استدامة النظم الزراعية
انطلاقاً من إعلان الخطة الطارئة لانقاذ البيئة بالمملكة
ومواكباً لدور وزارة البيئة والزراعة والمياة ممثلة بالإرشاد الزراعي ودور الجمعيات التعاونية في هذه الخطة أكدت الدكتورة عائشه بنت محمد العطوي رئيس بيت الخبره للتنمية الزراعية و الحيوانية المستدامة و تحديات الامن الغذائي و البيئة في جامعه تبوك بان مشروع انتاج وإكثار الأعداء الحيوية لمكافحة الآفات الزراعيه الذي أطلقته وزاره البيئة والزراعة والمياة بالتعاون مع جامعه الملك سعود مؤخرا سيكون وبحـق سـلاحاً منافسـاً لأكفـأ المبيـدات الكيميائيه مشيره الي ضرورة انشاء هذا المركز في تحقيق الاستدامه الذكيه في الزراعة.
حيث قالت الدكتورة العطوي أن مفهوم الاستدامة والاستخدام الأمثل والمستدام للموارد المتاحة يساهم في تحقيق أهداف استراتيجية تضمن بقاء تلك الموارد للأجيال القادمه. وبما أن المحافظة على البيئة تمثل أحد الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة والمدخل الرئيسي لها، فقد أثبتت تجربة العقود الماضية أن نجاح التنمية بِبعديها الاقتصادي والاجتماعي، واستدامتها مرهون تماماً بحالة النظم البيئية ومواردها. شهد العالم مؤخراً تقدماً كبيراًفي مجال التنمية الزراعية خلال العقدين الماضيين بسبب التطورات التكنولوجية التي شهدها قطاع الزراعة، والتي أدت إلى استنباط أنواع جديدة من المحاصيل، وسلالات جديدة من الحيوانات ذات الإنتاجية المرتفعة،كما أدت إلى التوسع في استخدام الميكنة، والمواد الكيماوية ( الأسمدة والمبيدات)، وغيرها من الممارسات الزراعية المتطورة، وقد تحقق هذا التقدم فى مقابل تكلفة مرتفعة تحملها كل من المجتمع والبيئة نتيجة للممارسات الزراعية غير المستدامة التي واكبت هذا التطور، ومن هنا أصبحت التنميه الزراعية المستدامة من الموضوعات ذات الأهمية فى محافل السياسة الدولية، واحدى المحاور الرئيسة ضمن أجنده المملكة خلال رئاستها مجموعة العشرين. خاصة فيما يتعلق بإمكانية تقليل المخاطر الصحيه والبيئيه المقترنة بتزايد استخدام المبيدات الكيميائيه للآفات الزراعيه فى العديد من دول العالم خاصة النامي منه.
لقد حثت اللجنة المعنية بالزراعة المستدامة بالأمم المتحدة على ضرورة دمج مصطلح الزراعة المستدامة في كل من السياسة الوطنية والدولية على حد سواء. لانه من الصعب الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة بدون وجود قطاع زراعي قوي يحقق انتاج أمن ومستدام.كما أن أجندة التنمية المستدامة العالمية ( 2015- 2030 ) التي تتضمن سبعة عشر هدفاً،ينص الهدف الثانى منها على ضرورة تعزيز الزراعة المستدامة، والذى يؤثر ويتأثر بشكل مباشر بنحو أثنى عشر هدفاً من أهدافها. وبما ان تعريف التنمية المستدامة كما وضع من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة هو إدارة قاعدة الموارد الطبيعية وحفظها، وتوجيه التغيرات التقنية والمؤسساتية بطريقة تضمن الحفاظ على التربة والماء والموارد الوراثية النباتية والحيوانية في بيئة غير متدهورة، ومناسبة تقنياً، وجيدة اقتصادياً، ومقبولة اجتماعياً. فالزراعة المستدامة تتطلب نظماً أكثر كفاءة وقدرة على الاستدامة، بمعنى أن تصبح أكثر كفاءة في استخدام الموارد الطبيعيه (استخدام كميات أقل من الأرض والمياه والمدخلات الأخرى لإنتاج المزيد من الغذاء بطريقة مستدامة)، وأن تصبح أكثر قدرة على الصمود أمام التغيرات والصدمات، وخاصة فيما يتعلق بالإفات الحشريه. لذلك أصبحت التنميه الزراعية المستدامة من ضمن اهم أجنده وزاره البيئة والمياه والزراعة فمثلا انشاء مركزا لانتاج الاعداء الحيويه والذي بدوره يهدف الي استثمار الكائنات الحيه مثل الفطريات والفيروسات والبكتريا واللافقاريات او منتجات بعض هذه الكائنات للحد من الافات الزراعيه يعتبر خطوه هامه ومواكبه لتحقيق رؤيه و استراتيجيات الدولة الخاصة بالاستدامة والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي، وكذلك استدامة النظم البيئية من دون الاضرار بالتوازن الطبيعي الذي جعله الله سنه كونيه على ظهر كوكبنا، وبالإضافة الي ذلك يعتبر داعم قوي الي أولويات التنمية الاقتصادية في الدولة. حيث ان المنتجات الضاره بيئا وصحيا لاتزال تشكل غالبيه المبيدات الحشريه التجاريه المستخدمه في مكافحه الافات الزراعيه.*
في الوقت الحالي ، تعد حملات التوعيه بالأغذية العضوية وتطبيق أساليب مكافحة الآفات المتكاملة من العوامل الرئيسية التي تدفع نمو سوق المكافحة بالأعداء الحيوية. علاوة على ذلك ، تسبب الضغط المستمر من المبيدات الكيميائية في المكافحة في زيادة مقاومة هذه المبيدات بين مجموعات الآفات الزراعيه. بما أن حماية المحاصيل الزراعيه مهمة للغاية ، فإن المكافحه الحيوية تمثل بديلاً مستداماً سواء عن طريق المكافحه الحيوية الطبيعية او المكافحه الحيوية التطبيقية. في احدى الأبحاث التي اجريت اثناء دراستى لمرحله الدكتوراه ثبت ان استخدام بعض السموم المستخلصه من اللافقاريات وشقائق النعمان البحري والقواقع ذات قيمة خاصة في مكافحة الآفات الزراعيه فعلاوه على انا المبيد المستخلص منها صديق للبيئه فهي ايضا ذات كفاءه عاليه في القضاء على آلافه الحشريه المستهدفة دون غيرها من الحشرات النافعة مثل النحل مما يجعلها بديل امن ومستدام للمركبات الكيميائيه للمكافحة.
ومن هذا المنطلق يعتبر إنشاء مثل هذا المراكز احدى النهج التكامليه في التصدي لتحديات الأمن الغذائي، فهو يهدف إلى تحقيق اولا: زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية من أجل دعم تحقيق زيادات منصفة في الدخل الزراعي والأمن الغذائي والتنمية؛ ثانياً تحسين البيئه وتعزيز التنوع البيولوجي والتوازن البيئي للنظام البيئي في المملكه؛ ثالثاً الحد من تلوث التربه والماء والهواء الناجمه عن الاستخدام المفرط في المبيدات الكيميائيه.
الدكتورة/ عائشة العطوي
جامعة تبوك
انطلاقاً من إعلان الخطة الطارئة لانقاذ البيئة بالمملكة
ومواكباً لدور وزارة البيئة والزراعة والمياة ممثلة بالإرشاد الزراعي ودور الجمعيات التعاونية في هذه الخطة أكدت الدكتورة عائشه بنت محمد العطوي رئيس بيت الخبره للتنمية الزراعية و الحيوانية المستدامة و تحديات الامن الغذائي و البيئة في جامعه تبوك بان مشروع انتاج وإكثار الأعداء الحيوية لمكافحة الآفات الزراعيه الذي أطلقته وزاره البيئة والزراعة والمياة بالتعاون مع جامعه الملك سعود مؤخرا سيكون وبحـق سـلاحاً منافسـاً لأكفـأ المبيـدات الكيميائيه مشيره الي ضرورة انشاء هذا المركز في تحقيق الاستدامه الذكيه في الزراعة.
حيث قالت الدكتورة العطوي أن مفهوم الاستدامة والاستخدام الأمثل والمستدام للموارد المتاحة يساهم في تحقيق أهداف استراتيجية تضمن بقاء تلك الموارد للأجيال القادمه. وبما أن المحافظة على البيئة تمثل أحد الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة والمدخل الرئيسي لها، فقد أثبتت تجربة العقود الماضية أن نجاح التنمية بِبعديها الاقتصادي والاجتماعي، واستدامتها مرهون تماماً بحالة النظم البيئية ومواردها. شهد العالم مؤخراً تقدماً كبيراًفي مجال التنمية الزراعية خلال العقدين الماضيين بسبب التطورات التكنولوجية التي شهدها قطاع الزراعة، والتي أدت إلى استنباط أنواع جديدة من المحاصيل، وسلالات جديدة من الحيوانات ذات الإنتاجية المرتفعة،كما أدت إلى التوسع في استخدام الميكنة، والمواد الكيماوية ( الأسمدة والمبيدات)، وغيرها من الممارسات الزراعية المتطورة، وقد تحقق هذا التقدم فى مقابل تكلفة مرتفعة تحملها كل من المجتمع والبيئة نتيجة للممارسات الزراعية غير المستدامة التي واكبت هذا التطور، ومن هنا أصبحت التنميه الزراعية المستدامة من الموضوعات ذات الأهمية فى محافل السياسة الدولية، واحدى المحاور الرئيسة ضمن أجنده المملكة خلال رئاستها مجموعة العشرين. خاصة فيما يتعلق بإمكانية تقليل المخاطر الصحيه والبيئيه المقترنة بتزايد استخدام المبيدات الكيميائيه للآفات الزراعيه فى العديد من دول العالم خاصة النامي منه.
لقد حثت اللجنة المعنية بالزراعة المستدامة بالأمم المتحدة على ضرورة دمج مصطلح الزراعة المستدامة في كل من السياسة الوطنية والدولية على حد سواء. لانه من الصعب الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة بدون وجود قطاع زراعي قوي يحقق انتاج أمن ومستدام.كما أن أجندة التنمية المستدامة العالمية ( 2015- 2030 ) التي تتضمن سبعة عشر هدفاً،ينص الهدف الثانى منها على ضرورة تعزيز الزراعة المستدامة، والذى يؤثر ويتأثر بشكل مباشر بنحو أثنى عشر هدفاً من أهدافها. وبما ان تعريف التنمية المستدامة كما وضع من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة هو إدارة قاعدة الموارد الطبيعية وحفظها، وتوجيه التغيرات التقنية والمؤسساتية بطريقة تضمن الحفاظ على التربة والماء والموارد الوراثية النباتية والحيوانية في بيئة غير متدهورة، ومناسبة تقنياً، وجيدة اقتصادياً، ومقبولة اجتماعياً. فالزراعة المستدامة تتطلب نظماً أكثر كفاءة وقدرة على الاستدامة، بمعنى أن تصبح أكثر كفاءة في استخدام الموارد الطبيعيه (استخدام كميات أقل من الأرض والمياه والمدخلات الأخرى لإنتاج المزيد من الغذاء بطريقة مستدامة)، وأن تصبح أكثر قدرة على الصمود أمام التغيرات والصدمات، وخاصة فيما يتعلق بالإفات الحشريه. لذلك أصبحت التنميه الزراعية المستدامة من ضمن اهم أجنده وزاره البيئة والمياه والزراعة فمثلا انشاء مركزا لانتاج الاعداء الحيويه والذي بدوره يهدف الي استثمار الكائنات الحيه مثل الفطريات والفيروسات والبكتريا واللافقاريات او منتجات بعض هذه الكائنات للحد من الافات الزراعيه يعتبر خطوه هامه ومواكبه لتحقيق رؤيه و استراتيجيات الدولة الخاصة بالاستدامة والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي، وكذلك استدامة النظم البيئية من دون الاضرار بالتوازن الطبيعي الذي جعله الله سنه كونيه على ظهر كوكبنا، وبالإضافة الي ذلك يعتبر داعم قوي الي أولويات التنمية الاقتصادية في الدولة. حيث ان المنتجات الضاره بيئا وصحيا لاتزال تشكل غالبيه المبيدات الحشريه التجاريه المستخدمه في مكافحه الافات الزراعيه.*
في الوقت الحالي ، تعد حملات التوعيه بالأغذية العضوية وتطبيق أساليب مكافحة الآفات المتكاملة من العوامل الرئيسية التي تدفع نمو سوق المكافحة بالأعداء الحيوية. علاوة على ذلك ، تسبب الضغط المستمر من المبيدات الكيميائية في المكافحة في زيادة مقاومة هذه المبيدات بين مجموعات الآفات الزراعيه. بما أن حماية المحاصيل الزراعيه مهمة للغاية ، فإن المكافحه الحيوية تمثل بديلاً مستداماً سواء عن طريق المكافحه الحيوية الطبيعية او المكافحه الحيوية التطبيقية. في احدى الأبحاث التي اجريت اثناء دراستى لمرحله الدكتوراه ثبت ان استخدام بعض السموم المستخلصه من اللافقاريات وشقائق النعمان البحري والقواقع ذات قيمة خاصة في مكافحة الآفات الزراعيه فعلاوه على انا المبيد المستخلص منها صديق للبيئه فهي ايضا ذات كفاءه عاليه في القضاء على آلافه الحشريه المستهدفة دون غيرها من الحشرات النافعة مثل النحل مما يجعلها بديل امن ومستدام للمركبات الكيميائيه للمكافحة.
ومن هذا المنطلق يعتبر إنشاء مثل هذا المراكز احدى النهج التكامليه في التصدي لتحديات الأمن الغذائي، فهو يهدف إلى تحقيق اولا: زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية من أجل دعم تحقيق زيادات منصفة في الدخل الزراعي والأمن الغذائي والتنمية؛ ثانياً تحسين البيئه وتعزيز التنوع البيولوجي والتوازن البيئي للنظام البيئي في المملكه؛ ثالثاً الحد من تلوث التربه والماء والهواء الناجمه عن الاستخدام المفرط في المبيدات الكيميائيه.
الدكتورة/ عائشة العطوي
جامعة تبوك