"أمريكا" و "الصين".. إلى أين؟!
لقد كان انهيار الاتحاد السوفيتي وأنتهاء الحرب الباردة أهم تغير جذري طرأ على البيئة الدولية، ونشأت بيئة جديدة للسلام العالمي خلال أكثر من أربعة عقود مضت على النصر الامريكي الذي قادته في الحرب الباردة وأصبحت القوة العظمى الوحيدة المتبقية، وهذا جعل منها الدركي الذي يحاول خنق اصوات الإحتجاج التي تصدر حتى من الحلفاء، وهي سياسة ضالة أدت إلى صحوة الحلفاء والأصدقاء ثم نقمتهم واعتراضهم وهكذا تبدوا القوة سبب للدمار ، وقد أثبتت الجائحة أن الثوابت قد ولت وأنها بمثابة القشة التي قصمت ظهر العولمة، وستواجه صانعي القرار الامريكي تحديات معقدة وصعبة خلال العقد القادم، حيث أن النظام العالمي وتوازن القوى سيتغيران بشكل كبير، فالصين أصبحت قوة لا يستهان بها وهي ذات قدرات متزايدة للتأثير في قواعد اللعبة الدولية، وسيكون مواجهة دور بكين الصاعد هو التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية للرئيس الامريكي المقبل، وستعيد الجائحة تشكيل هيكل القوى العالمية بطرق يصعب تخيلها، وسيتعرض النظام العالمي لضغط كبير ينجم عنه عدم استقرار وخلافات بين الدول، وكما يحدث في أحيان كثيرة فإن القادة قد يشعرون بإغراء شديدلافتعال الازمات الخارجية في سبيل تحويل احباطات شعوبهم بعيدا عن المشاكل الداخلية، لذلك نرى تعامل أمريكا مع التحدي الصيني الذي يلوح في الأفق من خلال مزيجا من ( دبلوماسية الإكراه) المدعومة بوجود عسكري يعتد به وتطوير خطوط التفاهم للسلوك الدولي المقبول.
وقد أخذ التصعيد الامريكي ضد الصين التدرج بشكل شبه يومي في محاولة الحشد والتجييش من خلال التركيز على وضع ( الاقتصاد العالمي) وهذا مؤشر لحشد تحالف افتراضي في هذا السيناريو، والمتابع يرى ان الجهود الامريكية قد أثمرت وبدأ التحشيد فعلا على أعلى المستويات حيث شاركت كلا من ( المانيا ، فرنسا ، بريطانيا ، استراليا) في توجيه الاتهامات للصين كمصدر لكورونا، ومن الملاحظ إنه على المدى القريب فإن الازمة تعطي دفعة للقوميين مناهضي العولمة وأعداء الصين في العالم الغربي، وستخرج الديموقراطيات الغربية من تقوقعها وتبحث عن نماذج أكثر أمنا للتعاون المشترك، وقد سارع الأمين العام ودعى لمنع المحاولات الجديدة التي تثير الخلاف ونشر الكراهية بين الشعوب، ونوه بأنه يجب على الذين يدقون طبول حرب عالمية(ثالثة) مراجعة الماضي وتذكر الخساذر التي لحقت بالبشرية بسبب هذه الحروب، وعندما يصدر هذا التصريح من الأمين العام شخصيا فهذا دليل على أن لديه تقارير ومعلومات بأن هناك حروبا صاخبة في طريقها للإنسانية، وقد ادلت الهند بدلوها فدعت إلى مؤتمر لقادة جنوب آسيا للبحث عن ردة فعل مشترك مؤكدة على أن التهديد يؤكد الحاجة إلى تعاون، والوضع الراهن ربما يتطلب تشكيل فريق من حكماء العالم بقيادة (بانكي مون) لوضع أجندة تفاهم بين امريكا والصين، وتقريب وجهات النظر بينهما لصياغة نظام عالمي جديد بدلا من عالم أحادي تحكمه (أمريكا) إلى عالم ثنائي تحكمه مع (الصين) ، ولكن المراوغة الامريكية تدل على أن لديهم شعورا عميقا بخطورة اتخاذ مثل هذه الخطوة معتبرين أن ما تقوم به الصين إشهار للحرب على أمريكا، ولسان حالهم يقول أن زعامتهم للعالم أثمن من السلام وأنهم سيقاتلون في سبيل ذلك للحفاظ على الديموقراطية التي ترعى حقوق الانسان، وتبيح للشعوب الحرة التعاون ويسود الحق في العالم والطمأنينة لجميع الامم ، وإنه لمن العجب حقا أن تظل أمريكا تتابع حلمها في الإبقاء على سيطرتها على العالم باعتبار نفسها ملاك الرحمة المرسل من الله لإنقاذ العالم ، بينما يراها أغلب شعوب العالم في صورة شيطان وتتعالى الهتافات ضدها في كثير من العواصم وها نحن نرى النار تشتعل في الجسم الأمريكي من مكونه الأجتماعي.
عضو مجلس المنطقة
اللواء م/ عبدالله بن كريم بن عطية
لقد كان انهيار الاتحاد السوفيتي وأنتهاء الحرب الباردة أهم تغير جذري طرأ على البيئة الدولية، ونشأت بيئة جديدة للسلام العالمي خلال أكثر من أربعة عقود مضت على النصر الامريكي الذي قادته في الحرب الباردة وأصبحت القوة العظمى الوحيدة المتبقية، وهذا جعل منها الدركي الذي يحاول خنق اصوات الإحتجاج التي تصدر حتى من الحلفاء، وهي سياسة ضالة أدت إلى صحوة الحلفاء والأصدقاء ثم نقمتهم واعتراضهم وهكذا تبدوا القوة سبب للدمار ، وقد أثبتت الجائحة أن الثوابت قد ولت وأنها بمثابة القشة التي قصمت ظهر العولمة، وستواجه صانعي القرار الامريكي تحديات معقدة وصعبة خلال العقد القادم، حيث أن النظام العالمي وتوازن القوى سيتغيران بشكل كبير، فالصين أصبحت قوة لا يستهان بها وهي ذات قدرات متزايدة للتأثير في قواعد اللعبة الدولية، وسيكون مواجهة دور بكين الصاعد هو التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية للرئيس الامريكي المقبل، وستعيد الجائحة تشكيل هيكل القوى العالمية بطرق يصعب تخيلها، وسيتعرض النظام العالمي لضغط كبير ينجم عنه عدم استقرار وخلافات بين الدول، وكما يحدث في أحيان كثيرة فإن القادة قد يشعرون بإغراء شديدلافتعال الازمات الخارجية في سبيل تحويل احباطات شعوبهم بعيدا عن المشاكل الداخلية، لذلك نرى تعامل أمريكا مع التحدي الصيني الذي يلوح في الأفق من خلال مزيجا من ( دبلوماسية الإكراه) المدعومة بوجود عسكري يعتد به وتطوير خطوط التفاهم للسلوك الدولي المقبول.
وقد أخذ التصعيد الامريكي ضد الصين التدرج بشكل شبه يومي في محاولة الحشد والتجييش من خلال التركيز على وضع ( الاقتصاد العالمي) وهذا مؤشر لحشد تحالف افتراضي في هذا السيناريو، والمتابع يرى ان الجهود الامريكية قد أثمرت وبدأ التحشيد فعلا على أعلى المستويات حيث شاركت كلا من ( المانيا ، فرنسا ، بريطانيا ، استراليا) في توجيه الاتهامات للصين كمصدر لكورونا، ومن الملاحظ إنه على المدى القريب فإن الازمة تعطي دفعة للقوميين مناهضي العولمة وأعداء الصين في العالم الغربي، وستخرج الديموقراطيات الغربية من تقوقعها وتبحث عن نماذج أكثر أمنا للتعاون المشترك، وقد سارع الأمين العام ودعى لمنع المحاولات الجديدة التي تثير الخلاف ونشر الكراهية بين الشعوب، ونوه بأنه يجب على الذين يدقون طبول حرب عالمية(ثالثة) مراجعة الماضي وتذكر الخساذر التي لحقت بالبشرية بسبب هذه الحروب، وعندما يصدر هذا التصريح من الأمين العام شخصيا فهذا دليل على أن لديه تقارير ومعلومات بأن هناك حروبا صاخبة في طريقها للإنسانية، وقد ادلت الهند بدلوها فدعت إلى مؤتمر لقادة جنوب آسيا للبحث عن ردة فعل مشترك مؤكدة على أن التهديد يؤكد الحاجة إلى تعاون، والوضع الراهن ربما يتطلب تشكيل فريق من حكماء العالم بقيادة (بانكي مون) لوضع أجندة تفاهم بين امريكا والصين، وتقريب وجهات النظر بينهما لصياغة نظام عالمي جديد بدلا من عالم أحادي تحكمه (أمريكا) إلى عالم ثنائي تحكمه مع (الصين) ، ولكن المراوغة الامريكية تدل على أن لديهم شعورا عميقا بخطورة اتخاذ مثل هذه الخطوة معتبرين أن ما تقوم به الصين إشهار للحرب على أمريكا، ولسان حالهم يقول أن زعامتهم للعالم أثمن من السلام وأنهم سيقاتلون في سبيل ذلك للحفاظ على الديموقراطية التي ترعى حقوق الانسان، وتبيح للشعوب الحرة التعاون ويسود الحق في العالم والطمأنينة لجميع الامم ، وإنه لمن العجب حقا أن تظل أمريكا تتابع حلمها في الإبقاء على سيطرتها على العالم باعتبار نفسها ملاك الرحمة المرسل من الله لإنقاذ العالم ، بينما يراها أغلب شعوب العالم في صورة شيطان وتتعالى الهتافات ضدها في كثير من العواصم وها نحن نرى النار تشتعل في الجسم الأمريكي من مكونه الأجتماعي.
عضو مجلس المنطقة
اللواء م/ عبدالله بن كريم بن عطية