كلمة خادم الحرمين.. المضامين والدلالات
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه محمد اما بعد..
فقد القى الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله - ملك المملكة العربية السعودية الليلة 24/7/1441 الموافق 19/3/ 2020 ،كلمته التاريخية،في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم اليوم والمملكة العربية السعودية والتي هي جزء لايتجزء من العالم ،بل انها تمثل راس الحربة في العالم العربي والاسلامي وقائدة المسلمين والمرجع لهم بعد الله بماتمثله من خدمة الحرمين الشريفين ،وبمالها من ثقل سياسي واقتصادي ،وقد اشرئبت عنقي كغيري من مواطني ومقيمي هذه البلاد المباركة -حماها الله وسائر بلاد المسلمين من كل شر - الى هذه الكلمة والتي جاءت معبرة وعاكسة لما تولية حكومة المملكة العربية السعودية ايدها الله من اهتمام ورعاية ومسؤلية تجاة الازمات والظروف الراهنة. كعادتها دائما في القيام بمسؤلياتها وواجباتها في مثل هذه الظروف الصعبة والحرجة ،وظهر الملك وهو يلقي كلمته وهو يتمتع برصيد ايماني واخلاقي عظيم ،ناحية مواطنيه والمقيمين على ارضه ممن لهم الشرف ان يكونوا تحت رعايته ومسؤليته ،وبكل صدق ووضوح فاني لااستطيع ان اتكلم عن جميع مضامين ودلالات كلمة جلالته -يحفظه الله-لكن كما يقال : "مالايدرك كله لايترك كله".
اولا: الديباجة الجميلة التي افتتح بها كلمته (الحمدلله-الصلاة والسلام على رسوله محمد - القاء السلام "المعبر عن السلام لكل البشرية "- الدعاء بالحفظ والرعاية ) لجميع المواطنين والمقيمين ، وهذا مالم نسمعه من رؤساء وقادة العالم في خطاباتهم في هذه الازمة.
ثانيا: لغة الخطاب الراقية الدالة على الرحمة والشفقة بعبارات " اخواني واخواتي وابنائي وبناتي "هذه العبارات التي خالطت القلوب ولامست الارواح وشنفت الاسماع ،وهييت النفوس لما سيتكلم به اليهم ،والصادره من قلب صادق ومن شخصية فذة تستشعر روح المسئولية والامانة نحو وتجاه من يخاطبهم.
ثالثا: ظهور الملك -يحفظه الله- في مثل هذا التوقيت الحساس والذي كثر فيه هاجس الناس وخوفهم من هذا الوباء "فيروس كرونا" ظهور موفق ومبارك وذلك لبث الطمانينة واشاعة روح الامل ،برؤية قائدهم وولي امرهم وهو الرجل الذي تقدمت به السن ،فلم يكل او يسند الكلمة الى غيره بل قام بنفسه لالقائها وطمئنت شعبه.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتاتي على القدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم.
رابعا: ربط المخاطبين من المواطنين والمقيمين في هذه البلاد بالله رب العالمين الذي بيده النفع والضر مع بذل الاسباب الشرعية حيث قال يحفظه الله :"سنواجه المصاعب بايماننا بالله وتوكلنا عليه ،وعملنا بالاسباب وبذل الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الانسان وسلامته ".
خامسا: حرصه واهتمامه مع دولته بتوفير كل اسباب العيش الكريم لكل المواطنين والمقيمين ، وتوفير الغذاء والدواء وكل سبل العيش حيث قال-يحفظه الله-: "اوكد لكم حرصنا الشديد على توفير مايلزم المواطن والمقيم في هذه الارض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية " ولاشك ان هذا الاهتمام الشديد يعكس ماتتمتع به المملكة العربية السعودية من اخلاق واداب وقيم اصيلة مستمده من تاريخها العريق واصالتها الاسلامية.
سادسا: من باب قوله صلى الله عليه وسلم :"لايشكر الله مالا يشكر الناس " فقد توجه الملك -يحفظه الله- الى شكر كل القطاعات الحكومية وخاصة العاملين في القطاع الصحية لما يبذلونه من جهود جليلة في المحافظة على صحة المواطن والمقيم والباذلين ارواحهم في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة.
سابعا: الجهود الجبارة التي قامت ولاتزال تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية في التصدي لهذا الوباء والقيام بجميع التدابير الاحترازية ، وتوجيه الملك -يحفظه الله-بوضع كافة الامكانيات الحكومية لتصدي لهذا الوباء مع اشعار المواطنين والمقيمين بمسؤليتهم وتعاونهم مع الجهات المعنية لمحاربة هذا الوباء.
ثامنا: الوضوح والشفافية والتي صارح بها الملك -يحفظه الله- مواطنيه والمقيمين في بلاده لكي يقوم كل واحد منا بمسؤليته ومايتوجب عليه ،وهذا لاشك يعكس مدى العلاقة الوطيدة بين ولاة الامر ورعيتهم وان الكل في سفينة واحدة فالعمل الجماعي والتكاتف وتنفيذ التوجيهات والعمل بها سجعل السفينة امنة وتصل باذن الله الى بر الامان.
التاسعة والاخيرة :ثقة الملك- حفظه الله- بالله سبحانه وتعالى ثم بشعبه في الخروج من هذه الازمة وانها مرحلة ستنطوي وسيعقب هذا العسر يسر وقد تمثل ذلك في قراته لقوله تعالى "ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا " وهذه لعمر الله هي ثقة القائد الفذ المحنك والتي باذن الله سيحققها الله بفضله وكرمه.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وملكها ومواطنيها والمقيمين على ارضها وسائر المسلمين وبلدانهم وصرف الله عن البلاد والعباد هذا الوباء وسائر الامراض والاسقام.
كتبه د. ناصر محمد العبيدي
استاذ الفقه المقارن المساعد بجامعة تبوك
كلية الشريعة والانظمة
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه محمد اما بعد..
فقد القى الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله - ملك المملكة العربية السعودية الليلة 24/7/1441 الموافق 19/3/ 2020 ،كلمته التاريخية،في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم اليوم والمملكة العربية السعودية والتي هي جزء لايتجزء من العالم ،بل انها تمثل راس الحربة في العالم العربي والاسلامي وقائدة المسلمين والمرجع لهم بعد الله بماتمثله من خدمة الحرمين الشريفين ،وبمالها من ثقل سياسي واقتصادي ،وقد اشرئبت عنقي كغيري من مواطني ومقيمي هذه البلاد المباركة -حماها الله وسائر بلاد المسلمين من كل شر - الى هذه الكلمة والتي جاءت معبرة وعاكسة لما تولية حكومة المملكة العربية السعودية ايدها الله من اهتمام ورعاية ومسؤلية تجاة الازمات والظروف الراهنة. كعادتها دائما في القيام بمسؤلياتها وواجباتها في مثل هذه الظروف الصعبة والحرجة ،وظهر الملك وهو يلقي كلمته وهو يتمتع برصيد ايماني واخلاقي عظيم ،ناحية مواطنيه والمقيمين على ارضه ممن لهم الشرف ان يكونوا تحت رعايته ومسؤليته ،وبكل صدق ووضوح فاني لااستطيع ان اتكلم عن جميع مضامين ودلالات كلمة جلالته -يحفظه الله-لكن كما يقال : "مالايدرك كله لايترك كله".
اولا: الديباجة الجميلة التي افتتح بها كلمته (الحمدلله-الصلاة والسلام على رسوله محمد - القاء السلام "المعبر عن السلام لكل البشرية "- الدعاء بالحفظ والرعاية ) لجميع المواطنين والمقيمين ، وهذا مالم نسمعه من رؤساء وقادة العالم في خطاباتهم في هذه الازمة.
ثانيا: لغة الخطاب الراقية الدالة على الرحمة والشفقة بعبارات " اخواني واخواتي وابنائي وبناتي "هذه العبارات التي خالطت القلوب ولامست الارواح وشنفت الاسماع ،وهييت النفوس لما سيتكلم به اليهم ،والصادره من قلب صادق ومن شخصية فذة تستشعر روح المسئولية والامانة نحو وتجاه من يخاطبهم.
ثالثا: ظهور الملك -يحفظه الله- في مثل هذا التوقيت الحساس والذي كثر فيه هاجس الناس وخوفهم من هذا الوباء "فيروس كرونا" ظهور موفق ومبارك وذلك لبث الطمانينة واشاعة روح الامل ،برؤية قائدهم وولي امرهم وهو الرجل الذي تقدمت به السن ،فلم يكل او يسند الكلمة الى غيره بل قام بنفسه لالقائها وطمئنت شعبه.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتاتي على القدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم.
رابعا: ربط المخاطبين من المواطنين والمقيمين في هذه البلاد بالله رب العالمين الذي بيده النفع والضر مع بذل الاسباب الشرعية حيث قال يحفظه الله :"سنواجه المصاعب بايماننا بالله وتوكلنا عليه ،وعملنا بالاسباب وبذل الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الانسان وسلامته ".
خامسا: حرصه واهتمامه مع دولته بتوفير كل اسباب العيش الكريم لكل المواطنين والمقيمين ، وتوفير الغذاء والدواء وكل سبل العيش حيث قال-يحفظه الله-: "اوكد لكم حرصنا الشديد على توفير مايلزم المواطن والمقيم في هذه الارض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية " ولاشك ان هذا الاهتمام الشديد يعكس ماتتمتع به المملكة العربية السعودية من اخلاق واداب وقيم اصيلة مستمده من تاريخها العريق واصالتها الاسلامية.
سادسا: من باب قوله صلى الله عليه وسلم :"لايشكر الله مالا يشكر الناس " فقد توجه الملك -يحفظه الله- الى شكر كل القطاعات الحكومية وخاصة العاملين في القطاع الصحية لما يبذلونه من جهود جليلة في المحافظة على صحة المواطن والمقيم والباذلين ارواحهم في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة.
سابعا: الجهود الجبارة التي قامت ولاتزال تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية في التصدي لهذا الوباء والقيام بجميع التدابير الاحترازية ، وتوجيه الملك -يحفظه الله-بوضع كافة الامكانيات الحكومية لتصدي لهذا الوباء مع اشعار المواطنين والمقيمين بمسؤليتهم وتعاونهم مع الجهات المعنية لمحاربة هذا الوباء.
ثامنا: الوضوح والشفافية والتي صارح بها الملك -يحفظه الله- مواطنيه والمقيمين في بلاده لكي يقوم كل واحد منا بمسؤليته ومايتوجب عليه ،وهذا لاشك يعكس مدى العلاقة الوطيدة بين ولاة الامر ورعيتهم وان الكل في سفينة واحدة فالعمل الجماعي والتكاتف وتنفيذ التوجيهات والعمل بها سجعل السفينة امنة وتصل باذن الله الى بر الامان.
التاسعة والاخيرة :ثقة الملك- حفظه الله- بالله سبحانه وتعالى ثم بشعبه في الخروج من هذه الازمة وانها مرحلة ستنطوي وسيعقب هذا العسر يسر وقد تمثل ذلك في قراته لقوله تعالى "ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا " وهذه لعمر الله هي ثقة القائد الفذ المحنك والتي باذن الله سيحققها الله بفضله وكرمه.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وملكها ومواطنيها والمقيمين على ارضها وسائر المسلمين وبلدانهم وصرف الله عن البلاد والعباد هذا الوباء وسائر الامراض والاسقام.
كتبه د. ناصر محمد العبيدي
استاذ الفقه المقارن المساعد بجامعة تبوك
كلية الشريعة والانظمة