كنا قد تناولنا في مقالة سابقة آثار منطقة نيوم ، كأحد المقومات لصناعة سياحة ثقافية في هذه المنطقة ، وفي هذه المقالة نسلط الضوء على جيولوجية المنطقة ومدى موائمتها لاستمثار مظاهرها الجيولوجية لتشكل رافداً للسياحة في هذه المنطقة ، وهي جانب مهم للغاية سواء للدارسين ، من المتخصصين في علوم الأرض ، أو لمن يرغبون الإطلاع على التنوع الطبقي للمنطقة ، فلو بدأنا بالجزر لوجدنا منها الجزر المرجانية، والرملية، والقارية، والبركانية، ومعظم شواطئها حُفَّت بالرمال الناعمة، وفي البعض منها تميز بغطاءً نباتياً ، والبعض منها أيضاً تميز بالمرتفعات الجبلية، إضافة لشعابها المرجانية المتنوعة، وهو مايؤهلها لتكون مقصداً سياحياً للصيد والغوص والاستجمام في معظم فصول العام ، كذلك الساحل الذي تميز باماكن جمعت مابين الشكل الجميل والتهيئة لتكون مواقع للإبحار وإقامة الأرصفة البحرية ، وكذلك مناسبتها للغوص في الأعماق التي تحوي تنوعاً بيئياً خاصاً هو من الأهمية بمكان للدارسين في هذا الجانب أو لهواة الغوص ، أيضاً فالمنطقة تضم ساحلاً جميلاً يكتسي بالرمال الناعمة التي تجعل منه شاطئاً مناسباً للتنزه،أما المظاهر الجيولوجية الداخلية فهي غاية في الأهمية إذ تحوي هضاباً متوسطة الإرتفاع ما تلبث أن ترتفع حتى تظهر جبال الشفا الذي ياتي جبل اللوز العظيم كأبرز ما تضمه المنطقة ، والذي اشرنا في مقالة سابقة عن أهميته كمحجر رخامي متعدد الالوان والتركيبات البنائية ، وهو مهم جداً للدارسين في أنواع صخور الجرانيت والكوارتز وأنواع أخرى يستطيع الجيولوجيون إبرازها بشكل أوضح وأنسب للسائحين والدارسين لهذا الجانب ، هذه الجبال تتميز بالصخور البازلتية البركانية والرسوبية والسحيقة والتي معظمها صخور جرانيتية وصخور متحولة منها صخور النيس والشست الناشئة من تحول الصخور الرسوبية والصخور البركانية السيليكاتية ومعقدات الامفيبولايت المتحولة عن الصخور القاعدية ويصل عمر هذه الصخور الى 1200مليون سنة ، وتمتد صخور الدرع العربي شرقاً في عمق الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية حتى يظهر نقاط التقاء صخورها بصخور الرف العربي الذي يقدر عمر صخوره بأقل من 540 مليون سنة وتتبع دهر الحياة الظاهرة وهي تقع فوق صخور الدرع العربي وهي صخور ترسبت عبر الزمان لتتكون في هذه الصورة التي نراها ، ولا شك ان نقطة إلتقاء هذه الصخور بصخور الدرع العربي هي من الأمور الممتعة والمثيرة والقابلة لأن تكون من أكثر نقاط القوة فيما يتعلق بالسياحة الجيولوجية بالمنطقة ، خاصة انها من الممكن ملاحظتها في تركيبة جبل واحد ، هذا بالإضافة الى الأودية التي تخترق المنطقة متجهة نحو البحر الاحمر أو العكس ، وهي جميعها أودية عظيمة ، تكسو معظمها غطاءً نباتياً مميزاً ، ومنها مايحوي أنواعا مهمة ونادرة من الأشجار والأعشاب ومن أهمها الوادي الابيض وعفال ومسيل حميط الذي يسير في سفح سلسة جبل اللوز ، هذه المقومات الجيولوجية هي أحد الروافد للسياحة الثقافية ، وبلا شك عن اكتمال تجهيزات المنطقة ستكون ذات أثر فاعل في صناعة سياحة ثقافية مهمة في نيوم الفتية.