هكذا نبينا الكريم يستقبل رمضان
المتعمق في فرائض الله على عباده يجدها جميعها تنتهي لذاتية الإنسان وصالحه في دنياه وآخرته مصداقاً لقوله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ وقوله أيضاً ﴿ مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ ﴾ وكذلك قوله تعالى ﴿ إِنْ أَحسَنتُم احسَنتُم لأَنفُسِكُم وَإِنْ أَسَأتُم فَلَهَا ﴾ فعوضاً عما يجنيه الإنسان المؤمن كيفما اختلفت جنسيته ولغته من أتون هذه العبادات من مكتسبات إيمانية ويقينية تتعلق بوحدانية الله والثقة به والإنابة إليه والخوف منه وخشيته في السر والعلن هي أيضاً تعمق في أغوار نفسه روح السكينة وطمأنينة النفس وراحة البال والانسجام التام مع متغيرات الحياة فضلاً عن الصبر على المكاره والنيل من فوائد صحية جمة وسلوكيات إيجابية وخلاقة ومكافأة ذلكم كله الجنة التي اعدها الله للمتقين ، وما صيام شهر رمضان الذي نحن بصدده إلا واحداً من تلكمُ العبادات الذي تتجسد فيه أروع المعاني الروحية والسامية في مُكون الخُـلق الإنساني الرفيع كيف لا ؟ وقد قال عنه رب العزة والجلال ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر..﴾ وفي الحديث القدسي الذي يرويه نبينا صل الله عليه وسلم عن ربه جلّ وعلى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، فما أعظمه من شهر لتفرده بالصيام والقيام ونزول القرآن وليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر والذي تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب النيران وتُصفد فيه الشياطين ، وفي الحديث لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ، وللصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ناهيكم عما تحلُ فيه من البركات والمكرمات والخيرات الكثيرة وتتضاعف فيه الحسنات ويتسابق فيه الصائمون لتقديم ما تجود به أنفسهم من صدقات لمن يحتاجها ويتزاحم فيه المصلون داخل المساجد والجوامع ما بين مُكبرين وراكعين وساجدين وقانتين ومستغفرين وتائبين ومعتكفين بالإضافة لصلاة التراويح التي تميز به هذا الشهر على سائر شهور السنة طمعاً في رضا الله وطاعته ومثوبته تجدر الإشارة إلى أن جميع المسلمين ونحن من بينهم بطبيعة الحال يتشوقون لصيام هذا الشهر ويترقبون قدومه بفارغ الصبر فيما كان نبينا وقدوتنا ومُعلمنا الأول صل الله عليه وسلم يستقبله بقوله : اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ. تلكمُ هي الأجواء الرمضانية الجميلة التي تتوق إليها نفوس جميع المسلمين للاستمتاع بها وهو ما ينتظرونه مع حلول هذا الشهر المبارك في الأيام القادمة بعد أن يمنُ المولى العلي القدير وكاشف الضر وفارج الكربات برفع جائحة كورونا عنهم والتي لم يسلم من ضررها سائر البشر ليؤدوا بذلك حينئذ جميع صلواتهم المكتوبة بمساجدهم جمعة وجماعات وفي اطار من المحبة والألفة والتعاون الذي تعودوا عليها من ذي قبل ، مُنوهين ضمن هذا السياق بما حققه مسلمونا الأوائل في هذا الشهر الفضيل من انتصارات متواترة على أعداء الله لأجل نشر دين الله واعلاء كلمته وترسيخ مفاهيمه الصحيحة في قلوب الناس في شتى بقاع الأرض وكذلك لما يستوجبه الصيام من شروط وواجبات والتي لا تتوقف عند حد عقد النية والامتناع عن الأكل والشرب والمعاشرة الزوجية نهاراً وإنما تتجاوزها إلى نواحي صحية ومحظورات أخرى يمكن التعرف عليها من خلال الاتصال بالمختصين في هذا المجال لضمان صحة الصيام . داعين الله في الختام أن يبلغنا وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هذا الشهر المبارك وأن يعيننا على صيامه وقيامه وتلاوة كتابه وتدبره وتطبيق ذلك في مُجمل حياتنا قولاً وعملا وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد الفتاح بن أحمد الريس
المتعمق في فرائض الله على عباده يجدها جميعها تنتهي لذاتية الإنسان وصالحه في دنياه وآخرته مصداقاً لقوله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ وقوله أيضاً ﴿ مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ ﴾ وكذلك قوله تعالى ﴿ إِنْ أَحسَنتُم احسَنتُم لأَنفُسِكُم وَإِنْ أَسَأتُم فَلَهَا ﴾ فعوضاً عما يجنيه الإنسان المؤمن كيفما اختلفت جنسيته ولغته من أتون هذه العبادات من مكتسبات إيمانية ويقينية تتعلق بوحدانية الله والثقة به والإنابة إليه والخوف منه وخشيته في السر والعلن هي أيضاً تعمق في أغوار نفسه روح السكينة وطمأنينة النفس وراحة البال والانسجام التام مع متغيرات الحياة فضلاً عن الصبر على المكاره والنيل من فوائد صحية جمة وسلوكيات إيجابية وخلاقة ومكافأة ذلكم كله الجنة التي اعدها الله للمتقين ، وما صيام شهر رمضان الذي نحن بصدده إلا واحداً من تلكمُ العبادات الذي تتجسد فيه أروع المعاني الروحية والسامية في مُكون الخُـلق الإنساني الرفيع كيف لا ؟ وقد قال عنه رب العزة والجلال ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر..﴾ وفي الحديث القدسي الذي يرويه نبينا صل الله عليه وسلم عن ربه جلّ وعلى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، فما أعظمه من شهر لتفرده بالصيام والقيام ونزول القرآن وليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر والذي تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب النيران وتُصفد فيه الشياطين ، وفي الحديث لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ، وللصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ناهيكم عما تحلُ فيه من البركات والمكرمات والخيرات الكثيرة وتتضاعف فيه الحسنات ويتسابق فيه الصائمون لتقديم ما تجود به أنفسهم من صدقات لمن يحتاجها ويتزاحم فيه المصلون داخل المساجد والجوامع ما بين مُكبرين وراكعين وساجدين وقانتين ومستغفرين وتائبين ومعتكفين بالإضافة لصلاة التراويح التي تميز به هذا الشهر على سائر شهور السنة طمعاً في رضا الله وطاعته ومثوبته تجدر الإشارة إلى أن جميع المسلمين ونحن من بينهم بطبيعة الحال يتشوقون لصيام هذا الشهر ويترقبون قدومه بفارغ الصبر فيما كان نبينا وقدوتنا ومُعلمنا الأول صل الله عليه وسلم يستقبله بقوله : اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ. تلكمُ هي الأجواء الرمضانية الجميلة التي تتوق إليها نفوس جميع المسلمين للاستمتاع بها وهو ما ينتظرونه مع حلول هذا الشهر المبارك في الأيام القادمة بعد أن يمنُ المولى العلي القدير وكاشف الضر وفارج الكربات برفع جائحة كورونا عنهم والتي لم يسلم من ضررها سائر البشر ليؤدوا بذلك حينئذ جميع صلواتهم المكتوبة بمساجدهم جمعة وجماعات وفي اطار من المحبة والألفة والتعاون الذي تعودوا عليها من ذي قبل ، مُنوهين ضمن هذا السياق بما حققه مسلمونا الأوائل في هذا الشهر الفضيل من انتصارات متواترة على أعداء الله لأجل نشر دين الله واعلاء كلمته وترسيخ مفاهيمه الصحيحة في قلوب الناس في شتى بقاع الأرض وكذلك لما يستوجبه الصيام من شروط وواجبات والتي لا تتوقف عند حد عقد النية والامتناع عن الأكل والشرب والمعاشرة الزوجية نهاراً وإنما تتجاوزها إلى نواحي صحية ومحظورات أخرى يمكن التعرف عليها من خلال الاتصال بالمختصين في هذا المجال لضمان صحة الصيام . داعين الله في الختام أن يبلغنا وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هذا الشهر المبارك وأن يعيننا على صيامه وقيامه وتلاوة كتابه وتدبره وتطبيق ذلك في مُجمل حياتنا قولاً وعملا وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد الفتاح بن أحمد الريس