حدثني احد الاصدقاء قائلا : كان جدي رحمه الله تعالى يسكن احدى القرى المشهورة بالزراعة في بلادنا الغالية وكان يمتلك حمارين من فصيلتين مختلفتين الاول كان ابيض ضخم يسمى ( الجبلى ) وكان عزيزا عليه ومدللا لانه كان مركبه الخاص به وله مسكن مميز كاإصطبلات الخيل الاصيل وكان يطعمه شعيرا ويوما نخالة القمح وبرسيماً طرياً كطبق رئيسي اما الحلو فكان التمر في الشتاء والبطيخ البارد صيفاً ، اما الحمار الاخر فقد كان من نوع مختلف يسمى حمار محلياً او بلدياً اسود اللون هزيلاً خاص بالحرث والزرع والتحميل ، طعامه عبارة عن بقايا الاطعمة وحشف التمر اليابس القديم وفي الليل يربط خارجاً ليعاني من برودة الجو ناهيك عن احتقار الجد له وإهانة صباحا ومساء.
وفي يوم من الايام نسينا ربطه فدخل على حمار جدي (المبجل) في اصطبله وأفرغ كل مافي قلبه من ضيم وحقد رفساً وعضاً ونطحاً وتهشيماً ولما علم الجد صباحاً بذلك كاد يغشى عليه من الغضب ولولا ستر الله لقتل حمار المزرعة شر قتلة لم تحدث في عالم الحمير او البهائم عموماً حيث انه هرب من القرية بأسرها بعد جريمته النكراء وفعلته الشنيعة ولم نعلم بمكانه الى اليوم.
حقيقة تجعلني هذه القصة افكر في عالم الحمير قديما وحديثاً وما قيل عنه وقد قال الله عز وجل ( ان انكر الاصوات لصوت الحمير ) لان اوله شهيق واخره زفير ولا اشك انني احياناً اسمع اصوتاً في الاماكن العامة وعلى بعض وسائل الاعلام اشد وقعاً من اصوات الحمير ونعيق الغربان لرداءة مايقولون.
وقد اشتهرت الحمير بالبغض والإحتقار لان نهيقها يدل على رؤيتها للشياطين بعكس صياح الديكة ، ومن روائع الشعر ماقاله احمد شوقي في الحمير:
سقط الحمار من السفينة في الدجى ،،،، فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى اذا طلع النهار أتت به ،،،، نحو السفينة موجة تتقدم
قالت خذوه كما أتاني سالماً ،،،، لم أبتلعه لأنه لا يهضم
وفي الثقافة العربية العامة : يعتبر لفظ حمار من الشتائم السوقية الشائعة في كثير من مناطق العالم و خصوصا المناطق العربية . ويستعمله البعض للتهكم والوصف بالغباء.
ومن أشهر الحمير في التاريخ: حمار عزيَر الذي أماته الله سبحانه وتعالى ثم احياه ، وفي أمريكا : الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي كناية عن الصبر والتحمل.
وكان يوجد في بغداد سوق كبير خاص ببيع الحمير يسمى "بالنزيزة" لوجود بركة مياه آسنة كبيرة في وسطه تستعمل للفحص فحينما تتم عملية المساومة والاتفاق يؤخذ الحمار للفحص عند البركة فإذا اجتازها تتم الصفقة والعكس هو الصحيح.
اخيراً اختم بقول ابو محمد اليمني الملقب بنجم الدين المتوفى سنة 569هـ : ولا تحتقر كيد الضعيف فربما ... تموت الأفاعي من سموم العقارب
وقد هد قدمًا عرش بلقيس هدهد ... وخرب حفر الفأر سدًّا لمأرب.
مع خالص ودي واحترامي.
وفي يوم من الايام نسينا ربطه فدخل على حمار جدي (المبجل) في اصطبله وأفرغ كل مافي قلبه من ضيم وحقد رفساً وعضاً ونطحاً وتهشيماً ولما علم الجد صباحاً بذلك كاد يغشى عليه من الغضب ولولا ستر الله لقتل حمار المزرعة شر قتلة لم تحدث في عالم الحمير او البهائم عموماً حيث انه هرب من القرية بأسرها بعد جريمته النكراء وفعلته الشنيعة ولم نعلم بمكانه الى اليوم.
حقيقة تجعلني هذه القصة افكر في عالم الحمير قديما وحديثاً وما قيل عنه وقد قال الله عز وجل ( ان انكر الاصوات لصوت الحمير ) لان اوله شهيق واخره زفير ولا اشك انني احياناً اسمع اصوتاً في الاماكن العامة وعلى بعض وسائل الاعلام اشد وقعاً من اصوات الحمير ونعيق الغربان لرداءة مايقولون.
وقد اشتهرت الحمير بالبغض والإحتقار لان نهيقها يدل على رؤيتها للشياطين بعكس صياح الديكة ، ومن روائع الشعر ماقاله احمد شوقي في الحمير:
سقط الحمار من السفينة في الدجى ،،،، فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى اذا طلع النهار أتت به ،،،، نحو السفينة موجة تتقدم
قالت خذوه كما أتاني سالماً ،،،، لم أبتلعه لأنه لا يهضم
وفي الثقافة العربية العامة : يعتبر لفظ حمار من الشتائم السوقية الشائعة في كثير من مناطق العالم و خصوصا المناطق العربية . ويستعمله البعض للتهكم والوصف بالغباء.
ومن أشهر الحمير في التاريخ: حمار عزيَر الذي أماته الله سبحانه وتعالى ثم احياه ، وفي أمريكا : الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي كناية عن الصبر والتحمل.
وكان يوجد في بغداد سوق كبير خاص ببيع الحمير يسمى "بالنزيزة" لوجود بركة مياه آسنة كبيرة في وسطه تستعمل للفحص فحينما تتم عملية المساومة والاتفاق يؤخذ الحمار للفحص عند البركة فإذا اجتازها تتم الصفقة والعكس هو الصحيح.
اخيراً اختم بقول ابو محمد اليمني الملقب بنجم الدين المتوفى سنة 569هـ : ولا تحتقر كيد الضعيف فربما ... تموت الأفاعي من سموم العقارب
وقد هد قدمًا عرش بلقيس هدهد ... وخرب حفر الفأر سدًّا لمأرب.
مع خالص ودي واحترامي.