الشرُّ و الألم
هل للشر والألم فوائد؟ يقول الحائز على جائزة نوبل وأحد أقطاب الوجودية وليام فوكنر: "لو خُيّرت بين الألم والاشيء سأختار الألم"
ولهذا القول ماله من الحجج والأدلة التي تؤكد هذا الأمر، ويُقال: "لولا الشر لم يعرف الخير"
إن المناقشاتِ التي جرت بين العلماء في استشكال وجود الشر ولماذا يتحمل الإنسان هذه المتاعب والآلام التي هي في نظر بعضهم لا جدوى منها لماذا تتألم طفلة صغيرة بمرضٍ عُضال؟ ما الفائدة ما النتيجة؟ لماذا يئن شيخٌ كبير من مكابدة السنين؟
لماذا لا تكون الحياة خيراً خالصاً ونعيما وأُلفة ومحبة
وسعادة وفرح مستمر؟
هذه الأسئلة يُرددها الملاحدة ويكررونها ويثبتون بها عدم وجود إله، ولكنهم لا يعلمون أنّهم يُثبتون بها وجود الله وقدرته وإرادته وأنه المتصرف والذي يبتلي بالخير والشر، فالحياة من أول يوم هبط فيه آدمُ إلى الأرض هي اختبار وابتلاء، يشوبها الشرّ قال تعالى: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد)) [البلد: 4 ]
فهو يكابد منغصات الحياة التي لا تنتهي
إن نسبة الشر إلى الخير في المجمل قليلة فالأصل الخير والاستثناء الشر، إذن لماذا لا يُفكر هؤلاء! وكما أنهم يتساءلون عن الحمكة من وجود الشر أيضاً
ما الحكمة من وجود الخير كذلك، أليس هو أيضاً من الله الذي يعطي، نحن في الفصل الأول من هذه الحياة ولابد من فصل آخر تُنصف فيه الخلائق، النظر إلى الشر من كلّ الوجوه أجدر بفهمه وهناك حكم تخفى على عقل الإنسان المحدود، فكيف بالمحدود أن يفهم أفعال واجب الوجود سبحانه الذي لايحدّه مكان ولا زمان ولاتدركه الأبصار
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عَظُمتْ
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
"إنّ استبعاد الألم من الحياة هو استبعاد للحياة نفسِها" كما يشير س. إس. لويس.
وهذا كلام واقعي ودقيق مبنيٌ على البديهة، بل إن القرآن أشار إلى المكاره وانطوائها على الخير بل الكثير قال تعالى: ((فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) [النساء: 19]
الشرّ والخير وُجِدا في هذه الحياه لحكمة أرادها الله
لقد قرأتُ مؤخرا كتاب د. سامي عامر المعنون بمشكلة الشر ووجود الله، وهو يعرض فيه أبعاد مشكلة الشرِّ ويرد فيه على الملاحده بوعي وبصيرة وتمكُّن
وتفهُّم لمقتضيات العصر ، وانفتاح وسائل التواصل الاجتماعية بما تحمله من شُبَه تُخلِّط على عقول المسلمين، ففيه الكثير المفيد لمن أراد الاستزاد عن هذه الشبهة.
سالم صعيكر البلوي
هل للشر والألم فوائد؟ يقول الحائز على جائزة نوبل وأحد أقطاب الوجودية وليام فوكنر: "لو خُيّرت بين الألم والاشيء سأختار الألم"
ولهذا القول ماله من الحجج والأدلة التي تؤكد هذا الأمر، ويُقال: "لولا الشر لم يعرف الخير"
إن المناقشاتِ التي جرت بين العلماء في استشكال وجود الشر ولماذا يتحمل الإنسان هذه المتاعب والآلام التي هي في نظر بعضهم لا جدوى منها لماذا تتألم طفلة صغيرة بمرضٍ عُضال؟ ما الفائدة ما النتيجة؟ لماذا يئن شيخٌ كبير من مكابدة السنين؟
لماذا لا تكون الحياة خيراً خالصاً ونعيما وأُلفة ومحبة
وسعادة وفرح مستمر؟
هذه الأسئلة يُرددها الملاحدة ويكررونها ويثبتون بها عدم وجود إله، ولكنهم لا يعلمون أنّهم يُثبتون بها وجود الله وقدرته وإرادته وأنه المتصرف والذي يبتلي بالخير والشر، فالحياة من أول يوم هبط فيه آدمُ إلى الأرض هي اختبار وابتلاء، يشوبها الشرّ قال تعالى: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد)) [البلد: 4 ]
فهو يكابد منغصات الحياة التي لا تنتهي
إن نسبة الشر إلى الخير في المجمل قليلة فالأصل الخير والاستثناء الشر، إذن لماذا لا يُفكر هؤلاء! وكما أنهم يتساءلون عن الحمكة من وجود الشر أيضاً
ما الحكمة من وجود الخير كذلك، أليس هو أيضاً من الله الذي يعطي، نحن في الفصل الأول من هذه الحياة ولابد من فصل آخر تُنصف فيه الخلائق، النظر إلى الشر من كلّ الوجوه أجدر بفهمه وهناك حكم تخفى على عقل الإنسان المحدود، فكيف بالمحدود أن يفهم أفعال واجب الوجود سبحانه الذي لايحدّه مكان ولا زمان ولاتدركه الأبصار
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عَظُمتْ
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
"إنّ استبعاد الألم من الحياة هو استبعاد للحياة نفسِها" كما يشير س. إس. لويس.
وهذا كلام واقعي ودقيق مبنيٌ على البديهة، بل إن القرآن أشار إلى المكاره وانطوائها على الخير بل الكثير قال تعالى: ((فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) [النساء: 19]
الشرّ والخير وُجِدا في هذه الحياه لحكمة أرادها الله
لقد قرأتُ مؤخرا كتاب د. سامي عامر المعنون بمشكلة الشر ووجود الله، وهو يعرض فيه أبعاد مشكلة الشرِّ ويرد فيه على الملاحده بوعي وبصيرة وتمكُّن
وتفهُّم لمقتضيات العصر ، وانفتاح وسائل التواصل الاجتماعية بما تحمله من شُبَه تُخلِّط على عقول المسلمين، ففيه الكثير المفيد لمن أراد الاستزاد عن هذه الشبهة.
سالم صعيكر البلوي