الغرب وشيطنة المرأة
قال تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها).
نحن بصدد آية كريمة تنطق نوراً ورقّه، وتفيض صدقاً وتروع حقاً مما جاء به نبي الهدى صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا فهي تقرر أن المرأة آية من آيات الله خلقها من نفس الرجل لا من طينة أخرى، وخلقها لتكون زوجه وخلق الله تلك الزوجه ليسكن الرجل إليها. والسكن أمر نفساني، وسر وجداني، يجد فيه المرء سعادة تشمل المجتمع، وأنس الخلوة التي لا تكلف فيها. ذلك من الضروريات التي المعنوية التي لا يجدها المرء إلا في ظل المرأة بين البيت والمجتمع. والحياة إذا خلت من المتعة كانت جافة قاسية لذلك أحاطت حكمة الله عز وجل كل غرائز البقاء بأسباب المتعة، وإن تدبر هذه الحكمة تجعل الإنسان على بينه من الغاية منها. إنها ليست هدفاً لذاتها وإنما هي وسيلة إلى أهداف كريمة لأن الفرع الكريم لا يأتي إلا من أصل كريم. والمرأة قيمة إجتماعية مهمة، وهي عالم الجمال بل الجمال كله، جسداً وروحاً. حيث الجمال من المؤثرات التي يستجيب لها الأنسان، فيشعر بالراحة وتنبسط اساريره، وترتوي نفسه من ينابيع ذلك الكائن الأكثر سحرا وجاذبية من دون سائر الكائنات الأخرى. والمرأة تشبه القمر في المعنى الفلكي فهي لا تشع ضوء من داخلها بل تعكس الضوء الآتي إليها من شمس عقل الرجل. وقد شاركت المرأة الرجل في مسرحية الحياة بكل ما فيها ومن فيها فوق مسرح الكون الواسع الكبير. وبقية المرأة وجهاً من الحياة والمصير ودنياها مليئة بالرؤى، وزاخرة بالمشاعر والخواطر. طالما اختلفت عليها رياح التبدل والتحول وضوحا حيناً، وغموضاً احيانا كثيرة، في الحب والكره، في الغضب والرضا، والوفاء والجفاء.
لقد كانت المراة ولا زالت وستظل وراء معظم احداث الحياة وحوادثها، فهي أنيسة أدم عليه السلام وزوجه، وهي سبب الخصام بين قابيل و هابيل، وبسببها فتن الملكين هاروت وماروت، وسجن يوسف عليه السلام، واهتمام سليمان بن داوود، وحيرة نوح، ودهشة فرعون ورعبه، واستئجار موسي. وقد تشعبت الآراء حول المرأة منذ القدم وحتى يومنا هذا. فقسم أحبها فأكرمها وأنصفها وأسمعها أحلى الكلام بعبارات التودد والاحترام والاعجاب. وقسم أبغضها وظلمها بل ضربها بزلزال من الحماقة الهوجاء، وانهال عليها بوابل من كلمات الغضب الرعنا. وهناك من سعى إلى شيطنتها وأتهمها بفقدان شخصيتها وحريتها إذا بقيت عائشة في كنف الرجل وفي وفاق معه. فثارت على هذا الذي لا يمكن أن تسعد بغيره عقلاً وعملاً. فتمثلت الرجل عدواً يغتصب حقوقها ويعتدي على كيانها، فتمردت عليه حليلاً يرعى حقها ويؤدي واجبه نحوها، والتمست سعادتها في المتاجر والمصانع والملاهي والمفاتن، وانطلقت متباهية ومتسلحة بالحرية المتاحة لها وحازت على القوامة الذاتية نتيجة عملها. فهي تعمل وتقود السيارة وتحقق مطالبها بنفسها وتستطيع ان تعيش حياة ممتعة من دون الرجل الذي ينقص حياتها، ويكبل يديها، ويحرس مشاعرها، ويعد نبضات قلبها. كل شيء أنتهى والدور السابق للرجل أصبح من الماضي ولا داعي حتى للاحتجاج الشفهي لأن قطار المرأة قطع شوطاً طويلاً وأصبح الالتفات للوراء إضاعة وقت ولا داعي للجري خلف القطار لأنه الأسرع. وهنا وجد الرجل الغربي نفسه وسط هذه المسوغات . المبررات التي تجعله يسير مغمض العينين ويتغنى (بالسكوت من ذهب). وعندما يستعيد الذاكرة ويستعرض صورته وهو يشقى ويكد ويتعب من أجل لقمة العيش مقابل الحكم المطلق، والقبضه الحديدية على مرابط الأسرة يشمئز ويقول لنفسه هذا يكفي ويقارن وضعه الحالي ويقول هذا أفضل ويمشي في خيلاء. مميطاً اللثام عن رغبات أكثر جموحاً. وتبدو المعادلة صعبه الفهم حيث السلوك البشري في فترة وجيزة يحول الأنسان إلى شخص مختلف في تعاطيه مع الواقع. فهل أستوعبت المرأة أنها تكبدت الكثير من الخسائر حتى استطاعت الخروج من كهف الأنوثة في البيت حيث أن خروجها من فناء المنزل لا يعني خلاصها من جلباب الرجل .فوقعت في فخ العبودية مجدداً فأسلمت نفسها إليه خليلاً يعبث بها وتعبث به، الأمر الذي أوقعها في شرك الضياع الأنوثي وبدأت شخصيتها منقسمة بين الذكورية والأنوثية. فأصبحت غير كاملة من حيث التركيبة السيكولوجية التي تتمتع بمعيار يضع حداً للانحراف خلف التفكير الخيالي، وغاب عن فكرها أن الحرية لا تبرز في غياب الوعي وان الفناء الواسع الذي دخلته مليء بالقردة الذين يرقبونها بشماته :ومكمن الخطر في هذا القرن هو أمكانية أنتشار حالة المرأة الغربية بواقعها الشاذ لتصاب مجتمعاتنا ،بهذا الداء الذي فرض على (٤)ملايين طفل أمريكي ظاهرة (أطفال المفاتيح ) الذين يعودون إلى منازلهم من المدارس آخر النهار حاملين مفاتيح المنازل الخاوية من الوالدين العاملين.وعلى المرأة المسلمة بعامة والسعودية بخاصة،أن تستمد مصادر نهضتها من القيم الأساسية التي رسمها القرأن والاسلام ،وطبقها محمد صلى الله عليه وسلم .وأن تسترشد بهدى النماذج الكريمة التي قدمها تاريخنا للمرأة العربية المسلمة،مجاهدة في سبيل الله،بانية للشباب الكريم النافع،صانعة للحياة الطيبة،مؤازرة للرجل في عمله ومشاقه،مرتفعة فوق مطامع الناس وأهواء المجتمعات ،ومحاولات الذين يريدونها رقيقا،من حيث جعلها الله ذات سيادة وكرامة
عضو مجلس المنطقة
اللواء م/ عبدالله بن كريم العطوي
قال تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها).
نحن بصدد آية كريمة تنطق نوراً ورقّه، وتفيض صدقاً وتروع حقاً مما جاء به نبي الهدى صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا فهي تقرر أن المرأة آية من آيات الله خلقها من نفس الرجل لا من طينة أخرى، وخلقها لتكون زوجه وخلق الله تلك الزوجه ليسكن الرجل إليها. والسكن أمر نفساني، وسر وجداني، يجد فيه المرء سعادة تشمل المجتمع، وأنس الخلوة التي لا تكلف فيها. ذلك من الضروريات التي المعنوية التي لا يجدها المرء إلا في ظل المرأة بين البيت والمجتمع. والحياة إذا خلت من المتعة كانت جافة قاسية لذلك أحاطت حكمة الله عز وجل كل غرائز البقاء بأسباب المتعة، وإن تدبر هذه الحكمة تجعل الإنسان على بينه من الغاية منها. إنها ليست هدفاً لذاتها وإنما هي وسيلة إلى أهداف كريمة لأن الفرع الكريم لا يأتي إلا من أصل كريم. والمرأة قيمة إجتماعية مهمة، وهي عالم الجمال بل الجمال كله، جسداً وروحاً. حيث الجمال من المؤثرات التي يستجيب لها الأنسان، فيشعر بالراحة وتنبسط اساريره، وترتوي نفسه من ينابيع ذلك الكائن الأكثر سحرا وجاذبية من دون سائر الكائنات الأخرى. والمرأة تشبه القمر في المعنى الفلكي فهي لا تشع ضوء من داخلها بل تعكس الضوء الآتي إليها من شمس عقل الرجل. وقد شاركت المرأة الرجل في مسرحية الحياة بكل ما فيها ومن فيها فوق مسرح الكون الواسع الكبير. وبقية المرأة وجهاً من الحياة والمصير ودنياها مليئة بالرؤى، وزاخرة بالمشاعر والخواطر. طالما اختلفت عليها رياح التبدل والتحول وضوحا حيناً، وغموضاً احيانا كثيرة، في الحب والكره، في الغضب والرضا، والوفاء والجفاء.
لقد كانت المراة ولا زالت وستظل وراء معظم احداث الحياة وحوادثها، فهي أنيسة أدم عليه السلام وزوجه، وهي سبب الخصام بين قابيل و هابيل، وبسببها فتن الملكين هاروت وماروت، وسجن يوسف عليه السلام، واهتمام سليمان بن داوود، وحيرة نوح، ودهشة فرعون ورعبه، واستئجار موسي. وقد تشعبت الآراء حول المرأة منذ القدم وحتى يومنا هذا. فقسم أحبها فأكرمها وأنصفها وأسمعها أحلى الكلام بعبارات التودد والاحترام والاعجاب. وقسم أبغضها وظلمها بل ضربها بزلزال من الحماقة الهوجاء، وانهال عليها بوابل من كلمات الغضب الرعنا. وهناك من سعى إلى شيطنتها وأتهمها بفقدان شخصيتها وحريتها إذا بقيت عائشة في كنف الرجل وفي وفاق معه. فثارت على هذا الذي لا يمكن أن تسعد بغيره عقلاً وعملاً. فتمثلت الرجل عدواً يغتصب حقوقها ويعتدي على كيانها، فتمردت عليه حليلاً يرعى حقها ويؤدي واجبه نحوها، والتمست سعادتها في المتاجر والمصانع والملاهي والمفاتن، وانطلقت متباهية ومتسلحة بالحرية المتاحة لها وحازت على القوامة الذاتية نتيجة عملها. فهي تعمل وتقود السيارة وتحقق مطالبها بنفسها وتستطيع ان تعيش حياة ممتعة من دون الرجل الذي ينقص حياتها، ويكبل يديها، ويحرس مشاعرها، ويعد نبضات قلبها. كل شيء أنتهى والدور السابق للرجل أصبح من الماضي ولا داعي حتى للاحتجاج الشفهي لأن قطار المرأة قطع شوطاً طويلاً وأصبح الالتفات للوراء إضاعة وقت ولا داعي للجري خلف القطار لأنه الأسرع. وهنا وجد الرجل الغربي نفسه وسط هذه المسوغات . المبررات التي تجعله يسير مغمض العينين ويتغنى (بالسكوت من ذهب). وعندما يستعيد الذاكرة ويستعرض صورته وهو يشقى ويكد ويتعب من أجل لقمة العيش مقابل الحكم المطلق، والقبضه الحديدية على مرابط الأسرة يشمئز ويقول لنفسه هذا يكفي ويقارن وضعه الحالي ويقول هذا أفضل ويمشي في خيلاء. مميطاً اللثام عن رغبات أكثر جموحاً. وتبدو المعادلة صعبه الفهم حيث السلوك البشري في فترة وجيزة يحول الأنسان إلى شخص مختلف في تعاطيه مع الواقع. فهل أستوعبت المرأة أنها تكبدت الكثير من الخسائر حتى استطاعت الخروج من كهف الأنوثة في البيت حيث أن خروجها من فناء المنزل لا يعني خلاصها من جلباب الرجل .فوقعت في فخ العبودية مجدداً فأسلمت نفسها إليه خليلاً يعبث بها وتعبث به، الأمر الذي أوقعها في شرك الضياع الأنوثي وبدأت شخصيتها منقسمة بين الذكورية والأنوثية. فأصبحت غير كاملة من حيث التركيبة السيكولوجية التي تتمتع بمعيار يضع حداً للانحراف خلف التفكير الخيالي، وغاب عن فكرها أن الحرية لا تبرز في غياب الوعي وان الفناء الواسع الذي دخلته مليء بالقردة الذين يرقبونها بشماته :ومكمن الخطر في هذا القرن هو أمكانية أنتشار حالة المرأة الغربية بواقعها الشاذ لتصاب مجتمعاتنا ،بهذا الداء الذي فرض على (٤)ملايين طفل أمريكي ظاهرة (أطفال المفاتيح ) الذين يعودون إلى منازلهم من المدارس آخر النهار حاملين مفاتيح المنازل الخاوية من الوالدين العاملين.وعلى المرأة المسلمة بعامة والسعودية بخاصة،أن تستمد مصادر نهضتها من القيم الأساسية التي رسمها القرأن والاسلام ،وطبقها محمد صلى الله عليه وسلم .وأن تسترشد بهدى النماذج الكريمة التي قدمها تاريخنا للمرأة العربية المسلمة،مجاهدة في سبيل الله،بانية للشباب الكريم النافع،صانعة للحياة الطيبة،مؤازرة للرجل في عمله ومشاقه،مرتفعة فوق مطامع الناس وأهواء المجتمعات ،ومحاولات الذين يريدونها رقيقا،من حيث جعلها الله ذات سيادة وكرامة
عضو مجلس المنطقة
اللواء م/ عبدالله بن كريم العطوي