ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للملكة العربية السعودية يبدأ غدا الخميس24/1/1440هـ مهرجان تيماء التراثي الاول ، والذي تقوم عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، ويأتي كأحد الانشطة المهمة للتعريف بالأثار وتحقيق التفاعل مع المجتمع ، وتركيز التكامل مع الجهات الحكومية لخدمة موروث البلاد من اثار قديمة وموروث شعبي ساد خلال الفترات الماضية القريبة ، ومن هنا فقد كانت الاهداف السامية دافعا لأن يخرج عملا مميزا يحقق الاهداف التي ترمي الى خدمة هذا الموروث العظيم.
وعملا بمقتضى الامر فقد تم اختيار منطقة فسيحة متاخمة لسور تيماء الكبير ليكون مقرا للفعاليات المسائية التي ستشمل الكثير من النشاطات منها العلمية ومنها الثقافية ، ومنها الترفيهية وخاصة تلك التي تعني بكافة شرائح المجتمع وخاصة الاسرة والطفل ، بالإضافة الى خدمة الاسر المنتجة التي خصص لها مكانا خاصا لممارسة وتسويق منتجاتها سواء الحياكة او الأعمال الخشبية او الخوصيات ، او حتى الاطعمة التي كانت تسود المطبخ المحلي ، وايضا خصص ركناً للمنتجات الزراعية التي تجود بها المزارع المحلية ، كأحد الروافد الاقتصادية القديمة والنشاط السكاني لحاضرة تيماء ، وللتعريف بموروث منطقة اخرى من مملكتنا الغالية تم الترتيب والتجهيز لإقامة خيمة تعنى بالموروث الحجازي التي هي منطقة تتكامل مع الموروث السعودي التي يتنوع في معطياته . ايضا الى جانب موقع ميدان السور ، هناك موقع بئر هداج التي ستقام فيه الفعاليات عصرا ، وبئر هداج كما هو معروف معلم من معالم الوطن ، قامت حوله حضارات متعاقبة مايعني اهميته والدور الكبير الذي لعبه في حياة الاقدمين ، كما وانه يحمل من الصفات التاريخية ما يؤهله ليكون معلما جديرا بالإهتمام خاصة وانه اعظم بئر من حيث السعة عرفه العالم القديم ، وهو البئر الذي لطالما تغنى به الشعراء واستخدم في كافة اغراض الشعر كتعبير عن الحالة ،وهو لاشك يمثل الثقافة التي سادت خلال العصور القديمة فيما يتعلق بالواحات الزراعية . وتشتمل الفقرات التي ستتم في بئر هداج على اعظم الاعمال المتمثلة في عمل السواني ، وهي الطريقة التي يعمل بها السكان على استخراج المياه ، والتي ستكون لها من الانعكاس والايجابيات الأثر الأكبر خاصة انه ستتاح الفرصة لجميع الفئات من الحضور ، وسيكون هناك موقعا للضيافة وركنا لممارسة الفن التشكيلي.
وبعد فهذه خطوط عريضة عن قصة هذا المهرجان ، اما بقية القصة فستكون حاضرة على ارض الواقع ، وذلك لينعم بها المواطن والمقيم ، وكذلك الضيوف الذين سيحضرون ها الكرنفال الكبير ، وسيكون بإذن مرضيا ، وهو امر مؤكد فالتوجيهات حوله من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث الوطني ، والمتابعة المستمرة ، والاعداد الدقيق لسعادة محافظ تيماء الاستاذ / سعد بن نايف السديري هي كفيلة - بإذن الله - لأن يخرج بالصورة اللائقة والمأمولة ، وفق الله الجميع وحفظ الله بلادنا وقادتنا لتكون دوما في تقدم مستمر ، والله ولي التوفيق.
محمد بن حمد النجم