×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
محمد حمد النجم

مقومات "نيوم" السياحية
محمد حمد النجم


تميزت بلادنا بالكثير من المقومات التي قلَّما تتواجد في أي من أجزاء العالم ، ، وتنوعت هذه الخصائص لتشكل عوامل مهمة تساعد في تحقيق الرؤى ، وأيضاً تفردت بخصائص هي غاية في الأهمية بحيث لايدانيها منزلة ، والتي يأتي في مقدمتها العامل الديني الذي خص به الله هذه البلاد واختارها لتكون مهبطاً للوحي ومركزاً لانتشار ديننا العظيم ومهوى للأفئدة، وبالتالي شكلت منارة اشعاع وعلم استمر عبر الأربعة عشر قرن الماضية ، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها الجغرافية و البيئية و الاجتماعية ، وكذلك ماحباها الله من نعم أخرى ، والتي بفضله سبحانه وتعالى يسر لها من يعمل على حماية مكتسباتها وتسخير امكاناتها لخدمة مقوماتها لتكون قاعدة تتحقق من خلالها أحلام المستقبل لأبناء هذه البلاد.

مؤخراً شهد العالم شيئاً من الخطط المستقبلية لمنطقة نيوم في الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية ، والتي تم اختيارها لتكون وجهة مستقبل وبقعة تحوي مظاهر عصرية تتكامل مع مقومات متوافرة - يتم تأهيلها - لتحقق من خلاله رؤىً وطنية طموحة ، هذا الحلم العظيم ، بدأت تتبلور ملامحة وازداد العالم يقينا بأنه - وعن قريب - سيتحقق على أرض الواقع ، سيما بعد أن وقف عليه وعن كثب مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله - صاحب الرؤى المستقبلية الناضجة ، وكذلك حضور صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد عراب هذا المشروع والقائم على تنفيذه ، والذي لم يفتأ وبخطىً متئدة يسير نحو تحقيق أمال الشعب السعودي والأمة العربية والاسلامية ، بل والعالم الذي يبهره مايقوم به هذا الشاب الطموح من أعمال هي محط إعجاب سيما والشرح عنها يحمل في طياته العمق للنظرة المستقبلية ، والاقناع المبني على دراسات استراتيجية تعتمد الواقع والتكامل مع مايحيط بها من مقومات محلية ودولية.

ولا شك ان اختيار نيوم لم يأت الا بعد دراسات مستفيضة اعتمدت على ما يتوفر من مقومات التي اجتمعت لتكون النسق العام للمشروع ، ومنها ولاشك العمق الحضاري ، فإذا نظرت الى الجزر التي يشملها المشروع فهي تحوي الكثير من الجزر البكر التي احتوى البعض منها على أثاراً ظاهرة تبين استيطانها منذ الاف السنين ، والأماكن المحيطة التي تحوي الكثير من الآثار الغارقة وكذلك الساحل الذي تنتشر عبر مسارة الكثير من المواقع الأثرية منها مواقع طريق الحج المصري الساحلي ، الذي يحوي الكثير من القلاع والآبار والبرك والمنشآت الخاصة بخدمة الحجاج والذي استمر عطائه عبر مئات السنين ، أيضاً هناك آثار البدع أو مدائن شعيب التي تضاهي المدن المنحوتة بالجبال ، وكذلك آثار عينونا والخريبة وطيب اسم ، والديسة ونبع داما وآثار المراسي المهمة كأكرا كومي ولوكي كومي والقصير ، هذا علاوة على مايحويه طريق الحج الداخلي الذي توافر عليه الكثير من الآثار ، ناهيك عن آثارجبل اللوز - أضخم وأعلى جبال المنطقة - كأهم منجم للرخام ، خلال عصور ماقبل الميلاد والعصور الميلادية الاولى ، والذي نقلت مواده لمعابد اليونان والرومان ، والذي لاتزال بقايا الاعمدة الرخامية موجودة في الجبل وعلى سفحه ، كما أننا على موعد لتحقيق الكثير من الشواهد التي تقوم عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال عدد من الفرق السعودية والاجنبية التي تعمل بالمنطقة . وهذه الآثار التي جاء جزء منها في معرض حديثنا تعود الى عصور ماقبل التاريخ وعبر العصور التاريخية وحتى الماضي القريب.

ومن هنا فأثار منطقة نيوم هي من الأهمية بمكان بحيث تكون أحد أعمدة قيام وتشغيل نيوم ، فهنيئاً لبلادي ماتوافر من مقومات وهنيئاً أيضاً على هذا المنجز ، دامت بلادي مزدهرة وآمنة تحت ظل والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان ، وحفظ الله الجميع.

محمد بن حمد النجم
بواسطة : محمد حمد النجم
 1  0