سياحياً جعلته وبكل اصرار يعمل على ترميمه ليوقف تهاوي جدرانه واعادة مرافقه لنجده في افضل جمال تصويرا واقوى حال تعبيرا ، ليحفظ لنا هذا المعلم الوطني التاريخي ، هذا عن البئر اما عن الاعمال الخيرة الكثيرة فلعلي اجد نفسي قاصراً عن الحديث فهي تتعدى القدرات ، لكني لن اغفل عن موقف جعل الأعين تطوف حول موقف سموه وهي للدموع ذارفة ، والسنة تتعالى وبالأدعية لاهجة لسموه على الموقف الذي لايزال من حضره يباهي وبكل شموخ ضاربا به المثل بمواقف ولاة امرنا .
نعم هو الامير فهد بن سلطان الذي دوما يضرب اروع الامثلة وازكاها، نسال الله سبحانه وتعالى بان يمده بعمره ،وان يحفظه دائما وابدا ، وان يبقى قادة هذه البلاد ،و يكلأهم دائما بعنايته ويحفظهم ويوفقهم الى مافيه خير البلاد والعباد ، وان يحفظ بلادنا وشعبها الوفي .