كورونا والهلع العالمي!
تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية بسبب إفلاسها في عالم القيم التي لا يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية إلا في ظلالها. حيث التهديد المعلق على رأسها عرض للمرض وليس هو المرض. فالعالم اليوم يعيش في جاهلية من حيث الأصل الذي تنبعث منه مقومات الحياة وأنظمتها. جاهلية لا تخفف منها التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي الفائق. هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الارض خاصة في مجال الحاكمية حيث تستند إلى حاكمية البشر فتجعل بعضهم لبعض أربابا. ليس كما في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى. ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات، والقيم، والتشريع، والقوانين، والأنظمة بمعزل عن منهج الله للحياة، وفيما لم يأذن الله به. فنشأ عن هذه الاعتداءات على سلطان الله اعتداءات على عباده حروب، فقر، ظلم، جشع، معاصي، وكفر. لقد أدت النهضة العلمية دورها ووصلت إلى ذروتها في القرنين (٢٠، ٢١) ميلادي وتوالت على قيادة البشرية أمم بأفكار، وتصورات، وأوضاع أخرى فترة طويلة وقد أبدعت العبقرية الغربية في هذه الفترة رصيداً ضخم من العلم، والثقافة، والأنظمة، والانتاج المادي، وهو رصيد تقف البشرية على قمته اليوم، ولن تفرط فيه ولا فيمن يمثله بسهولة، خاصة وأن ما يسمى بالعالم الإسلامي يكاد يكون عاطلاً من هذه الناحية. ان فيروس كورونا جند من جنود الله ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) وبعثه قد يكون عقاب، أو حكمة لا نعلمها الله وحده يعلم، ولكن الذي نعلمه يقيناً هو أن الموت نهاية الجميع، وأن المصير إلى الجنة أو النار، والله برحمته يرسل آيات للبشرية لتخويفهم لعلهم إلى رشدهم يرجعون ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ). ما يحدث الآن أكبر درس للبشرية في العصر الحديث وانذار بأن الله قادر على هلاك الكون بجرثومه ( وما قدروا الله حق قدره ). ها نحن نرى فيروس كورونا يصل إلى(٥٦) دولة عابراً القارات الست في فترة وجيزة دون تذاكر سفر، أو جوازات مرور متجاوزاً مراكز التفتيش ليحصد آلاف الأرواح، ويصيب عشرات الألاف، ويصبح حديث الساعة. ويوجه ضربه قاسية للعديد من النشاطات العالمية، كالسياحة، والمؤتمرات الدولية، والتمارين المشتركة بين الجيوش، والأنشطة الرياضية، وتعليق الشعائر الدينية في بعض الدول إلى إشعار آخر، ويهز الاقتصاد العالمي في كافة مجالاته مما سينتج عنه ربكة تقدر ب(٢٨٠) مليار دولار خلال ثلاثة أشهر، ذلك لتعلم البشريةأن أمر الله نافذ ( وإذا أراد الله بقوم سوء فلا راد له ومالهم من دونه من وال ) فعجباً للبشرية التي أصبحت تخاف كورونا أكثر مما تخاف من ذنوبها. فالمصيبة إذن في قلوب اعتادت الاجرام، والاستهانة بالحرمات، وتعرت من الحياء.
لقد حان وقت الرجوع إلى الإسلام الذي لا يتنكر للإبداع المادي في الأرض لأنه يعده من وظائف الإنسان الأولي منذ عهد الله إليه بالخلافة في الأرض وفق شروط خاصة- عبادة الله- تحقيقاً لغاية الوجود الإنساني( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة ) ويجب أن ندرك أن مؤهلات الأمة الاسلامية لا تملك الآن تفوقاً خارقا في الإبداع المادي يمكنها من فرض قيادتها للعالم من هذه الزاوية. إذا فلابد من مؤهل آخر تفتقده الحضارة الحالية. ولن يكون هذا المؤهل سوى ( العقيدة) والمنهج الإسلامي الذي يسمح للبشرية بأن تحتفظ بنتاج العبقرية المادية في ظل تصور يلبي حاجة الفطرة الربانية. وان تتمثل العقيدة والمنهج في مجتمع إنساني مسلم. هذا هو الرصيد الذي لا تملكه البشرية لأنه ليس من منتجات الحضارة الغربية. إننا دون شك نملك مقوماً ولكن لابد أن يمتثل في واقع عملي تعيش به الأمه وهذا يحتاج إلى( انبعاث) العالم الإسلامي. انبعاث ينتج عنه تسلّم قيادة البشرية( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ). ولنا أن نتعظ بارثنا الإسلامي ونعود إلى سنة ( ٤٧٨ هـ) عندما كثرت الأمراض ( الحمى، والطاعون) في العراق، والشام، والحجاز وماتت الوحوش في البراري وتلاها نفوق البهائم، وهاجت ريح سوداء، وتساقطت الأشجار، ووقعت الصواعق، فأمر الخليفة ( المقتدي بأمر الله) بتجديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكسرت آلات الملاهي، فانجلى ذلك الامر ،والله غالب على أمره ،ولاحول ولا قوة الا بالله.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد/ عبدالله بن كريم العطيات
تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية بسبب إفلاسها في عالم القيم التي لا يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية إلا في ظلالها. حيث التهديد المعلق على رأسها عرض للمرض وليس هو المرض. فالعالم اليوم يعيش في جاهلية من حيث الأصل الذي تنبعث منه مقومات الحياة وأنظمتها. جاهلية لا تخفف منها التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي الفائق. هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الارض خاصة في مجال الحاكمية حيث تستند إلى حاكمية البشر فتجعل بعضهم لبعض أربابا. ليس كما في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى. ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات، والقيم، والتشريع، والقوانين، والأنظمة بمعزل عن منهج الله للحياة، وفيما لم يأذن الله به. فنشأ عن هذه الاعتداءات على سلطان الله اعتداءات على عباده حروب، فقر، ظلم، جشع، معاصي، وكفر. لقد أدت النهضة العلمية دورها ووصلت إلى ذروتها في القرنين (٢٠، ٢١) ميلادي وتوالت على قيادة البشرية أمم بأفكار، وتصورات، وأوضاع أخرى فترة طويلة وقد أبدعت العبقرية الغربية في هذه الفترة رصيداً ضخم من العلم، والثقافة، والأنظمة، والانتاج المادي، وهو رصيد تقف البشرية على قمته اليوم، ولن تفرط فيه ولا فيمن يمثله بسهولة، خاصة وأن ما يسمى بالعالم الإسلامي يكاد يكون عاطلاً من هذه الناحية. ان فيروس كورونا جند من جنود الله ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) وبعثه قد يكون عقاب، أو حكمة لا نعلمها الله وحده يعلم، ولكن الذي نعلمه يقيناً هو أن الموت نهاية الجميع، وأن المصير إلى الجنة أو النار، والله برحمته يرسل آيات للبشرية لتخويفهم لعلهم إلى رشدهم يرجعون ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ). ما يحدث الآن أكبر درس للبشرية في العصر الحديث وانذار بأن الله قادر على هلاك الكون بجرثومه ( وما قدروا الله حق قدره ). ها نحن نرى فيروس كورونا يصل إلى(٥٦) دولة عابراً القارات الست في فترة وجيزة دون تذاكر سفر، أو جوازات مرور متجاوزاً مراكز التفتيش ليحصد آلاف الأرواح، ويصيب عشرات الألاف، ويصبح حديث الساعة. ويوجه ضربه قاسية للعديد من النشاطات العالمية، كالسياحة، والمؤتمرات الدولية، والتمارين المشتركة بين الجيوش، والأنشطة الرياضية، وتعليق الشعائر الدينية في بعض الدول إلى إشعار آخر، ويهز الاقتصاد العالمي في كافة مجالاته مما سينتج عنه ربكة تقدر ب(٢٨٠) مليار دولار خلال ثلاثة أشهر، ذلك لتعلم البشريةأن أمر الله نافذ ( وإذا أراد الله بقوم سوء فلا راد له ومالهم من دونه من وال ) فعجباً للبشرية التي أصبحت تخاف كورونا أكثر مما تخاف من ذنوبها. فالمصيبة إذن في قلوب اعتادت الاجرام، والاستهانة بالحرمات، وتعرت من الحياء.
لقد حان وقت الرجوع إلى الإسلام الذي لا يتنكر للإبداع المادي في الأرض لأنه يعده من وظائف الإنسان الأولي منذ عهد الله إليه بالخلافة في الأرض وفق شروط خاصة- عبادة الله- تحقيقاً لغاية الوجود الإنساني( واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة ) ويجب أن ندرك أن مؤهلات الأمة الاسلامية لا تملك الآن تفوقاً خارقا في الإبداع المادي يمكنها من فرض قيادتها للعالم من هذه الزاوية. إذا فلابد من مؤهل آخر تفتقده الحضارة الحالية. ولن يكون هذا المؤهل سوى ( العقيدة) والمنهج الإسلامي الذي يسمح للبشرية بأن تحتفظ بنتاج العبقرية المادية في ظل تصور يلبي حاجة الفطرة الربانية. وان تتمثل العقيدة والمنهج في مجتمع إنساني مسلم. هذا هو الرصيد الذي لا تملكه البشرية لأنه ليس من منتجات الحضارة الغربية. إننا دون شك نملك مقوماً ولكن لابد أن يمتثل في واقع عملي تعيش به الأمه وهذا يحتاج إلى( انبعاث) العالم الإسلامي. انبعاث ينتج عنه تسلّم قيادة البشرية( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ). ولنا أن نتعظ بارثنا الإسلامي ونعود إلى سنة ( ٤٧٨ هـ) عندما كثرت الأمراض ( الحمى، والطاعون) في العراق، والشام، والحجاز وماتت الوحوش في البراري وتلاها نفوق البهائم، وهاجت ريح سوداء، وتساقطت الأشجار، ووقعت الصواعق، فأمر الخليفة ( المقتدي بأمر الله) بتجديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكسرت آلات الملاهي، فانجلى ذلك الامر ،والله غالب على أمره ،ولاحول ولا قوة الا بالله.
عضو مجلس المنطقة
اللواء متقاعد/ عبدالله بن كريم العطيات