آباء خارج نطاق المسؤولية
بعد سنوات قليلة من الزواج والرزق بالذرية تبدأ نسبة من الآباء في مجتمعنا الحاضر بإهمال الأسر والتوجه بكل الاهتمامات إلى ممارسة أعمال خاصة ، أو قضاء جُل الأوقات مع شلة الأصدقاء في مقار السمر واللهو و التدخين ، وما يتخللها من نفث للروائح غير العطرة المؤذية للأنوف والأبصار والألبسة ، مستمرة أوقات السمر لساعات متأخرة من الليل ، ومن ثم يبدأ أحدهم يفكر بالعودة قبل طلوع الفجر إلى المنزل ليقضي بضع من الساعات في النوم ، ومن ثم قد يعقد العزم على التوجه للعمل بكل تثاقل غارقا بالرغبة الجامحة للخلود للراحة وقضاء المزيد من الساعات في النوم ليجد مقر عمله الميداني و المكتبي في انتظاره لينجز المهام والواجبات اليومية ، والمفروض عليه تنفيذها في وقتها المحدد لكي لا تتأخر مصالح أصحاب المطالبات والمعاملات ، وتتأثر بقية الأقسام المرتبطة بعمله نتيجة تكدس المهام و الأوراق المطلوب إنجازها في دوائر معينة ، وفي نهاية يوم العمل تكون حصيلة الإنجاز منخفضة جدا نتيجة قلة التركيز و انخفاض اللياقة الذهنية والبدنية والتي لم يحرص الموظف الساهر على توفيرها لذهنه و جسمه قبل الذهاب لعمله اليومي ، وعلى النطاق الأسري نجد أن الأب غير المهيأ قبل الزواج لبناء الأسرة ورعايتها قد اكتفى فقط بوجود اسمه على شهادات الميلاد و الأوراق الثبوتية وبقي الحبر المكتوب هو صلة القرابة بينه وبين أسرته ، أما دوره كراعٍ ورب للأسرة فهو منعدم تماما ولا يعترف به لأنه يردد دائما مقولات أضاعت الأسر ؛ آمن بها وأقنعه الواهمون بأساليبهم المنحرفة ، وتتضمن قناعاتهم انتهاء دور الأب بمجرد قدوم الأولاد للدنيا وتوفير بعض النفقة لهم ، و بعض المقولات التي يرددونها بريئة من فهمهم الخاطئ للحياة الأسرية ودورهم الواجب القيام به تجاه أبنائهم وبناتهم وبشكل يومي غير منقطع وغير قابل للتأويل أو التوكيل أو البحث عن المبررات ، و بتلاطم أمواج الحياة تتضح حاجة الأولاد لواجبات الأب المقصر وتتفاقم معاناتهم وعوزهم الشديد للتوجيه والرعاية والأخذ بأيديهم وتربيتهم على ما يؤمن به المجتمع وما ينتظره منهم ليكونوا لبنات صالحه تزيد تماسكه وصلاحه ونهضته ، وبعد فترات الانقطاع الأبوية الطويلة والمتكررة عن الأسرة تظهر النتائج غير المرضية نتيجة الرفقة السيئة واكتساب السلوكيات المنبوذة و الحصول على نتائج دراسية منخفضة في ظل تدني قدرة تأثيرالزوجة على متابعة جميع أفراد الأسرة وتمرد بعض الأبناء على توجيهات الأم ، والاقتناع التام بالتأثيرات الخارجية على الأسرة وممارستها ، ويزداد جنوح بعض أفراد الأسرة بتقدم الأبناء في السن وظهور أصدقاء لهم يمتلكون قيم ومبادىء تخالف تماما ما تتوجه له الأسرة في عملية التربية ، و في كل يوم يتمادى الآباء ببقائهم خارج نطاق المسؤولية يمارسون حياتهم وكأنهم لا ينتمون لأسرهم ، بل قد يتجهون لتكوين أسر جديدة ، وعلى غرار ما فعلوه بالأسر الأولى يتكرر الحدث والنتائج معول هدم للمجتمع وانحراف وجريمة ؛ فقضاء الشهوات والتفاخر بالتعدد ليس إلا هو فلسفتهم الحقيقية في تكوين الأسر .
بعد سنوات قليلة من الزواج والرزق بالذرية تبدأ نسبة من الآباء في مجتمعنا الحاضر بإهمال الأسر والتوجه بكل الاهتمامات إلى ممارسة أعمال خاصة ، أو قضاء جُل الأوقات مع شلة الأصدقاء في مقار السمر واللهو و التدخين ، وما يتخللها من نفث للروائح غير العطرة المؤذية للأنوف والأبصار والألبسة ، مستمرة أوقات السمر لساعات متأخرة من الليل ، ومن ثم يبدأ أحدهم يفكر بالعودة قبل طلوع الفجر إلى المنزل ليقضي بضع من الساعات في النوم ، ومن ثم قد يعقد العزم على التوجه للعمل بكل تثاقل غارقا بالرغبة الجامحة للخلود للراحة وقضاء المزيد من الساعات في النوم ليجد مقر عمله الميداني و المكتبي في انتظاره لينجز المهام والواجبات اليومية ، والمفروض عليه تنفيذها في وقتها المحدد لكي لا تتأخر مصالح أصحاب المطالبات والمعاملات ، وتتأثر بقية الأقسام المرتبطة بعمله نتيجة تكدس المهام و الأوراق المطلوب إنجازها في دوائر معينة ، وفي نهاية يوم العمل تكون حصيلة الإنجاز منخفضة جدا نتيجة قلة التركيز و انخفاض اللياقة الذهنية والبدنية والتي لم يحرص الموظف الساهر على توفيرها لذهنه و جسمه قبل الذهاب لعمله اليومي ، وعلى النطاق الأسري نجد أن الأب غير المهيأ قبل الزواج لبناء الأسرة ورعايتها قد اكتفى فقط بوجود اسمه على شهادات الميلاد و الأوراق الثبوتية وبقي الحبر المكتوب هو صلة القرابة بينه وبين أسرته ، أما دوره كراعٍ ورب للأسرة فهو منعدم تماما ولا يعترف به لأنه يردد دائما مقولات أضاعت الأسر ؛ آمن بها وأقنعه الواهمون بأساليبهم المنحرفة ، وتتضمن قناعاتهم انتهاء دور الأب بمجرد قدوم الأولاد للدنيا وتوفير بعض النفقة لهم ، و بعض المقولات التي يرددونها بريئة من فهمهم الخاطئ للحياة الأسرية ودورهم الواجب القيام به تجاه أبنائهم وبناتهم وبشكل يومي غير منقطع وغير قابل للتأويل أو التوكيل أو البحث عن المبررات ، و بتلاطم أمواج الحياة تتضح حاجة الأولاد لواجبات الأب المقصر وتتفاقم معاناتهم وعوزهم الشديد للتوجيه والرعاية والأخذ بأيديهم وتربيتهم على ما يؤمن به المجتمع وما ينتظره منهم ليكونوا لبنات صالحه تزيد تماسكه وصلاحه ونهضته ، وبعد فترات الانقطاع الأبوية الطويلة والمتكررة عن الأسرة تظهر النتائج غير المرضية نتيجة الرفقة السيئة واكتساب السلوكيات المنبوذة و الحصول على نتائج دراسية منخفضة في ظل تدني قدرة تأثيرالزوجة على متابعة جميع أفراد الأسرة وتمرد بعض الأبناء على توجيهات الأم ، والاقتناع التام بالتأثيرات الخارجية على الأسرة وممارستها ، ويزداد جنوح بعض أفراد الأسرة بتقدم الأبناء في السن وظهور أصدقاء لهم يمتلكون قيم ومبادىء تخالف تماما ما تتوجه له الأسرة في عملية التربية ، و في كل يوم يتمادى الآباء ببقائهم خارج نطاق المسؤولية يمارسون حياتهم وكأنهم لا ينتمون لأسرهم ، بل قد يتجهون لتكوين أسر جديدة ، وعلى غرار ما فعلوه بالأسر الأولى يتكرر الحدث والنتائج معول هدم للمجتمع وانحراف وجريمة ؛ فقضاء الشهوات والتفاخر بالتعدد ليس إلا هو فلسفتهم الحقيقية في تكوين الأسر .