احد المنزعجين كتب على منصة احدى مواقع التواصل تعليقا على حادثة حصلت انتهك بها حقوق طفل اثناء تهور عائلته بعادات لا تمت الدين الاسلامي بصله ..كتب: أي شيء منافي للعقل ، ومنافي للمنطق ، ومنافي للفطرة والانسانية ، فهو مخالف للدين ولا يمس الدين بصلة لأنه هذا هو الاسلام ، فأما ما يعتقد هؤلاء الجهلة في نسب العادات والتقاليد المغلوطة لدين فهي مجرد ترهات وعقد نفسية ونزعات ارهابية .
وهذا برايي التعليق الصحيح لما يحدث ويظهر الان بوسائل التواصل التي جعلتنا نرى تفاصيل تطبع عليها بعض الاشخاص بطريقة مؤذية لا تربط الدين والعقل بها ، فهي مجرد تكرا ر لأمور باسم التقاليد والعادات والامثلة المنتشرة بلا فهم وادارك مجرد تقليد اعمى فقط ! هذي الايام كشفت لنا العديد من المقاطع التي تندرج تحت التعنيف الاسري بشتى انواعه بين الاطفال او حتى ابنائهم الكبار او حتى زرع افكار ومعتقدات غير صحيحة على اعتقاد انها التربية الصحيحة ، مع الاسف اساليب تعنيف الاهل لأبنائهم كثيرة والوسائل متعددة حتى بتلفظ والحرمان في سبيل الحرص والخوف الزائف ، فحينما نشاهد مقاطع منتشرة لكمية الجهل والرجعية لأمور لا تنصف ابدا انها من الدين او من الحكمة في التربية نتفاجأ و كأنه امر جديد لم نراه من قبل ، على الرغم من كثرت البيوت المغلقة التي لا يستطيع احياناً الابناء الافصاح عن الالم الجسدي والتعنيف النفسي الذي يحاربونه في حياتهم مع تلك العائلات ، وقد يموت ولا احد قد علم بذلك او قد يكون طفل ويعتاد على ذلك حتى يكبر ويصبح عاله على مجتمعه وعلى نفسه بسبب تلك الثغرات المغلوطة ! فأي اعتقاد خاطئ ظن به هؤلاء الاباء والامهات بأن لهم الحق في سلب الحرية الصحيحة التي لم تتناقض مع الدين ولم يوصي به الرسول عليه السلام امته حينما قال " رفقا بالقوارير " حتى في اخلاق تعامله مع ابنائه وزوجاته وهو المنهج الاساسي والثقافة المطلوبة الذي من المفترض تدريسها بشكل اكثر والتركيز عليها بشكل افضل حتى يتم تطبيقها لإنجاح علاقات المتزوجين وثم تربيتهم لأبنائهم بفهم صحيح لانهم هم اساس المجتمع الناضج .
انا لا احرض على العقوق ابدا ولا رفع الصوت والتمرد على الاهل لان هذا ليس من اخلاقيات المسلمين ابدا ولكني اريد ان يفهم الاهل حقيقة التربية و ان يطغى على العائلة الجو الصحيح بين المودة والرحمة ، لان المعرفة سوف تجعل الحياة اسهل والحقوق والاولويات واضحة جدا لا ضرر يظلم الابناء والفتيات ولا ضرار قد يصل الى الهروب والتمرد ، فأتساءل اي تلبس وقعوا به حتى ظنت عقولهم بأن ابنائهم ملك لهم وعلى مزاجية رغباتهم تتم التربية بلا انسانية وعقلانية ، فيصل بهم الامر ان يغفل هؤلاء عن القوانين الواضحة التي تصنف في دولتنا على انها جريمة ولها احكامها وعقوباتها التي قد تصل الى اخذ ابنائكم منكم لأنكم لم تكونوا على محمل التربية الصحيحة ولن ينتهي الامر على ذلك ولكن سوف يبقى الذنب عالقاً في أقاربكم الى يوم الحساب !
فمن الضروري ان نفهم ان الضرب والتعنيف والجروح التي في اجسادهم، و التلفظ البذيء، و كلمة لا في كل شيء و تجريدهم من الثقة وحب انفسهم تحت قواعد السيطرة والتربية و الخوف الوهمي ، واعطاء الاخ الحق في فرض رجولته على الفتيات بطريقة مقززة على مبدا رجولة خاطئة جدا ، او تفريغ خصام الوالدين على ابنائهم بطريقة انتقامية او العكس غرس افكار في عقل الفتاة عن علاء الدين الذي سوف تفرغ كل احلامها وحرمان والديها الى ذلك الرجل الذي قد ينفصل عنها .
فلا تتوقع حينما تنصر مظلوم او تحل مشكلة او تقف في وجهه الاخطاء المنتشرة بأنك على طريق الخطاء ! على العكس انت شخص محسن لم تشاهد الالم ووقفت ساكتاً على امل ان احداً غيرك يتحرك او ترمي حجج القدر والنصيب على اكتاف الابناء الصغار والكبار وان المستقبل به التغيير مثل قول احدهم " يكبر وينسى " محد كبر و نسى ماضي صار له في يوم ابداً .
فأحيانا نستهين بإحداثيات صغيرة وقوة تأثيرها ولكن الاستهتار عواقبه واضحة الان كشمس مهما حاولنا اخفاء ذلك ..فهي لا تفسر الا بجملة واحدة فقط وهو" فشل تربيتكم الان في ظل ان كل شيء واضح من علم وبحث وتعلم، فعاقبة افعالك وقراراتك وطريقة العيش بها لا حجه ولا غفران قد يتغاضى عنها المجتمع والقانون ، فعليك بتغيير ودفن عادات وتقاليد لم تنزل في كتاب حتى، فحتى لا تظهر من شجرتكم ثمرة فاسدة تضركم يوماً و لا تستطيعون السيطرة عليهم ابدا.
فاطمة الشمراني