مسح ميداني
مسح اجتماعي
مسح بيانات
مسح جوي
مسح البلاط
مسح جغرافي
ماسح نعال
مسح ضوئي
مسح إكلينيكي
مسح الوجه
مسح إشعاعي
مساح
مساحة السيارة
مساحة
تمسيح
المسح على الخفين ... الخ من معاني واشتقاقات هذه الكلمة
ما يهمني من هذه المسميات هو ( مسح الجوخ ) فهذا المسح هو العصا السحرية التي تقلب الضفدعة لبلبلا مغرد والعجوز لفتاة حسناء متصابية والبغل لغزال ممشوق وتجعل من الثور أستاذا جامعيا , لا يشبه ( مسح الجوخ ) في سرعة تحقيق الأماني والأحلام إلا ( إبريق علا الدين ).
وهذا المسح هو المتفشي في البلد ( هاليومين ) وهذا الزمان هو زمانه , فهو المسح الذي له المفعول الساحر المخدر للنفوس, وهو مسح يؤتي أكله دون عناء ( إن ما صابت ما خابت ) وهو مسح له ناسه من فئة ( بائعي الكرامة ) وهو فن قائم بذاته يجعل الصعاليك ( لباسة بشوت ) ومن وجهاء المجتمع بعد أن كانوا يتسكعون على الأرصفة وفي الزوايا المظلمة , وهو فن لا يحتاج لدراسة ومؤهلات ومعاهد وجامعات , فقط يحتاج للسان حاذق في انتقاء كلمات المديح والتزلف والنفاق وهذا المسح مهنة من لا مهنة له وشهادة من لا شهادة له فهو ينقل الوضيع إلى مكان رفيع ويبني له قصراً بديع مدجج بالخدم والحشم ويصبح ( شيخ ) ذو عزة ومكانة ومال وفير ويجعله ذو منصب والكل له مطيع وإن كانوا يحملون أعلى المؤهلات ولكن لا احد يعرفهم فما الذي ميز هذا الوضيع وجعله فوق السطح وتحت الأضواء سوى هذا الفن وحسن تزلفه ونفاقه واختياره لوقت ومكان ونوعية النفاق المؤدي للوجاهة بأقصر الطرق.
( مسح الجوخ ) سبيل مربح يجعل الجيوب تثقل والأنوار تسطع وهو سبيل أصحاب النفوس التي لا كرامة لها والوجوه التي لا نُزع لحم فيها أصحاب المصالح والنظرات الضيقة المتزلفين المتملقين المتحذلقين المنافقين الملتفين على كل دين وعرف وعلى كل نظام وقانون والمرتقين سلالم المجد على أكتاف الآخرين أصحاب العقول الخرقاء والنفوس الجوفاء أصحاب السكاكين التي ترتقب أن يسقط جملاً هنا أو هناك كي يتكالبوا عليه لعل قطعة من لحمة تقدمهم خطوة في سلم الارتقاء وتجعلهم تحت بقعة ضوء , عيونهم في يقظة وأقلامهم في انتباهه لعل مسئول يمر من هنا أو هناك فيكيلون له المديح حتى يصل بألسنتهم إلى عليين , فينعمون بمسحة رضا منه تجعل أرصدتهم تثقل وأمانيهم تتحقق.
مشكلة أصحاب هذا الفن أنهم يظنون أن المجتمع لازال يفكر بعقلية السبعينات والثمانينات وانه لازال نفس المجتمع الذي يطرب لعبارات المديح ولا يضعون في حساباتهم انه مجتمع قد تعلم وغاص في أعماق التحضر وشرب من بحور الثقافة فأصبح يفرق بين الصالح والطالح والغث والسمين والراقي من الكلام المبني على الأخوة في الله الذي يشحذ الهمم ويدخل عليها السرور والممجوج منه الذي تشمئز منه النفوس المبني على التطبيل فتجعل الناس بكل أريحية يجيرون صاحبه في خانة ( منافق ) وإن كان يقصد من مديحه المديح الراقي لا مديح المصلحة إلا أن طريقة طرحة وغلوه في كلمات المديح جعلته في نظرهم ( منافق ) وباحث عن مصلحة مع مرتبة الشرف الأولى.
بقلم :
عبد الله بن علي الأحمري
مسح اجتماعي
مسح بيانات
مسح جوي
مسح البلاط
مسح جغرافي
ماسح نعال
مسح ضوئي
مسح إكلينيكي
مسح الوجه
مسح إشعاعي
مساح
مساحة السيارة
مساحة
تمسيح
المسح على الخفين ... الخ من معاني واشتقاقات هذه الكلمة
ما يهمني من هذه المسميات هو ( مسح الجوخ ) فهذا المسح هو العصا السحرية التي تقلب الضفدعة لبلبلا مغرد والعجوز لفتاة حسناء متصابية والبغل لغزال ممشوق وتجعل من الثور أستاذا جامعيا , لا يشبه ( مسح الجوخ ) في سرعة تحقيق الأماني والأحلام إلا ( إبريق علا الدين ).
وهذا المسح هو المتفشي في البلد ( هاليومين ) وهذا الزمان هو زمانه , فهو المسح الذي له المفعول الساحر المخدر للنفوس, وهو مسح يؤتي أكله دون عناء ( إن ما صابت ما خابت ) وهو مسح له ناسه من فئة ( بائعي الكرامة ) وهو فن قائم بذاته يجعل الصعاليك ( لباسة بشوت ) ومن وجهاء المجتمع بعد أن كانوا يتسكعون على الأرصفة وفي الزوايا المظلمة , وهو فن لا يحتاج لدراسة ومؤهلات ومعاهد وجامعات , فقط يحتاج للسان حاذق في انتقاء كلمات المديح والتزلف والنفاق وهذا المسح مهنة من لا مهنة له وشهادة من لا شهادة له فهو ينقل الوضيع إلى مكان رفيع ويبني له قصراً بديع مدجج بالخدم والحشم ويصبح ( شيخ ) ذو عزة ومكانة ومال وفير ويجعله ذو منصب والكل له مطيع وإن كانوا يحملون أعلى المؤهلات ولكن لا احد يعرفهم فما الذي ميز هذا الوضيع وجعله فوق السطح وتحت الأضواء سوى هذا الفن وحسن تزلفه ونفاقه واختياره لوقت ومكان ونوعية النفاق المؤدي للوجاهة بأقصر الطرق.
( مسح الجوخ ) سبيل مربح يجعل الجيوب تثقل والأنوار تسطع وهو سبيل أصحاب النفوس التي لا كرامة لها والوجوه التي لا نُزع لحم فيها أصحاب المصالح والنظرات الضيقة المتزلفين المتملقين المتحذلقين المنافقين الملتفين على كل دين وعرف وعلى كل نظام وقانون والمرتقين سلالم المجد على أكتاف الآخرين أصحاب العقول الخرقاء والنفوس الجوفاء أصحاب السكاكين التي ترتقب أن يسقط جملاً هنا أو هناك كي يتكالبوا عليه لعل قطعة من لحمة تقدمهم خطوة في سلم الارتقاء وتجعلهم تحت بقعة ضوء , عيونهم في يقظة وأقلامهم في انتباهه لعل مسئول يمر من هنا أو هناك فيكيلون له المديح حتى يصل بألسنتهم إلى عليين , فينعمون بمسحة رضا منه تجعل أرصدتهم تثقل وأمانيهم تتحقق.
مشكلة أصحاب هذا الفن أنهم يظنون أن المجتمع لازال يفكر بعقلية السبعينات والثمانينات وانه لازال نفس المجتمع الذي يطرب لعبارات المديح ولا يضعون في حساباتهم انه مجتمع قد تعلم وغاص في أعماق التحضر وشرب من بحور الثقافة فأصبح يفرق بين الصالح والطالح والغث والسمين والراقي من الكلام المبني على الأخوة في الله الذي يشحذ الهمم ويدخل عليها السرور والممجوج منه الذي تشمئز منه النفوس المبني على التطبيل فتجعل الناس بكل أريحية يجيرون صاحبه في خانة ( منافق ) وإن كان يقصد من مديحه المديح الراقي لا مديح المصلحة إلا أن طريقة طرحة وغلوه في كلمات المديح جعلته في نظرهم ( منافق ) وباحث عن مصلحة مع مرتبة الشرف الأولى.
بقلم :
عبد الله بن علي الأحمري