الخليج بين رؤيتين أمريكية وروسية
إن التجزئة السياسية للنظام الدولي التي تجري الآن تهدف إلى موازنة بين الكبار ،وإلى مضاعفة معادلاتها الاقليمية وفق معطيات تمليها الأوضاع الاستراتيجية ، لعبة نفوذ هي أقرب ما تكون إلى سياسة تعادل القوى التي انتهجتها أوروبا في القرنين ( الثامن،والتاسع عشر)هذه الأبعاد السياسية أصبحت واضحة على المسرح الاقليمي في الخليج، حيث النظام الدولي لا يزال يتمحور حول قطبين هما ( أمريكا، وروسيا) الجبارات اللذان باستطاعتهما التدخل والتأثير على كل تسوية، فالجانب الروسي يسعى بطبيعه الحال إلى إيجاد منافسة لأمريكا التي حازت اليد الطولي في الخليج منذ تسعينات القرن الماضي ، عندما ولدت روسيا ضعيفة من رحم الاتحاد السوفييتي المنهار ، وبين الأمس واليوم حصل تغير عاصف ، فبينما تعتمد الرؤية الأمريكية على تحالف دفاعي من خلال تسيير دوريات مشتركة لحماية الملاحة البحرية لاسيما في مضيق هرمز وحفظ الأمن في الخليج من خلال التضييق على إيران بالرغم من أتضاح أن هاجس الانتخابات هو المدخل التفسيري لسلوك أمريكا ، نجد أن الرؤية الروسية تسعى إلى مزاحمة أمريكا من خلال تعمد اشراك إيران فيما سمته ( الأمن الجماعي ) الذي يدعوا إلى تجفيف أسباب التهديدات ، والقائم على إشراك أكبر عدد من الدول ليشمل الصين، الهند ، وبعض دول الاتحاد الاوروبي، لذا فإن نظرة التفاؤل الناتجة عن بروز اتفاقيات اقليمية للقوى المتواجدة في الخليج لايجب أن يحجب الحقيقة عن التنافس الامريكي الروسي ، الذي ربما يؤدي إلى الإطاحة بمفهوم الانفراج السياسي، وبما أن رياح التوتر القادمة من الغرب والشرق قد بلغت هذا المسرح فلابد أن تؤخذ العوامل الظرفية بعين الاعتبار ، للحيلول دون وقوع اضطرابات سياسية وعدم استقرار جديد في المنطقة ، لأن سوء تكيف السياسة الامريكية مع ظروف المنطقة أتاح الفرصة للتغلغل الروسي، وتبدل حال دول الخليج على (الضفتيين) العربية والايرانية.
وأصبح الخليج المنطقة الأقل استقرارا حاليا حيث الشرق الأوسط بؤرة للتفجر والاضطراب، وماذاك إلا لإحتوائه علي ثروات نفطية هائلة ، وتزاحم القوى الكبرى فيه وحوله، وتشابك النزعات القومية والدينية فيه ، ووجود حدود تاريخية بين عالمين( عربي، فارسي) وحدود دينية بين مذهبين( سنة، شيعة) والصراع في هذه المنطقة ربما يأخذ أبعاد ومعاني جديدة في ظل الرؤى الأمريكية والروسية التي تواجهها المنطقة.
ويجب على دول الخليج توخي الحذر من الأهداف المبطنة لرؤى تلك الدولتين لأن الغرب وروسيا بوتين يحملان في الحقيقة همين هما المحفزين لصياغة الاستراتيجية الكونية والشرق أوسطية وهما اللذان يتحكمان بقراراتهما وتحركاتهما .
-هم التوسع للسيطرة على المنطقة بشرا،أرضا،ثروات. ثم هم وجود ومصير اليهود وبالتالي مصير اسرائيل ، وهي مسألة وجودية تاريخية لا تتحمل التأجيل وتزداد خطورة وضرورة مع الزمن ، وهذا مايجري بشأنه التنافس على منطقة الشرق الأوسط بين الرؤيتين لكسب الود الأسرائيلي مما جعل المنطقة أشبه ماتكون ببرميل بارود.
إلا إذا كان ماتفعله أمريكا هو التصعيد المؤدي إلى تحقيق اتفاق(ترامب )بدلا من اتفاق (اوباما)فعندهايتحول ضجيج الخصام بين روسيا وامريكا إلى تفاهم وينام توأمي المنطقة إسرائيل وإيران بهناء حتى وإن أشتعل بقية دول الخليج .
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية
إن التجزئة السياسية للنظام الدولي التي تجري الآن تهدف إلى موازنة بين الكبار ،وإلى مضاعفة معادلاتها الاقليمية وفق معطيات تمليها الأوضاع الاستراتيجية ، لعبة نفوذ هي أقرب ما تكون إلى سياسة تعادل القوى التي انتهجتها أوروبا في القرنين ( الثامن،والتاسع عشر)هذه الأبعاد السياسية أصبحت واضحة على المسرح الاقليمي في الخليج، حيث النظام الدولي لا يزال يتمحور حول قطبين هما ( أمريكا، وروسيا) الجبارات اللذان باستطاعتهما التدخل والتأثير على كل تسوية، فالجانب الروسي يسعى بطبيعه الحال إلى إيجاد منافسة لأمريكا التي حازت اليد الطولي في الخليج منذ تسعينات القرن الماضي ، عندما ولدت روسيا ضعيفة من رحم الاتحاد السوفييتي المنهار ، وبين الأمس واليوم حصل تغير عاصف ، فبينما تعتمد الرؤية الأمريكية على تحالف دفاعي من خلال تسيير دوريات مشتركة لحماية الملاحة البحرية لاسيما في مضيق هرمز وحفظ الأمن في الخليج من خلال التضييق على إيران بالرغم من أتضاح أن هاجس الانتخابات هو المدخل التفسيري لسلوك أمريكا ، نجد أن الرؤية الروسية تسعى إلى مزاحمة أمريكا من خلال تعمد اشراك إيران فيما سمته ( الأمن الجماعي ) الذي يدعوا إلى تجفيف أسباب التهديدات ، والقائم على إشراك أكبر عدد من الدول ليشمل الصين، الهند ، وبعض دول الاتحاد الاوروبي، لذا فإن نظرة التفاؤل الناتجة عن بروز اتفاقيات اقليمية للقوى المتواجدة في الخليج لايجب أن يحجب الحقيقة عن التنافس الامريكي الروسي ، الذي ربما يؤدي إلى الإطاحة بمفهوم الانفراج السياسي، وبما أن رياح التوتر القادمة من الغرب والشرق قد بلغت هذا المسرح فلابد أن تؤخذ العوامل الظرفية بعين الاعتبار ، للحيلول دون وقوع اضطرابات سياسية وعدم استقرار جديد في المنطقة ، لأن سوء تكيف السياسة الامريكية مع ظروف المنطقة أتاح الفرصة للتغلغل الروسي، وتبدل حال دول الخليج على (الضفتيين) العربية والايرانية.
وأصبح الخليج المنطقة الأقل استقرارا حاليا حيث الشرق الأوسط بؤرة للتفجر والاضطراب، وماذاك إلا لإحتوائه علي ثروات نفطية هائلة ، وتزاحم القوى الكبرى فيه وحوله، وتشابك النزعات القومية والدينية فيه ، ووجود حدود تاريخية بين عالمين( عربي، فارسي) وحدود دينية بين مذهبين( سنة، شيعة) والصراع في هذه المنطقة ربما يأخذ أبعاد ومعاني جديدة في ظل الرؤى الأمريكية والروسية التي تواجهها المنطقة.
ويجب على دول الخليج توخي الحذر من الأهداف المبطنة لرؤى تلك الدولتين لأن الغرب وروسيا بوتين يحملان في الحقيقة همين هما المحفزين لصياغة الاستراتيجية الكونية والشرق أوسطية وهما اللذان يتحكمان بقراراتهما وتحركاتهما .
-هم التوسع للسيطرة على المنطقة بشرا،أرضا،ثروات. ثم هم وجود ومصير اليهود وبالتالي مصير اسرائيل ، وهي مسألة وجودية تاريخية لا تتحمل التأجيل وتزداد خطورة وضرورة مع الزمن ، وهذا مايجري بشأنه التنافس على منطقة الشرق الأوسط بين الرؤيتين لكسب الود الأسرائيلي مما جعل المنطقة أشبه ماتكون ببرميل بارود.
إلا إذا كان ماتفعله أمريكا هو التصعيد المؤدي إلى تحقيق اتفاق(ترامب )بدلا من اتفاق (اوباما)فعندهايتحول ضجيج الخصام بين روسيا وامريكا إلى تفاهم وينام توأمي المنطقة إسرائيل وإيران بهناء حتى وإن أشتعل بقية دول الخليج .
عضو مجلس المنطقة
اللواء المتقاعد
عبدالله بن كريم بن عطية