افغانستان مقبرة الأوهام العسكرية!
إن التحليلات الامريكية حول أزمات العالم الثالث تقوم في غالب الأوقات بالخلط بين مجموعة متغايرة من المعطيات وبين الأزمات واسبابها، حيث أن التحولات الاستراتيجية التي تطرأ على أي منطقة من مناطق العالم الثالث توثر مباشرة أو مداورة على موازين الأمن في مناطق آخرى ، ومعظم أزمات العالم الثالث تعود في الأساس إلى منبع واحد قائم بين الشرق والغرب، ومقومات أي أمة تبنى على عقائد ومباديء، فإذا كانت هذه العقائد والمباديء نبيلة ،فإن الأمة تستمر ضمن دوافع تخلق القوة الذاتية ،والفخر والتضحيات ، وكثيرا من الأنظمة الاستعمارية تعتمد على غطرسة القوة ،والاكراه ولذلك تكون نهايتها السقوط في هاوية الخزي والعار والفشل ، والتاريخ مليء بالأمثلة على ذلك.
فقد تعرضت افغانستان لحملة عسكرية بريطانية عام (١٨٣٨) ونصبت ( شاه شوجاه ) ملكا على البلاد وفي عام (١٨٤٢) تم اغتيال الملك وتعرضت القوات البريطانية والهندية العاملة تحت قيادتها لمذبحة مريعة أثناء الانسحاب من كابل، وفي عام (١٩٧٩) قام الاتحاد السوفيتي بغزو افغانستان ولكن المقاومة الأفغانية وبدعم من الشعب أجبرت الغزاه على الانسحاب المخزي عام (١٩٨٩) ، وعادت حركة طالبان إلى كابل ، وفي عام (٢٠٠١) حشد الأمريكان وحلفائهم أعظم قوة عرفها العالم وتم غزو افغانستان والإطاحة بنظام طالبان إلا أنهم لم يستطيعوا القضاء على الحركة رغم بقائهم (٢٠) عاما يمارسون الإكراه بغطرسة وغرور، لأن حركة طالبان حركة تحرر وطنية ظهرت وترعرعت أمام أعين الأفغان ومن نسيجهم واعتمدت المواجهة وابتعدت عن المراوغة والمداهنة فكسبت ثقة الشعب وصوبت بنادقها تجاه المحتل ورجالاته وكسبت الرهان واجبرت أمريكا على الانسحاب دون أن تحقق أهدافها بعد خوض أطول حرب في تاريخها ، وقد أفرزت معارك طالبان مع الأمريكان خلال (٢٠) سنة كوادر قادرة على خوض المعارك الدبلوماسية بنفس الخبرة في المعارك الميدانية مما أجبر الأمريكان على قبول التفاوض كشأن مفضل رغم أن العبر التي استخلصتها واشنطن من هذه الحرب دفعت بها إلى اختيار عقاقير أشد خطرا من المرض نفسه وتجرعت مرارة الهزيمة التي سبق وأن تجرعها الغزاة ( بريطانيا-روسيا).
وتخلت عن لحكومة الافغانية التي صنعتها وانفقت في سبيل ذلك (٢)ترليون دولار مصدرة بذلك شهادة وفاة لحقبة تاريخية مدتها (٢٠) عاما، وتاركتاًعملائها الذين باعوا ضمائرهم لمساندتها ضد شعبهم لمصيرهم المحتوم، وهاهي حركة طالبان تعود اليوم بقوة أكبر ونضج سياسي نقلها من الخنادق والكهوف إلى سدة الحكم بعد أن ألحقت بأمريكا أكبر هزيمة محرجة في تاريخها ، وتقدم للعالم أجمع براهين على أنه لايحترم إلا القوي،وأن الحق بحاجة إلى كتاب يهدي وبندقية تحمي.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية
إن التحليلات الامريكية حول أزمات العالم الثالث تقوم في غالب الأوقات بالخلط بين مجموعة متغايرة من المعطيات وبين الأزمات واسبابها، حيث أن التحولات الاستراتيجية التي تطرأ على أي منطقة من مناطق العالم الثالث توثر مباشرة أو مداورة على موازين الأمن في مناطق آخرى ، ومعظم أزمات العالم الثالث تعود في الأساس إلى منبع واحد قائم بين الشرق والغرب، ومقومات أي أمة تبنى على عقائد ومباديء، فإذا كانت هذه العقائد والمباديء نبيلة ،فإن الأمة تستمر ضمن دوافع تخلق القوة الذاتية ،والفخر والتضحيات ، وكثيرا من الأنظمة الاستعمارية تعتمد على غطرسة القوة ،والاكراه ولذلك تكون نهايتها السقوط في هاوية الخزي والعار والفشل ، والتاريخ مليء بالأمثلة على ذلك.
فقد تعرضت افغانستان لحملة عسكرية بريطانية عام (١٨٣٨) ونصبت ( شاه شوجاه ) ملكا على البلاد وفي عام (١٨٤٢) تم اغتيال الملك وتعرضت القوات البريطانية والهندية العاملة تحت قيادتها لمذبحة مريعة أثناء الانسحاب من كابل، وفي عام (١٩٧٩) قام الاتحاد السوفيتي بغزو افغانستان ولكن المقاومة الأفغانية وبدعم من الشعب أجبرت الغزاه على الانسحاب المخزي عام (١٩٨٩) ، وعادت حركة طالبان إلى كابل ، وفي عام (٢٠٠١) حشد الأمريكان وحلفائهم أعظم قوة عرفها العالم وتم غزو افغانستان والإطاحة بنظام طالبان إلا أنهم لم يستطيعوا القضاء على الحركة رغم بقائهم (٢٠) عاما يمارسون الإكراه بغطرسة وغرور، لأن حركة طالبان حركة تحرر وطنية ظهرت وترعرعت أمام أعين الأفغان ومن نسيجهم واعتمدت المواجهة وابتعدت عن المراوغة والمداهنة فكسبت ثقة الشعب وصوبت بنادقها تجاه المحتل ورجالاته وكسبت الرهان واجبرت أمريكا على الانسحاب دون أن تحقق أهدافها بعد خوض أطول حرب في تاريخها ، وقد أفرزت معارك طالبان مع الأمريكان خلال (٢٠) سنة كوادر قادرة على خوض المعارك الدبلوماسية بنفس الخبرة في المعارك الميدانية مما أجبر الأمريكان على قبول التفاوض كشأن مفضل رغم أن العبر التي استخلصتها واشنطن من هذه الحرب دفعت بها إلى اختيار عقاقير أشد خطرا من المرض نفسه وتجرعت مرارة الهزيمة التي سبق وأن تجرعها الغزاة ( بريطانيا-روسيا).
وتخلت عن لحكومة الافغانية التي صنعتها وانفقت في سبيل ذلك (٢)ترليون دولار مصدرة بذلك شهادة وفاة لحقبة تاريخية مدتها (٢٠) عاما، وتاركتاًعملائها الذين باعوا ضمائرهم لمساندتها ضد شعبهم لمصيرهم المحتوم، وهاهي حركة طالبان تعود اليوم بقوة أكبر ونضج سياسي نقلها من الخنادق والكهوف إلى سدة الحكم بعد أن ألحقت بأمريكا أكبر هزيمة محرجة في تاريخها ، وتقدم للعالم أجمع براهين على أنه لايحترم إلا القوي،وأن الحق بحاجة إلى كتاب يهدي وبندقية تحمي.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية