في الواقع ان التجزئة السياسية للنظام الدولي التي تجري الآن في الشرق الأوسط انما تهدف إلى الموازنة بين الكبار وإلى مضاعفة معادلاتها الإقليمية وفق معطيات سياسية محدده وتركيا التي انتهجت رؤية (كمال أتاتورك)
سلام في الداخل وسلام في الخارج منذ عام ١٩٢٢م فضلت الانغلاق على الداخل والابتعاد عن التورط في مشكلات العالمين العربي والاسلامي وحددت بوصلتها باتجاه الغرب والارتباط به وقضت العقود الماضية في هذا المسار إلا أن الديمغراطية التي أسسها كمال اتاتورك جعلت تركيا تعاني من عوارض خلل عميق في أساسيات تكوينها عندما جمع بين قطبين متباعدين يصعب تلاقيهما على أرض الواقع تقليد أعمى للغرب فرض بالقوة على تركيا. وعداء قومي للأقليات غير التركية وغير المسلمة. فأصبحت بسببه غير متصالحة مع ذاتها.
وعندما فاز حزب العدالة والتنمية في تركيا عام (٢٠٠٢) اصدر البرفسور "أحمد داوود أوغلو" رؤيته عبر كتابة العمق الاستراتيجي. موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية. مركزا علي كون أنقرة دولة فاعله في محيطها الأقليمي والدولي سياسيا . واقتصاديا وأمنيا ولكن فشل نظرية "صفر " للمشاكل مع الجوار التي طرحها أوغلو في تحقيق أهدافها. جعل السياسة التركية تختلف عما سبق واتجهت إلى استغلال التطورات في المنطقة بحثا عن دور ونفوذ اكبر انطلاقا من القناعة بأن المشاركة في أحداث المناطق المتوترة وممارسة الدور والنفوذ لرسم الخرائط وتقرير المصير أفضل من البقاء على كراسي المتفرجين.
ونظرا لتوفر العوامل الموجبة لدور أقليمي تركي في الشرق الأوسط وكونها جديرة بالاعتبار حيث الفراغ الكبير الضارب أطنابه في المنطقة بعد انهيار النظام الاقليمي العربي نتيجة احتلال أمريكا للعراق عام (٢٠٠٣)م وكون الشرق الأوسط مجال جغرافي للجوار التركي يمكنها من لعب دور أقليمي فيه وتوافر تاريخ مشترك وأرث ثقافي مع العرب لا تعتبر تركيا بموجبه عنصرا وافدا نجد ان تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان قد انتهزت لحظة حدوث الأزمة الخليجية لتكريس نفوذها الإقليمي وتجاوز العلاقات الثنائية مع قطر إلى ممارسة دور أمني في الخليج والرئيس أردوغان يختلف عن رؤوسا الجمهورية التركية الذين تعاقبوا على هذا المنصب منذ عهد كمال أثاثورك حيث أخذت السياسة في عهده منحنى القوه الخشنة
بأنشأ خريطة واسعة من القواعد في الصومال والسودان وجزيرة طنب الكبرى والعمل على دغدغة الأحلام الكامنة في أذهان الشعب التركيا لأحياء تاريخ الامبراطورية العثمانية. واردوغان لا يخفى في كثير من المناسبات حلمه الذي يسعى إلى تحقيقه بأن تكون تركيا اليوم امتدادا للإمبراطورية العثمانية.
ومثل الكثير من مشاهير القادة الذين يستندون في كبريائهم واحلامهم بالعظمة إلى التاريخ ورجالاته نجد أن تعصب ارودغان ناتج عن تنشئته الحزبية والنسق العقائدي الذي يتحلى به حيث انه خريج مدارس "إمام خطيب" الدينية وبدأ حياته العملية ضمن التيار الديني الذي تزعمه " نجم الدين أربكان، وقد عمد إلى التوظيف السياسي للدين وتجيير ذلك لصالحه .. وهو يتصف برؤيه استعلائية حيال التاريخ العثماني الذي يعتبره المحور الأساسي للهوية التركية. ونراه يبذل جهود مضنية ليظهر السياسة التركيه على انها بمثابة احياء للهوية الأسلامية. وتغليف الخطاب السياسي بمفهوم " الأمة " واستثمار قضية القدس لكسب تعاطف الرأي العام العربي والأسلامي. ولكن الوجه الأخر للسياسة التركية والإسلاميون المنضوين تحت كنفها يؤكد على إن الأرث العثماني يجيز لتركيا دورا تارخيا في الهيمنة الإقليمية وتمثيل العالم الإسلامي في مواجهة الغرب وأعتبار التدخل في شؤن الدولة العربية. ودعم التنظيمات الدينية ضمن تجليات الارث العثماني الذي يدعم رؤيتهم للشرق الأوسط الجديد. فها هي مواقفهم
في تناقضات إزاء أحداث المنطقة من حرب إعلامية ضد أسرائيل لم تؤثر على العلاقات معها .وتفاهم حميم مع سوريا أنقلب إلى عداوة شديدة. ومواقف مناهضة للنهج الإيراني ثم اصبحت مكملة له.
وكانت على وشك الحرب مع روسيا ثم تفاهمت معها. ودعمت الثورة السورية ومن ثم ساهمت في أفشالها. . وازاء المواقف الدولية في الشرق الأوسط نجد أن السياسة التركية تترنح على وقع التجاذبات الأمريكية .والروسية .والاوروبية. مما يبدو معه أن حلم القومية التركية. سيترتب عليه جذب مآسي كانت دروس في التاريخ لم تستفد منها تركيا او تتعلم. لأنها لازالت تعاني من عدم تعريف الذات وتقديمه للعالم ومن ثم تحديد موقع هذا الذات في ظل اتفاقية لوزان لعام (١٩٢٣) التي لا زالت سارية المفعول مما يحتم على تركيا التخلص من الأوهام التاريخية حيث أن الضباب الكوني الذي يلف العالم في عهد الرئيس (ترامب) لن يسمح بتحقيق الحلم التركي وسيبقى التعويل على الجهود التركية لا أستعادت دور الامبراطورية العثمانية كالاصطياد في الهواء.
عضو مجلس المنطقة
لواء م/ عبدالله بن كريم العطيات
سلام في الداخل وسلام في الخارج منذ عام ١٩٢٢م فضلت الانغلاق على الداخل والابتعاد عن التورط في مشكلات العالمين العربي والاسلامي وحددت بوصلتها باتجاه الغرب والارتباط به وقضت العقود الماضية في هذا المسار إلا أن الديمغراطية التي أسسها كمال اتاتورك جعلت تركيا تعاني من عوارض خلل عميق في أساسيات تكوينها عندما جمع بين قطبين متباعدين يصعب تلاقيهما على أرض الواقع تقليد أعمى للغرب فرض بالقوة على تركيا. وعداء قومي للأقليات غير التركية وغير المسلمة. فأصبحت بسببه غير متصالحة مع ذاتها.
وعندما فاز حزب العدالة والتنمية في تركيا عام (٢٠٠٢) اصدر البرفسور "أحمد داوود أوغلو" رؤيته عبر كتابة العمق الاستراتيجي. موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية. مركزا علي كون أنقرة دولة فاعله في محيطها الأقليمي والدولي سياسيا . واقتصاديا وأمنيا ولكن فشل نظرية "صفر " للمشاكل مع الجوار التي طرحها أوغلو في تحقيق أهدافها. جعل السياسة التركية تختلف عما سبق واتجهت إلى استغلال التطورات في المنطقة بحثا عن دور ونفوذ اكبر انطلاقا من القناعة بأن المشاركة في أحداث المناطق المتوترة وممارسة الدور والنفوذ لرسم الخرائط وتقرير المصير أفضل من البقاء على كراسي المتفرجين.
ونظرا لتوفر العوامل الموجبة لدور أقليمي تركي في الشرق الأوسط وكونها جديرة بالاعتبار حيث الفراغ الكبير الضارب أطنابه في المنطقة بعد انهيار النظام الاقليمي العربي نتيجة احتلال أمريكا للعراق عام (٢٠٠٣)م وكون الشرق الأوسط مجال جغرافي للجوار التركي يمكنها من لعب دور أقليمي فيه وتوافر تاريخ مشترك وأرث ثقافي مع العرب لا تعتبر تركيا بموجبه عنصرا وافدا نجد ان تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان قد انتهزت لحظة حدوث الأزمة الخليجية لتكريس نفوذها الإقليمي وتجاوز العلاقات الثنائية مع قطر إلى ممارسة دور أمني في الخليج والرئيس أردوغان يختلف عن رؤوسا الجمهورية التركية الذين تعاقبوا على هذا المنصب منذ عهد كمال أثاثورك حيث أخذت السياسة في عهده منحنى القوه الخشنة
بأنشأ خريطة واسعة من القواعد في الصومال والسودان وجزيرة طنب الكبرى والعمل على دغدغة الأحلام الكامنة في أذهان الشعب التركيا لأحياء تاريخ الامبراطورية العثمانية. واردوغان لا يخفى في كثير من المناسبات حلمه الذي يسعى إلى تحقيقه بأن تكون تركيا اليوم امتدادا للإمبراطورية العثمانية.
ومثل الكثير من مشاهير القادة الذين يستندون في كبريائهم واحلامهم بالعظمة إلى التاريخ ورجالاته نجد أن تعصب ارودغان ناتج عن تنشئته الحزبية والنسق العقائدي الذي يتحلى به حيث انه خريج مدارس "إمام خطيب" الدينية وبدأ حياته العملية ضمن التيار الديني الذي تزعمه " نجم الدين أربكان، وقد عمد إلى التوظيف السياسي للدين وتجيير ذلك لصالحه .. وهو يتصف برؤيه استعلائية حيال التاريخ العثماني الذي يعتبره المحور الأساسي للهوية التركية. ونراه يبذل جهود مضنية ليظهر السياسة التركيه على انها بمثابة احياء للهوية الأسلامية. وتغليف الخطاب السياسي بمفهوم " الأمة " واستثمار قضية القدس لكسب تعاطف الرأي العام العربي والأسلامي. ولكن الوجه الأخر للسياسة التركية والإسلاميون المنضوين تحت كنفها يؤكد على إن الأرث العثماني يجيز لتركيا دورا تارخيا في الهيمنة الإقليمية وتمثيل العالم الإسلامي في مواجهة الغرب وأعتبار التدخل في شؤن الدولة العربية. ودعم التنظيمات الدينية ضمن تجليات الارث العثماني الذي يدعم رؤيتهم للشرق الأوسط الجديد. فها هي مواقفهم
في تناقضات إزاء أحداث المنطقة من حرب إعلامية ضد أسرائيل لم تؤثر على العلاقات معها .وتفاهم حميم مع سوريا أنقلب إلى عداوة شديدة. ومواقف مناهضة للنهج الإيراني ثم اصبحت مكملة له.
وكانت على وشك الحرب مع روسيا ثم تفاهمت معها. ودعمت الثورة السورية ومن ثم ساهمت في أفشالها. . وازاء المواقف الدولية في الشرق الأوسط نجد أن السياسة التركية تترنح على وقع التجاذبات الأمريكية .والروسية .والاوروبية. مما يبدو معه أن حلم القومية التركية. سيترتب عليه جذب مآسي كانت دروس في التاريخ لم تستفد منها تركيا او تتعلم. لأنها لازالت تعاني من عدم تعريف الذات وتقديمه للعالم ومن ثم تحديد موقع هذا الذات في ظل اتفاقية لوزان لعام (١٩٢٣) التي لا زالت سارية المفعول مما يحتم على تركيا التخلص من الأوهام التاريخية حيث أن الضباب الكوني الذي يلف العالم في عهد الرئيس (ترامب) لن يسمح بتحقيق الحلم التركي وسيبقى التعويل على الجهود التركية لا أستعادت دور الامبراطورية العثمانية كالاصطياد في الهواء.
عضو مجلس المنطقة
لواء م/ عبدالله بن كريم العطيات