ما زال نظام الملالي في ايران لا يدرك حجم المخاطر التي تحيط به , الأساطيل الأمريكية تتجه نحو الخليج العربي وتساندها العديد من الدول الغربية والعربية , وفي المقابل تجد ردة فعله تتمثل في المزيد من التصعيد والتهديد والوعيد , وكأن هذه الحشود التي تتواصل وتتعزز يوما بعد يوم قد جاءت من أجل إستعراض العضلات ليس إلا ؟! بدءا من الإعتداء على المنشىآت النفطية والمدنية وناقلات النفط , وزيادة تخصيب اليورانيوم , الى التهديد بضرب حاملات الطائرات الأمريكية ، وتعطيل الملاحة الدولية في البحر الاحمر ومضيق هرمز . يقدم نظام الملالي كل يوم المزيد من المبررات اللارزمة لتوجيه ضربة عسكرية اليه بل وفي تراجع التعاطف الدولي معه . لا يعرف هذا النظام الذي يعيش بعقلية القرون الوسطى بأن ضرب أي حاملة طائرات أمريكية تحمل على ظهرها العشرات من الطائرات الحربية وطاقم يتكون من الاف الجنود , يعني بمثابة إعلان حرب وأن العالم كله وقتها سوف يقف في وجه ايران , وإن استخدام امريكا للسلاح النووي سوف يكون مجرد تحصيل حاصل (بيرل هاربر) , وبالتالي الذهاب بالشعب الايراني نحو التهلكة . في حرب الخليج الأولى وعلى اثر قيام ايران بالإعتداء على ناقلات النفط , خسر الاسطول الايراني ثلثي سفنه الحربية في أول مواجهة له مع الاسطول الأمريكي . عندما يعرض هذا النظام معاهدة عدم إعتداء مع دول الجوار وهو الذي يتفاخر بإحتلاله لأربعة عواصم عربية , وعندما يقول بأن مشاكل المنطقة لا يستطيع حلها الا دول المنطقة وهو السبب في اشتعالها , نصل الى قناعة تامة بأننا نتعامل مع حفنة من المهرجين وأن هذا النظام لا يمكن التعايش معه اطلاقا . فنظام الملالي صورة طبق الأصل عن النازية ممثلة بهتلر , عندما حاول الغرب إستمالته بشتى الوسائل بل وتقديم بعض التنازلات إليه ولكن بدون جدوي (المانيا فوق الجميع) ! وهذا حال نظام الملالي حيث يحاول إحياء الإمبراطورية الفارسية رغم الإختلاف في ظروف الزمان والمكان واستحالة ذلك في الوقت الحاضر , وتجده في سبيل تحقيق ذلك يتبع سياسة جماعة الحشاشين الفارسية التي نشرت الرعب والخراب والدمار (الإرهاب) طوال قرنين من الزمان . نظام الملالي يقوم على أرض هشة (إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا) وسقوطه سوف يكون أسرع مما يتم تصوره (أية الله الصرخي) . يبقى أن تحرص دول الجوار على إشراكها في أي تسوية قادمة مع النظام الإيراني تلافيا للأخطاء التي وقعت عند توقيع الإتفاق النووي ، وكما صرح بذلك وزير الخارجية الإماراتي , وبما يكفل تجريده من كل عناصر القوة التي يمتلكها وتشكل تهديداً لدول الجوار , وتتمثل بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية وميليشياته في المنطقة . وإلا فإنه لن يتوانى لحظة واحدة عن مواصلة نشر الفوضى والدمار والخراب في المنطقة . أعتقد ان تشديد الحصار الإقتصادي عليه خطوة متقدمة في سبيل ذلك واعادة تأهيله دوليا.
بقلم/ فوزي محمد الاحمدي